ما زلنا نسمع لغزة انين من اوجاع الحرب الأخيرة عليها –العصف المأكول- ، حيث لا زالت جراحاتها تنزف قهرا حسرة وغصة. فهل يحق لنا ان نطلب من غزة الجريحة فعلا مساندا لانتفاضة اهلنا في القدس محتلة..!! نعم.. لأنه في غزة وفي غزة فقط تمتلك المقاومة اعلاما فضائيا حرا يؤيد ويساند المقاومة، ويستطيع ايصال كل الكلمات وكل الصور وكل الحق الفلسطيني الى انحاء العالم . نعم .... لأنه في غزة وفي غزة فقط تمتلك المقاومة بنية تحتية اعلامية وثقافية وحاضنة شعبية قادرة على اسناد وانجاح كافة الفعاليات المساندة لأهلنا في القدس. نعم ...لأن غزة بما باتت تمتلك من رمزية ومن موقع هام ومتقدم في ضمير ووعي الأمة باتت المؤهل الوحيد القادر على جذب اهتمام جميع وسائل الاعلام العالمية التي ربما ينجح العدو في منعها من تغطية انتفاضة القدس. نعم...لأن غزة باتت تحتضن قيادة المقاومة العسكرية كما السياسية القادرة على تمثيل المنتفضين في القدس والحديث باسمهم في مختلف محافل العالم. نعم...لأن غزة رغم انها تخضع لحصار مطبق إلا أنه باستطاعتها توظيف ما لها من نفوذ ومن علاقات ومن مصداقية لتجنيد كم كبير من الاحرار والقوى الفاعلة في مختلف بقاع العالم عبر استخدام تقنيات الاعلام الجديد ومواقع التواصل، هذا الفضاء الذي لا يمكن محاصرته. بناء على ما سبق ماذا يمكن لغزة ان تفعل لنصرة انتفاضة اهلنا في القدس. أولا: على جميع قوى المقاومة الالتقاء للاتفاق على استراتيجية اسناد انتفاضة القدس على ان تكون ذات تكتيكات واضحة وتوزيع ادوار منظم. ثانيا: يجب على جميع قوى المقاومة الاجماع على الأهداف المتوخاة من الانتفاضة سواء كانت اهداف مرحلية او بعيدة المدى، ورسم مسار عملياتي واضح للوصول الى هذه الاهداف. ثالثا: يجب فتح خطوط اتصال وتواصل وتنسيق على مختلف المستويات مع قوانا الفاعلة في القدس المحتلة واكنافها لضمان الانتظام في خارطة طريق نحو تحقيق اهداف الانتفاضة. رابعا: يجب ان تشمل هذه الاستراتيجية كل ادوات الوصول وتوظيف العلاقات والقدرات في غزة والضفة والقدس والمحيط العربي والدولي لإسناد انتفاضة القدس بمختلف الاشكال المتاحة. وهاك بعض المقترحات لما يمكن لغزة ان تنظمه في ساحتها: اقامة خيمة وطنية كبيرة في ميدان عام مثل ساحة السرايا او الكتيبة او الجندي المجهول، تكون مؤهلة لاستقبال الحشود الشعبية والنخبوية المساندة لانتفاضة القدس. ان تزود الخيمة بشاشات عرض مباشر لمجريات الأحداث في القدس، سواء باستخدام ما تبثه الفضائيات او باستخدام وسائل الاعلام الجديد. ان يؤم الخيمة وعلى مدار ساعات محددة وفود التضامن الرسمية والشعبية ضمن برنامج معد مسبقا ومنظم يضمن مشاركة كافة الأطر النقابية والثقافية والفعاليات الطلابية والحزبية..الخ. ان تزين الخيمة بصور شهداء الانتفاضة، وصور المواجهات اضافة لصور العمليات البطولية فيها. ان تمثل الخيمة غرفة عمليات لتنظيم الفعاليات الميدانية، على ان تنظم الخيمة فعاليات شعبية في مختلف المحافظات والقرى والمخيمات ضمن برنامج واضح ومنضبط يضمن تغطية اعلامية كبيرة لهذه الفعاليات. ان تنسق الخيمة مع التربية والتعليم ومختلف جامعات الوطن لتتضمن الاذاعات المدرسية وبشكل يومي نشرة اخبار الانتفاضة، وبرنامج فعاليات الاسناد لكل يوم. ان تكلف مختلف النقابات والمجالس الطلابية وحتى الوزارات الحكومية كل على حده بتنظيم فعاليات دعم واسناد لانتفاضة القدس ضمن برنامج منظم ومحدد وموزع على مدار الايام. ان تعمل خيمة الاسناد على تحويل الجدران اللافتة في مختلف المدن والمخيمات الى جدران نابضة بالرسومات المعبرة عن الانتفاضة والنابضة بمعاني التحدي والصمود لتبقى ثابتة في الصورة الذهنية لأجيالنا الصاعدة. ان تفتح الخيمة خطوط اتصال وتواصل عبر وسائل الاعلام الجديد مع مختلف القوى الحرة المناصرة للحق الفلسطيني من اجل تحقيق هدفين: وضعها في صورة مجريات احداث انتفاضة القدس بشكل يومي. تنسيق فعاليات شعبية لإسناد الانتفاضة في مختلف بلدان العالم. ان تعمل الخيمة على افتتاح غرفة عمليات وتنسيق لكل المستخدمين للإعلام الجديد وتنظيم المحترفين منهم في خطة عمل كفيلة بغزو هذا الفضاء الاعلامي الواسع لإيصال صورة المظلومية الفلسطينية بما يضمن اكبر قدر من التعاطف والدعم للانتفاضة عبر فعاليات شعبية واسعة كل في بلده للضغط على حكوماتهم باتخاذ اجراءات عقابية تزيد من عزلة ونبذ الكيان الصهيوني. ما زال التعويل على غزة كبيرا رغم جراحاتها النازفة وآلامها الكبيرة، ربما لأنه كتب على غزة ان تكون ابو الولد كما يقولون