19.38°القدس
19.02°رام الله
17.75°الخليل
23.56°غزة
19.38° القدس
رام الله19.02°
الخليل17.75°
غزة23.56°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مهاجمةُ الإسلاميين لتطبيق الشريعة كارثة مريعة

بلغت العلمنة والانهزام النفسي والحضاري الذي أصاب عقول ونفوس كثير من إسلاميي عصرنا حداً جعلهم يهاجمون من يقدم منهم على تطبيق الشريعة ويقيم حدود الله، إذ يتهمونه بالتطرف والتسرع، ويعدون إقدامه على تطبيقها في الأرض التي يحكمها من أكبر عيوبه، فتراهم يستهجنون قطع يد السارق، ويتحرجون من جلد الزاني أو رجمه، ويستنكرون قتل القاتل، وهم يبررون هجومهم على من يطبقون الشريعة بمبررات كثيرة، كفقر الناس وجهلهم بالإسلام، والخوف من إغضاب العلمانيين واستعداء الغرب، ولا أجد مبرراً لهجوم هؤلاء على من قرروا تطبيق الشريعة لأسباب عدة أهمها: 1. لأنه لا يصح لإسلاميين مجاهدين قامت حركاتهم، وبُني فكرهم على أساس الحكم بالقرآن والسنة، وبذلوا أرواحهم ودماءهم لإقامة دولة الإسلام أن يتركوا أحكامه وشريعته التي طالما أعلنوا أنها صالحة لكل زمان ومكان، ويطبقوا بدلاً منها قوانين الإنجليز والفرنسيين. 2. لأن من أقدموا على تطبيق الشريعة علموا أن الفقر الذي يعاني منه الناس ناتج عن الفساد والمحرمات المنتشرة بين المسلمين كالربا والزنا والخمور والرشوة، وهذه المحرمات والمفسدات لن تنتهي دون تطبيقٍ لشريعة الله. 3. لأنهم فهموا أن بركات السماء والأرض لن تفتح عليهم وهم يحتكمون إلى شريعة البشر ويتركون شريعة الله "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض". 4. لأنهم لاحظوا أن تجارب الحكم بما أنزل الله أسعدت المسلمين وأعزتهم قروناً طويلة من الزمن، بينما أشقتهم وأذلتهم في عصرنا تجارب البعد عن أحكام الشريعة والاحتكام إلى القوانين الوضعية. 5. لأن تجارب عدم تطبيق الشريعة في البلدان التي وصل إلى حكمها الإسلاميون كانت فاشلة، وانتهت بإبعادهم عن الحكم، وحتى التجربة التركية التي نجح فيها الإسلاميون بحل المشكلة الاقتصادية دون تطبيق للشريعة، ما زال حكمهم في خطر، حيث تعرض أردوغان لمحاولات اغتيال وانقلاب عديدة، وما زال غير قادر على نصرة حقيقية لقضايا الأمة، وما زال غير قادر بالتدرج الذي انتهجه على إزالة الزنا والربا والخمر والعري والفساد المتفشي في المجتمع التركي بالرغم من طول مدة حكمه. 6. لأن ترك تطبيق الشريعة لن يوقف عداء العلمانيين والغرب، فقد عادوا الإخوان في مصر وأسقطوا حكمهم، ونكلوا بهم، بالرغم من عدم تطبيقهم للشريعة، وعادوا حماس وحاصروها وشنوا على غزة ثلاث حروب من أجل إبعادها عن الحكم بالرغم من عدم حكمها بالشريعة، وتآمروا على حكم الإسلاميين في تونس وما زالوا يتآمرون بالرغم من عدم تطبيقهم للشريعة. 7. لأن الأصل هو تطبيق الشريعة وليس تركها أو التدرج في تطبيقها، ولا يصح لتاركها أو للمضطر إلى التدرج في تطبيقها لظروف معينة أن يعيب على من يرى أنه قادر على تطبيقها، وأن ظروفه تسمح بذلك "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور"، ولا يتحقق تطبيق الزكاة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون تطبيق لشرع الله. 8. لأن الله تعالى نفى الإيمان الحقيقي عن الذين لا يحكِّمون شريعة الله "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليما". 9. لأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر وظلم وفسق "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"،" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون"، فكيف يُهاجَم من أراد أن يتجنب الكفر والظلم والفسق بالحكم بما أنزل الله؟! 10. لأنه يجب على الإسلاميين الذين فشلوا في تجربة عدم تطبيق الشريعة، أو التدرج في تطبيقها، أن يتركوا غيرهم من المقتنعين بتطبيقها ليجربوا لعلهم ينجحون، ولا شك أن نجاحهم سيخدم كل قضايا الإسلام والإسلاميين، ولا يليق بإسلاميين أن يهاجموا من يطبق شرع الله، فيكفيهم أعداء الإسلام الذين توحدوا على حربهم لمنعهم من إقامة شرع الله في الأرض.