18.32°القدس
18.01°رام الله
17.19°الخليل
21.12°غزة
18.32° القدس
رام الله18.01°
الخليل17.19°
غزة21.12°
الجمعة 15 نوفمبر 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.94يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو3.94
دولار أمريكي3.74

خبر: لا تفرحوا كثيرا

هلل الكثيرون في الغرب والشرق لما اعتبروه خطوات انفراج وتغييرا دراماتيكيا في موقف بعض الدول الغربية باعترافها بما يسمى «دولة فلسطين»!!! واذ نفهم هذا الاحتفاء في السياق الغربي الا أننا يجب ان نرفضه عربيا واسلاميا لما يحمله من أخطار تثبيت الأمر الواقع وقصر فلسطين على مشروع «الدويلة» المرسومة في قرارات الأمم المتحدة بدءا من قرار التقسيم وما تلاه من تعديلات في النكبة والنكسة وغيرها من اشتراطات كالارض مقابل السلام وتدويل القدس وتصفية قضية اللاجئين فهذه زمرة أمور مرتبطة ببعضها البعض! وفي الوقت الذي نقرأ فيه المشهد بما حمله من تطور في الشارع الغربي بعد الحرب الاخيرة على غزة الذي نافس في تفاعله وتأييده مواقف السياسة العربية الرسمية الا ان الافراط في التفاؤل هو توهم وخديعة للنفس فلا ننسى ان الدول الاوروبية، على رأسها بريطانيا، هي المسؤولة عن نكبة فلسطين وانشاء الكيان الصهيوني، وأن الصهاينة ما زالوا يوجهون المشهد العام من خلال لوبياتهم وسيطرتهم على الاقتصاد والاعلام والأمر اسوأ في الولايات المتحدة والدول الكبرى جميعا تعتبر أمن اسرائيل ومستقبلها اولوية عظمى وقد اظهر استطلاع أجرته شركة يوجوف لقياس مدى التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية في بريطانيا وأمريكا وفرنسا تحولا في نبض الشارع وكانت النتائج كالآتي: في أمريكا رجحت النسبة لصالح الكيان الصهيوني بنسبة 39٪ لصالح «اسرائيل» مقابل 11٪ لصالح القضية الفلسطينية بينما أظهرت النتائج تقدما ملحوظا في بريطانيا وفرنسا حيث غلب التعاطف مع الفلسطينيين في فرنسا بنسبة 18٪ مقابل 11٪ لصالح «اسرائيل» بينما لم يحدد ما نسبتهم 38٪ مواقفهم والحياد خطير في هذه المسائل المصيرية وللاسف غالبا ما يصب في مصلحة اسرائيل التي تدعمها سياسة فرنسا الخارجية. اما في بريطانيا التي تشهد تركزا وزخما في العمل الفلسطيني والاعلامي وجالية عربية ومسلمة كبيرة فقد تفوق الدعم لفلسطين بنسبة 27٪ لصالح فلسطين و12٪ لصالح «اسرائيل». ولكن تفاؤلنا بهذه النتائج يجب ان يكون ممزوجا بالحذر لانه قد يكون تفاعلا وقتيا صنعه الحدث ولا يمتد ولا يتعمق ليشكل ظاهرة! اما موقف بريطانيا خصوصا فيفسره المحللون على أنه ليس أكثر من وعد انتخابي لكسب اصوات العرب والمسلمين! فبريطانيا تذكرت جرمها بحق الفلسطينيين الان فقط على استحياء ولم تعتذر عن وعد بلفور بينما لم تدع احدا الا واعتذرت له حتى زعيط ومعيط ونطاط الحيط عن جرائمها الاستعمارية ومنهم الاقليات الدينية والعرقية كالسيخ في الهند وقبائل الماوماو في كينيا. لا يجب علينا أن نسوق لهذا الاعتراف في الدول العربية ولا ندعمه فهو انجاز وتقدم محصور في سياقه الغربي أما نحن في البلاد العربية فلا يجب ان تننازل عن حلمنا بتحرير فلسطين، كل فلسطين من البحر الى النهر، وطنا مقدسا لا دولة مصطنعة! انه لمن المأساة ان نتلقف هذا المصطلح «دولة فلسطين» ونردده ونعتبره مرحلة ولبنة في المشروع الوطني لان ذلك سيصبح سياسات وبرامج عمل ومفاوضات تتوارثها الاجيال وسيختفي حلم التحرير الكبير سنة بعد سنة ومع ازدياد التعقيدات في العالم وتصدر حثالة السياسيين وغياب الثوابت! ان صناعة التحالفات السياسية والشعبية ضروري في قضية يتحالف معظم العالم لتصفيتها كالقضية الفلسطينية ولكن التحالفات يجب ان تكون مبدئية لا ترضخ دائما لفن الممكن والمقدور عليه، فالأقوياء يحترمون الاقوياء مثلهم أو أصحاب المبادئ الذين يضحون دونها بكل ما يملكون. أن تموت وأنت تعمل لحلمك، لتحرر القدس ويافا وحيفا وعكا وصفد قبل الخليل ونابلس ورام الله خير من أن تتخلى وتهزم الحلم في نفسك والاجيال من بعدك! كتب ثيودور هرتزل في كتابه الدولة اليهودية الصادر عام 1896» ان فلسطين وطننا التاريخي الذي لا يمكن ان ينسى» هذا كان حلم هرتزل وهو يعيش في جيتو في النمسا وشعبه مضطهد ومطارد حول العالم فكيف يجرؤ أصحاب الحق بالتخلي عن حقهم او تجزئته الى مراحل وحصص وصفقات؟! فلسطين وطن وأكبر وأعظم بكثير من دولة...