18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: يا حكومة الحمد لله لا تقتلوا الناس في غزة

لا ادري هل مؤسسات الصحة في قطاع غزة هي جزء من وزارة أو هي وزارة أو هي مجرد مستشفيات ورعاية أولية وأقسام ولادة وغيرها شيطانية تدير نفسها بنفسها وليست بحاجة إلى جهة أشراف عليا تقوم مقام العقل الناظم لهذه المؤسسات وفق رؤية وخطة توضع من أجل الارتقاء بالعمل الصحي بمجمله وبكل محتوياته والذي يشكل المريض جزءا مهما من هذا التكوين الذي في الأساس وجد من أجل الحفاظ على صحة الإنسان الفلسطيني والذي يشكل العنصر الأهم في المعادلة الفلسطينية. والسؤال هل هناك حكومة في فلسطين؟، وهل هناك وزارة صحة فلسطينية؟ وهل غزة هي جزء من هذه الحكومة ومن مسئولياتها؟، أم أن غزة هي جارة للحكومة الفلسطينية وتقدم لها مساعدات في حالة توفر فائض لدى الحكومة الفلسطينية تقدمه للجارة غزة حتى تقوم بواجبها من اجل تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية التي تحافظ على صحة الإنسان الفلسطيني، وهل أساسا الحكومة الفلسطينية تعترف بفلسطينية القطاع وأهله؟. نطرح هذه الأسئلة بألم وحسرة على ما آلت لها الأحوال في قطاع غزة وخاصة في القطاع الصحي الذي قدم خلال العدوان الأخير مثالا عاليا وقدرات فائقة في التعامل مع الأزمة وكان فيه الأطباء والممرضون وطواقم الإسعاف والإداريون والمساعدون ورجال النظافة يتحركون خلال العدوان كمن يعزف سمفونية عالية الدقة وبانضباط كبير دون أن تشعر بأي نوع من التأفف أو التذمر أو طلب الراحة وهذا كله ناتج عن انتماء عال لهؤلاء العاملين في سلك الصحة للمهنة وللوطن وهذا ليس كلاما مرسلا أو مجاملة لفظية نقولها ولكنها شهادة الأطباء العرب والأجانب ممن زاروا غزة خلال العدوان. قطاع الصحة يصرخ وصراخه يرتفع يوما عن يوم ، والتحذيرات تصدر من جهاز الصحة في قطاع غزة ويعزز هذه التحذيرات تحذيرات صادرة عن مؤسسات صحية دولية ومستقلة تنذر بكارثة صحية قد تحدث في أي وقت في قطاع غزة نتيجة الإهمال من قبل الحكومة التي تسمى حكومة وفاق وطني وهي من وجهة نظري باتت ابعد عن الوفاق والوطنية بعمومية الكلمة ، لأنه عندما نقول وطنية أنها لكل الوطن وليس لجزء من الوطن، وهذا كله ناتج عن إهمال وزارة الصحة لقطاع غزة وعدم قيامها بمسئولياتها الأخلاقية والإنسانية والمهنية حيال الوضع الصحي في القطاع المستنزف والذي بات يعاني من أزمات متتالية دون اكتراث من الحكومة ومن وزارة الصحة فيها بالتحديد. ماذا ينتظرون؟، وقوع الكارثة!، وتوقف مؤسسات الصحة عن تقديم خدماتها ليس للمرضى العاديين فقط، بل للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وقاتلة كمرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطانات والأمراض المختلفة لأن توقف العمل في المؤسسات الصحية يشكل خطرا حتى على الأصحاء. إذا كان الراتب للموظفين في القطاع الصحي وغيره من القطاعات يخضع لترتيبات دولية وخارجية لأن هذه الحكومة وهذه السلطة لا قرارا سياسيا مستقلا لها ، وهي بحاجة إلى موافقة دولية حتى لا تقع هذه الحكومة تحت الحصار كما يدعي رئيسها ، فهل تزويد المستشفيات والمؤسسات الصحية بكل المستلزمات الطبية يحتاج إلى موافقة دولية وقرار خارجي تنتظره الحكومة؟، هل تزويد المستشفيات بالوقود لتشغيل المولدات أيضا يحتاج إلى قرار خارجي؟، هل تزويد المستشفيات بالأوكسجين اللازم لغرف العمليات ولمرضى التنفس يحتاج إلى قرار دولي حتى لا تقع هذه الحكومة تحت الحصار؟. غزة تصرخ والصحة فيها معتلة وصراخها يعلو ويعلو وكل هذه المبررات التي تطرحها حكومة ... الحمد لله لا تقنع الهوام في شوارع غزة ، وهم مقتنعون بهذه الحجج ويحجبون عن غزة ما يمكن أن يوقف الكارثة الصحية المتوقعة في أي لحظة ما لم يتم استدراك الموقف وتزويد القطاع بما يحتاج من مستلزمات طبية وأدوية وغيرها حتى لا تتوقف الخدمات ويموت الناس أو يصابوا بعلل مستدامة يصعب معها الشفاء لتأخر العلاج المحتجز في مخازن حكومة الحمد لله في رام الله. إن وفاة أي مريض في قطاع غزة سيكون لعنة على كل من تسبب بهذه الوفاة نتيجة عدم اهتمامه واكتراثه بأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة قصر النظر الذي عليه هذه الحكومة وعنصريتها وتخليها عن مسئولياتها، وهذه الأرواح التي ستسقط نتيجة هذا التقصير المتعمد ستكون لعنة تطارد هؤلاء المسئولون في نهارهم وليلهم في صحوهم ونومهم وربما يطالهم عذاب ربهم لتفريطهم بالروح الإنسانية التي أمر الله بالحفاظ عليها ونهى عن قتلها.