18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: ما سر عداء عباس لعرفات ؟!

عماد زقوت عشر سنوات على استشهاد الرئيس ياسر عرفات مضت و لم تجرؤ السلطة الفلسطينية أن تكشف عن الذين يقفون خلف تسميمه حتى اليوم , رغم معرفتها للأسماء والأسباب بحسب قيادات فتحاوية وفلسطينية , وظلت دائمة التهرب من تلك الأسئلة , وكيف تجرؤ هذه السلطة ورأس هرمها محمود عباس على كشف الحقيقة , فعباس الذي قاطع الرئيس عرفات لفترة طويلة قبل دخوله في مرضه الأخير بعد صولات وجولات من حرب الصلاحيات بين الرجلين والتي انتهت باستقالة أبي مازن من رئاسة الوزراء التي أرادتها الإدارة الأمريكية بعد تشكيكها بأن أبا عمار لم يعد شريكا حقيقيا في عملية السلام ليعود فجأة إلى واجهة الأحداث مدعوما من الأمريكيين والأوروبيين ليصفه عرفات بأنه كرزاي جديد في إشارة إلى الرئيس الأفغاني المدعوم أمريكيا . ولم يصل الأمر إلى هذا الحد , فبحسب مروان كنفاني المستشار السياسي للرئيس عرفات الذي قال في كتابه سنوات الأمل : ( إن العلاقات بين الرئيس عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس استمرت في التدهور وابتدأ السيد عباس في تجنب اللقاء مع الرئيس عرفات واكتفى بإبلاغه بقرارات مجلس الوزراء عن طريق مبعوثين , الأمر الذي زاد في شكوك الرئيس عرفات بأن رئيس وزرائه يعمل على تنفيذ عملي لقرار عزل وتقليص صلاحيات رئيس السلطة الفلسطينية ، وتجمد بذلك الوضع السياسي والداخلي نتيجة عدم قدرة أي من الجانبين على تنفيذ قراراته ) . العلاقات السيئة بين عرفات وعباس تركت تداعياتها على الجمهور الفتحاوي الذي تظاهر أمام المجلس التشريعي في رام الله في اليوم المائة لتسلم عباس مقاليد رئاسة الوزراء في ذلك الوقت ، وانهالوا عليه بالهتافات المعادية والمنددة بسياساته فضلا عن وصفه بالعميل . الشاهد هنا أن الرئيس عباس يحاول في كل مرة أن ينفذ السياسات الأمريكية والصهيونية متجاهلا بذلك المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، فهو لم يكترث لرمزية الرئيس عرفات و كان يطالبه بصلاحيات في الأمن والسياسة الخارجية والإعلام والمالية بخلاف الأمر مع رئيس وزرائه إسماعيل هنية عندما وقف حجر عثرة أمام برنامج الحكومة العاشرة ونازعها على الصلاحيات بل وجر الساحة الفلسطينية إلى أتون صراعات داخلية طويلة . أبو مازن تحدث عن عقبات كان يواجهها في عهد الرئيس عرفات ومنعه من ممارسة صلاحياته والتدخل المستمر في عمله مما دفعه إلى تقديم استقالته من رئاسة الوزراء ، ورد الرئيس عرفات في حينها بأنه سيقيل أبو مازن ولن يقبل استقالته ، ويبدو أن الرئيس عباس حاول العمل بنفس الطريقة التي تعامل بها الرئيس عرفات معه عندما كان رئيسا للوزراء لكن صبر حماس ورئيس وزرائها هنية أربك عباس فزاد وتيرة استفزازه ليكون الرابع عشر من يونيو من العام 2007 إعلاناً لعدم الصبر على تصرفات عباس . الناظر إلى الحالة الفتحاوية يجدها تجمع بين طياتها العديد من التناقضات ما يجعلها دائما عرضة للاختلافات والتنازعات بين أقطابها مما ينعكس بالسلب على الساحة الفلسطينية , ولو أردنا استعراض التناقضات داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية فإننا لا يمكن أن ننسى ما حدث في السنوات الأخيرة بين دحلان وعباس من خلافات كبيرة أدت الى شرخ عميق في التنظيم الفتحاوي حتى انه اصبح كلا منهما يستقوي على الآخر بقوى خارجية والتي تحاول تنفيذ أجندتها في الساحة الفلسطينية من خلال هذه القيادات . خلاصة القول إن حركة فتح وسلطتها تعاني من أمراض مزمنة من الممكن أن تقضي عليها في أي لحظة ، إلا في حال عودتها إلى خيار شعبنا ومقاومته واصطفافها في صف الممانعة في وجه العنجهية الصهيونية التي تتمادى في طغيانها وعدوانها على القدس والمسجد الأقصى