21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.28°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.28°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: البلادة" في قرارات "القيادة"!

لقد أصبح من السهل قياس الطول والوزن، ومستويات الذكاء والدهون لدي البشر، حتى مستويات السعادة للشعوب والأمم يمكن أن تقاس. لكن هل يمكن قياس مستوى البلادة لدى "قيادة" أو "شعب" أو "أمة" ما؟! البَلادَة هنا مصدر بَلُدَ يبلُدُ بلادةً فهو بليد! وهي تنقسم إلى نوعين: بَلادَة الشُّعور: جمودُه. وبَلادَة العقل: ثقل الفهم، وركود الذِّهن، وضعف الذَّكاء. ولأنني على يقين أنَّ قرائي من الأذكياء، فإنهم سيتساءلون: ما علاقة "البلادة" "بالقيادة"؟! وهل يمكن أن تكون قيادة شعب عظيم من "الشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين"، على هذا النحو من بلادة الشعور التي أصبحت سمة أساسية من الشخصية القيادية؟! أما بلادة العقل، فلسنا بحاجة للحديث عنها، بقدر حاجتنا للتساؤل: متى ستقرر أن تريحنا وتستريح يا -رئيسَ كل شيء- إلا شعبك الرائع؟! ألا يكفي أنك مع كل اختبار جديد، تثبت أنك تتحرك بطيئاً كالسلحفاة، بخطى مرتعشة مرتبكة وشعبك يُذبح من الوريد إلى الوريد؟! نتمنى لو تؤمن مرة واحدة بقانون الزمن، بحاجتك البيولوجية للراحة، بخيار التوقف والاعتزال! وأرجو ألا أكون قد أزعجت عقلك الجبار وموهبتك العظيمة في قيادة شعب شاب أيها الثمانيني العجوز! ولا أريد أن تبدو القيادة "بليدةً أو عنصريةً" إذا سألتها: لماذا لم تهدد بوقف التنسيق الأمني بعد استشهاد أكثر من ألفي إنسان فلسطيني وجرح الآلاف؟ وأصابتها رعشة الرجولة بعد أن تناولت "حبوب الشجاعة" عند استشهاد وزيرٍ في حكومة عرجاء؟! أهي البلادة المقيتة، أم العنصرية اللقيطة التي تدفعهم لمعاملة غزة على أسوأ ما تكون المعاملة، والتمييز حتى بين شهداء فلسطين العظماء!؟ أما نحن -الشعب المغلوب على أمره- لم نكن نعلم أنَّ "قيادتنا" لديها هذا الخيال البكر، والقدرة على التكثيف التي صاغت هذه "القرارات المصيرية" في الاجتماع الأخيرة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي قررت فيه: * التوجه إلى مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الفلسطيني أو المقترح الفرنسي، أما فيما يتعلق بقرار الانضمام إلى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية, قال الدكتور الهباش: "إن تطورات هذا الملف مرتبطة بما سيحصل في مجلس الأمن فيما يتعلق بالتصويت على مشروع القرار". * قررت القيادة أيضاً استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل, وأضاف الهباش: "إن الموقف الآن هو الاستمرار في حماية المصالح الحيوية للشعب الفلسطيني ولن يتوقف التنسيق الأمني ما دام فيه مصلحة فلسطينية وعندما يصبح ضد مصالحنا كلنا وعلى رأسنا الرئيس سوف نوقفه". وأضاف الهباش": التنسيق الأمني هو جزء من تثبيت الولاية الفلسطينية على إقليم الدولة الفلسطينية, وطرحت أفكار عديدة لكن النهج السائد الآن هو حماية مصالح الفلسطينيين باستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل ما دام لا يضر بمصالحنا". وكما يلاحظ الجميع فإن الغريب في المشهد الأخير، هو الظهور المفاجئ لمحمود الهباش، قاضي قضاة السلطة الفلسطينية ناطقاً باسم اللجنة التنفيذية للمنظمة. أما الأغرب فيتمثل في استفراد الرئيس عباس –ممثلاً عن حركة فتح- بالقرار، وضرب كل الآراء والمواقف الأخرى التي دعت إلى وقف التنسيق الأمني بعمامة الهباش! وبهذا تفشل "القيادة" مجدداً في الحصول على المركز الأول في الفشل! هل تستطيع أيها الشعب أن تتذكر كم مرة سمعت هذا الكلام المثير للسخرية والغثيان؟! هل تستطيع أن تحصي قطرات الدم التي سالت، والأرواح التي قطفتها آلة الموت الصهيوني، حتى تُقنع "القيادة" بأنَّ ما تفعله مهزلة! .. تأمل يا شعبنا في هذه القرارات وقارنها بما سمعته منذ نشأة السلطة، وصعود هؤلاء إلى ذلك الكرسي اللعين، وقل: سبحان الله! أيها الشعب: لا تلعن الظلام أو الحصار أو المعابر أو الذل أو القهر، بل العن "القيادات" البغيضة بأعلى صوتك، وقل لحنجرتك المريضة: آن لك أن تصرخي. وإياك أن تصبح حبالك الصوتية، حبال غسيل، ولتكن حبالاً تلتف على رقاب الخونة المرتعشين .. ولا نامت أعين البلداء!