19.38°القدس
19.02°رام الله
17.75°الخليل
23.56°غزة
19.38° القدس
رام الله19.02°
الخليل17.75°
غزة23.56°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: غزة والفلتان الامني من جديد .. ومن المسؤول

لقد حذرنا من عدة شهور ومن خلال سلسلة مقالات متعددة بأن غزة قد تتعرض لفلتان امني من جديد نتيجة عدة ظواهر وسلوكيات سياسية خاطئة تقود الشعب الفلسطيني وتهدد السلم الاجتماعي ، ربما تكون ظواهر الفلتان الأمني التي قد تعود من جديد هي أسلوب من أساليب التمرد على نفي غزة واستهدافها واستهداف أبنائها أيضا من منظومة سياسية تعمدت اهانة الشعب الفلسطيني في داخل قطاع غزة ، بالإضافة إلى الأبعاد السياسية المتهتكة التي تقودها سلطة محمود عباس وممثليه الذين أغمضوا عينيهم على انتهاكات الحقوق في داخل غزة لأبناء جلدتهم . من القواميس السياسية الجديدة في الساحة الفلسطينية هو من شرعي ولا شرعي ، ومن هو معين ما قبل الانقسام وما بعده ، تلك العلاقة الرديئة في التقويم والتقييم قد تؤدي أيضا ً إلى تهديد السلم الاجتماعي والكلمة الحرة وحرية الإنسان ، وتهدد وجهة نظره وفكره وتعاطيه مع الأحداث التي تتعرض لها الساحة الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة أو القدس والمسجد الأقصى . ما حدث في غزة من تفجيرات لمنازل بعض المسؤولين من سلطة محمود عباس وفتح محمود عباس لا نؤيده ولا نرغب فيه وكنا نتمنى أن يصحح طريق فتح عن طريق المطالبة الدائمة بتصحيح وإصلاح طريقها السياسي والسلوكي والتي تستولي عليه السلطة حيث نفت حركة فتح تماما ً من القاموس النضالي الوطني الفلسطيني ، ولكن يبدو أن السيد الرئيس عباس ممعنا ً في إذلال غزة وكل أبنائها وممعنا ً في انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة بما فيها أبناء حركة فتح ، أبناء النضال الوطني الفلسطيني عن طريق عصبة تتحكم في إطار حركة فتح في داخل قطاع غزة . لقد صرحت حماس منذ أيام بأنها ستتخلى عن مهامها الأمنية في غزة ، وهذا دليل على تفسخ ما تم الاتفاق عليه في الشاطئ وبنوده من إعادة التلاحم لقوى الشعب الفلسطيني ، فهناك اكتر من مفترق طريق حدث بعد الحرب على غزة ، وآلاف المشردين وحالات الفقر التي انتشرت في هذا القطاع وحالات التسول والبطالة مما يجعل شباب فلسطين عرضة لأي فكر متطرف يقسم المجتمع إلى فئات تعيش في أريحية وفئات أخرى لا تجد رغيف خبز وشباب ضائعين عبروا عن ضياعهم في عرض البحر ، وآخرين قد يعبرون عن وجودهم نتيجة البطالة والرسوم الباهظة في الجامعات ، وعدم مقدرتهم على تسيير أمورهم اليومية بأشياء أخرى قد تكون متطرفة . عندما تحدثت حماس على أنها ستترك الملف الأمني في غزة تعني ما تقول وتعني أن تلك المهام هي من مهام حكومة التوافق وحكومة الحمدلله ، وهي غير مسؤولية بناءا ً على بروتوكول حكومة التوافق وتكوينها عن أي أحداث من انفلات امني قد تصل إلى التصفيات في قطاع غزة ، في حين أن حماس قد أثبتت مقدرتها العالية والدقيقة في الإمساك بالأمن في غزة . وربما أيضا ً ونتيجة هذه التفجيرات التي طالت منازل بعض قيادات فتح محمود عباس قد تعطي مؤشرا ً لما تم الإعلان عنه بزيارة لرامي الحمد لله لقطاع غزة الأسبوع القادم وعقد اجتماع الحكومة في غزة و البحث في عدة إجراءات لتستلم الوزارات عملها في القطاع ، في ظل اتهام دائم لحكومة الحمد لله لتعنتها وكثير من مصادر قرارها التي طالت القطاع وأخرت الاعمار ، وربما أيضا ً الحدث يطال مهرجان ذكرى الرئيس ياسر عرفات الذي قد يسخر لبرنامج سياسي يجلب ثماره محمود عباس نفسه وتصريحاته المتخبطة وما يحدث في القدس وتصريحاته المطمئنة لإسرائيل . لا يجب أن نأخذ ما حدث من تفجير لبعض منازل أو بوابات المنازل لبعض الأشخاص أو القيادات عند محمود عباس بأنه حدث بسيط ، بل إنه ناتج عن عدة تعقيدات تطال قطاع غزة وسكانها . أجزم أن التفجيرات لم تكن تريد أن تطال حياة هؤلاء الأفراد بل هي إنذار وتمرد على واقع لا نستطيع أن نشير من هو المسئول بدقة عن هذه التفجيرات والإنذارات التي قد يتطور فعلها وعملها في المستقبل ،ولا نستطيع أن نتهم جهة بأنها هي المسئولة عن تلك التفجيرات في حين وجود حكومة التوافق الوطني ، ولأن حماس يمكن أن تقول وبأقل الكلام نحن لسنا مسؤولين عن الداخلية والأمن في حين أن حماس تدعم أجهزتها على الأرض وفي جاهزية كبيرة جدا ً ، حماس تنظر للموضوع من خلال منظور حكومة التوافق ومهامها . وأمام هذه الظاهرة الخطيرة يمكن أن نقول أن تطور هذا الفعل مستقبلا ً لن يكون منسوبا ً لفصيل بعد ذاته بل ربما عناصر من حماس وفتح والجهاد وكل التنظيمات الفلسطينية التي يعاني أفرادها من الفقر والبطالة وأبناء الشعب من الطوائف الأخرى . أما بيان داعش فأنا استبعد كثيرا ً على أن يكون هناك فعل قوي لداعش في غزة أمام انتشار كثيف للتنظيمات الفلسطينية وفصائلها وقوى الأمن الفلسطينية المختلفة ، سواء أمن السلطة المنتشر أو أمن حماس أو أمن جهات إقليمية أخرى . لم نستغرب بل توقعنا ذلك من عدة شهور نتيجة الظواهر السابقة وعلى السيد محمود عباس أن يعيد تقييم برنامجه السياسي وأن يعود إلى النضال الوطني الفلسطيني ملتحماً مع أبناء حركة فتح الصادقين الواعدين بالعدالة الاجتماعية والإصلاح في داخل حركة فتح وإعادتها لثوبها وعمقها القديم في النضال الوطني الفلسطيني وفي تلاحم مع كل فصائل المقاومة في داخل قطاع غزة لصناعة طليعة جديدة وبثوب جديد لحركة النضال الوطني الفلسطيني مجتمعة ، أما سلوك محمود عباس فهو سلوك رديء قد يأخذ الشعب الفلسطيني إلى مزيد من التهتك والانحلال الأمني وضياع الحقوق وكلمة أخيرة والضفة لن تكون بعيدة عن هذا الفلتان .. والله المستعان