19.38°القدس
19.02°رام الله
17.75°الخليل
23.56°غزة
19.38° القدس
رام الله19.02°
الخليل17.75°
غزة23.56°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: حماس تشتق تجربتها من بين إخوان مصر ونهضة تونس

ترقبت أوساط حماس الانتخابات التونسية يوم 26/10، وهي الانتخابات الأولى بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر في يوليو 2013، وفي ظل الحرب التي تشنها الأنظمة العربية على الحركات الإسلامية، وحظيت نتائج الانتخابات التونسية بدراسة معمقة من حماس، لأنها أظهرت تراجع حركة النهضة إلى الموقع الثاني، مما اعتبر تقييماً سلبياً للفترة التي حكمت فيها في مرحلة ما بعد قيام الثورة عام 2011. جاءت متابعة حماس للانتخابات التونسية، وتراجع حركة النهضة، للتعرف على مزاج الرأي العام العربي تجاه الإسلاميين، وإمكانية تكرار تراجع النهضة مع حماس إذا ما قدر للانتخابات الفلسطينية أن تحصل، مع العلم أن الظروف الموضوعية بين حماس والنهضة ليست متساوية، فكلاهما له أوضاع خاصة لا تنطبق على الآخر، وإذا كانت معايير الفوز والتراجع لدى "النهضة" مدنية وإدارية، فإنها عند حماس لها علاقة بالصراع مع المحتل، والجانب السياسي يطغى على تجربتها في الحكم. ورغم أن ظروف العمل الفلسطيني المقاوم لدى حماس لا تتوافر في التجربة التونسية، لكن ذلك لا يلغي أن إسلاميي النهضة لديهم فكر سياسي متقدم عن سواهم من إسلاميي المنطقة، وبالتالي فإن نتائج الانتخابات التونسية وجهت للإسلاميين رسالة للتسليم بما يفرزه صندوق الاقتراع من نتائج، وهو كافٍ للحكم لهم أو عليهم. ولذلك فإن المقارنة بين حماس والنهضة غير موضوعية، فالأولى تقود مشروعاً تحررياً تحت الاحتلال، فيما الثانية تعيش في بلد مستقل، لذلك تختلف قواعد اللعبة لديهما، مع أن الوضع الفلسطيني يحتاج من حماس مراجعة شاملة، دون العودة للانتخابات، التي ستعقد المشهد السياسي أكثر من الوضع الحالي. وهذا يعني أن تراجع النهضة في تونس، قد ينعكس سلباً بالتأكيد على وضع حماس بين الفلسطينيين، رغم أنه قد يعزز أمامها هوامش معينة في التحرك لم توجد سابقاً، فحماس حركة مقاومة أكثر من كونها حزباً سياسياً أو أداة فعل سياسي سلطوية كالنهضة، وقد استفادت مما حصل في مصر عقب الإطاحة بالإخوان المسلمين. حماس كما يبدو مصرة على خوض الانتخابات القادمة، رغم ما قد يبدو تراجعاً في تأييد الإسلاميين لدى الشارع العربي، فقد دعت في ذات يوم إلى إجراء الانتخابات التونسية، لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة خلال 3 أشهر، لأن حماس جاهزة لخوضها، وستتقبل ما يختاره الشعب، وستلتزم به. لكن تفسير تراجع حركة النهضة بحاجة للاطلاع على تجربتها بالتفصيل، ومعرفة الأسباب التي أدت لهذه النتائج، فقد يكون تراجعاً مخططاً له من قبل قيادة النهضة، أو جاء نتيجة لسوء أداء في الحكم، أو أن التونسيين قلقون من انتخاب الإسلاميين بعدما حصل في مصر. لكن على كل الأحوال فإن حماس في الانتخابات القادمة ستضع في اعتبارها التجارب المحيطة بها، وستسعى للشراكة مع الآخرين، وربما تكون أقرب للإخوان المسلمين بمصر من أفكار النهضة بتونس، التي سيكون لنتائجها الانتخابية الأخيرة تأثير كبير على تفكير حماس، وأدائها السياسي، ما يعني أنها ستشارك في كل الانتخابات القادمة، البلدية والتشريعية، رغم تراجع النهضة في تونس، وقد تذهب للانتخابات الرئاسية بترشيح شخصية متوافق عليها، وليس أحد رموزها. السؤال الأهم في استخلاصات حماس من تجربة تراجع النهضة في تونس: من يضمن لحماس إذا خاضت الانتخابات كما فعلت النهضة، وفازت فيها، ألا تفرض عليها عقوبات مجددا، كالحاصلة حالياً منذ 8 سنوات؟، وفي حالة فاز الطرف الآخر، فتح، هل تضمن ألا يتم إقصاؤها من حماس؟. ولذلك تبدو حماس مطالبة بالبحث عن خيارات جديدة، وتترك الانتخابات، للاستفادة من تجربة مصر، والإطاحة بالإخوان المسلمين، فالنهضة استفادت منها وقررت أن تنحني أمام العاصفة التي لا تريد رؤية إسلاميين في المشهد السياسي، وحماس تراقب التجربتين المصرية والتونسية بحذر وانتباه عبر البحث عن توليفة توحد الجماعة الوطنية الفلسطينية أفضل من اللجوء لانتخابات لا يعلم أحد مآلاتها، فـ(إسرائيل) وأمريكا لن تقبلا بفوزها في الانتخابات مجدداً. الخلاصة أن حماس مدعوة للتأمل في النتائج المتوقعة لدخولها الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر، وتراجع النهضة في تونس، وعليها أن تحضر الإجابات الجاهزة للسؤال الكبير: كيف سيكون شكل الحصار القادم إذا فازت في الانتخابات القادمة؟.