"حياتي ليست رخيصة"، هكذا قال الأسير المحرر غسان عباس الريماوي (26 عاما) من بيت ريما قضاء رام الله قبل أن يطلق صرخة يطالب فيها هيئة شؤون الأسرى والسلطة الفلسطينية بتغطية نفقات علاجه من مرض السرطان الذي أصيب به قبل شهور. واعتقل الريماوي ثلاث مرات، الأولى والثانية خلال عام 2005، أما الأخيرة فكانت عام 2010 وقد أصيب حينها بسرطان الدم، وأفرج عنه بعد سبعة شهور من الاعتقال تحت ما أسماه "الاكتفاء بالمدة" بالإضافة لدفع غرامة مالية قدرها 2000 شيقل. وبعد الإفراج عنه، توجه الريماوي فورًا لمجمع فلسطين الطبي في رام الله لإجراء فحوصات طبية، وحصل بعد ذلك على تحويلة طبية لمركز الحسين للسرطان في الأردن بعد رفض تحويله لمستشفى "هداسا" الإسرائيلي بحجة الرفض الأمني. بعد توجهه للعلاج في الأردن امتثل للشفاء وتعافى من المرض، وبقي بعد ذلك يتناول أدوية، وخلال عام 2012 توقفت التحويلات الطبية كما يقول الريماوي، وأصبح غير قادر على تحمل تكاليف العلاج والفحوصات الطبية، واستمر بمتابعة وضعه الصحي عند أحد الأطباء في رام الله. ويضيف الريماوي "قبل خمسة شهور من الآن حدثت معي مشكلة في إحدى خصيتي فتوجهت للأطباء فوجدوا أنها تالفة، ما استدعى استئصالها بعملية جراحية، لأتفاجأ بعد ذلك من الفحوصات أني مصاب بنوع جديد من السرطان وهو "سرطان الغدد اللمفاوية". ونظرًا لأنه أسير محرر أصيب بمرض السرطان أثناء اعتقاله، فقد طالب السلطة الفلسطينية وهيئة شؤون الأسرى بتأمين وتغطية نفقات علاجه في الأردن، باعتبار أن تلك الجهات هي المخولة بمتابعة أوضاع الأسرى داخل السجون وبعد التحرر. وشدد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش على ضرورة الاهتمام بالأسرى المحررين وخصوصا المرضى منهم، مشيرا إلى أن هناك نوع من الإهمال بحق بعضهم، وطالب الخفش المؤسسات الحقوقية والجهات المسؤولة والمختصة بالاهتمام بقضية الريماوي، والعمل على تأمين علاجه، وتسهيل سفره للخارج ليتسنى له العلاج قبل أن يزداد وضعه الصحي خطورة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.