19.68°القدس
19.38°رام الله
18.3°الخليل
23.84°غزة
19.68° القدس
رام الله19.38°
الخليل18.3°
غزة23.84°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: لدينا "سوبر رئيس" اسمه عباس

حينما فازت حركة حماس بأغلبية مريحة في انتخابات 2006 ارتد الرئيس أبو مازن ومن معه على نتائجها. فرفضها رغم إقراره بدقتها ونزاهة العملية الانتخابية وطالب بإعادتها وكأنها لعبة أطفال يتخللها الحرد والتالتة نابتة، وكان التهديد الفتحاوي صريحاً آن ذاك بسياسة الخمسة بلدي والتي تبدأ بالحصار والتمرد على الحكومة ونشر الفوضى والفلتان بحربٍ إعلامية مكثفة أدت في النهاية لانقسامٍ عميقٍ في التركيبة السياسية الفلسطينية. مشكلة العقلية الفتحاوية أنها ترفض الشراكة وتعودت على احتكار القرار الفلسطيني منذ عقود، ولا تتصور انتقال دفة القيادة لقوى جديدة وفق منظومةٍ نزيهة اسمها الانتخابات، وتتعامل مع الفصائل من حولها كديكورات لا تؤثر ولا تقرر، ومن هنا كانت الصدمة التي غيرت منهجية العمل وشكل العلاقة الفلسطينية الداخلية. أخطأت حماس حينما ظنت أن الحل بالمصالحة وتسليم الحكومة، فكان قرار التنازل عن الشرعية التي اكتسبتها من الانتخابات قرار لا يصب في صالح القضية أو المقاومة، بل إنه عزز فكرة مشوهة ودعم نوايا مبيتة تحمل الإقصاء والتفرد في نفس الرئيس عباس، فحماس لا تتعامل مع خصمٍ وطني يتقبل الحالة الإيجابية ويتفهم المبادرات البناءة، بل تتعامل مع من يفهم الطيبة ضعف، والتنازل هزيمة، والابتسامة تذللاً، لهذا جميع بوادرها الطيبة وتنازلاتها الحميدة قوبلت بتنكرٍ وإنكارٍ وتمرد واستئثار بالسلطة، وأصبح الرئيس عباس مصداقاً لقول الشاعر وإذا أكرمت اللئيم تمردا. الرئيس عباس اليوم هو رئيس منظمة التحرير الممثل الرسمي عن شعبنا في الخارج، وهو أيضاً رئيس السلطة وحركة فتح ورئيس الحكومة وينيب عنه السيد رامي الحمد الله، ويقوم بمهمات المجلس التشريعي وجعل السلطة القضائية خاتماً في إصبعه يحكم على هذا ويفرج عن ذاك حسب المزاج الرئاسي على ذمة الرئيس. لا أحد في العالم يقبل بهذا فأبو مازن لم ينزل من السماء وليس بالسوبرمان، بل إن قدراته الوطنية متواضعة ويتميز بالخداع والغدر، فقد تمرد على الرئيس عرفات واستقوى بالولايات المتحدة في لحظة ضعف عرفاتية، كما أنه بطش بحليفه القوي محمد دحلان وفجُر بخصومته واتهمه بالعاملة لإسرائيل، وهو الآن يتخلى عن جميع مسؤولياته تجاه غزة ويعلن الحرب عليها ويشدد في حصارها ويتباطأ ويتلكأ بملف إعادة إعمارها ويعطل الانتخابات ويدمر المؤسسات الوطنية والتشريعية، ويقوم بعمليات إذلال للموظفين الذين طالبهم هو بالاستنكاف والجلوس، فيمُن عليهم ويهددهم ويخصم من رواتبهم. عباس الذي تتجمع بيده كل هذه السلطات والمسؤوليات دون شرعية، يدفع البلاد للخراب والقضية للضياع وعلينا أن نتداعى قبل فوات الأوان، فلا يوجد رئيس في العالم تجتمع في يديه كل هذه المسؤوليات والسلطات، ولا يوجد شعب تحت الاحتلال يبقى رهينة رجل يحارب شعبه أكثر مما يحارب عدوه