21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.28°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.28°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: التسكع في مجلس الأمن

قلت في مقال سابق: إن مشروع القرار الفلسطيني العربي المقدم إلى مجلس الأمن تحت عنوان إنهاء الاحتلال يعاني من ضعف بنيوي، وهشاشة عظم، هما انعكاس مباشر للحالة الفلسطينية والعربية التي تعاني من الأمراض ذاتها في تعاملها مع (إسرائيل) من ناحية، ومع أميركا من ناحية ثانية. هذا الضعف البنيوي هو الذي أنتج كامب ديفيد، ثم أنتج اتفاق أوسلو، ثم أنتج المبادرة العربية القائمة على الاعتراف بملكية دولة الاحتلال لـ(٧٨٪) من الأرض الفلسطينية، مع استعداد لتطبيع العلاقات معها في مقابل الانسحاب الجزئي مما احتلته في عام ٦٧م. هذه الحالة البنيوية المريضة بالذلة للعدو المحتل هي التي أنتجت مفاوضات مباشرة فاشلة على مدى عشرين عاما تقريبا، وما زال أصحاب هذا المرض يتمسكون بخيار العجز والفشل، ويذهبون إلى تدويل الحلّ من خلال مجلس الأمن، الذي يحكي قصة ضعف العرب وفلسطين منذ الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخه. مجلس الأمن ليس للعرب، ولا للمسلمين، وليس للضعفاء من أية ملة. مجلس الأمن يا سادة للأقوياء، ولـ(إسرائيل)، لأن مجلس الأمن هو من صادق على وجودها جسما غريبا في قلب الأمة العربية. إن حالة الضعف البنيوي الذاتي هو الذي أنتج موقفا فلسطينيا سلطويا يصادم المقاومة الفلسطينية، ويقمعها لصالح الاحتلال، وهو الذي أنتج التعاون الأمني والتخابر الرسمي مع أجهزة أمن المحتل على حساب الوطنية الفلسطينية، والشرف العربي. وهو الذي أنتج ما أسماه نتنياهو في حرب العصف المأكول التحالف العربي غير المعلن مع العدوان على غزة. هذا التحالف هو الذي أطال الحرب لمدة واحد وخمسين يوما، ومنع الجماهير من التظاهر لصالح غزة، وهو التحالف الذي يمنع إعادة الإعمار، ويستخدم الإعلام للتضليل، بينما قالت المصادر المسؤولة في الأونروا إنها لم تتلق غير مائة مليون فقط من التعهدات الكبيرة التي صدرت عن مؤتمر المانحين. إن حالة الهشاشة البنيوية هي التي أنتجت هذه التعديلات المهينة والتي تقرّ سلفا بمطالب (إسرائيل) في القدس، وفي المستوطنات، هي التي أنتجت الموقف الأميركي الأخير الذي عبّر عنه جون كيري بقولة : ( يحظر القيام بأعمال أحادية تؤثر على الانتخابات الإسرائيلية؟!). تفيد المصادر الإعلامية بأن جون كيري التقى قادة أوروبيين، وشرح لهم الموقف الأميركي الرافض للمشروع العربي الفلسطيني على ما في المشروع من ضعف، وأن أميركا لن تسمح له بالمرور في هذا التوقيت أيضا، لأنها تشعر بأنه سيؤثر في نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة في ١٧/٣/٢٠١٥، وقد أبلغهم أنه تلقى طلبا بذلك من ( بيريس، وليفني) يحذرانه من تأثير المشروع العربي الفلسطيني على الانتخابات لصالح اليمين الإسرائيلي، وهذ يعني أن أميركا تحاول تأجيل خطوة عباس والعرب إلى ما بعد الانتخابات. إن حالة الضعف البنيوية وأمراض العجز والهشاشة تجعل كل ذلك ممكنا ومحتملا. العرب أقوياء أمام تنظيم القاعدة، الدولة، والإخوان، والسلفيين، وأقوياء أيضا في معاركهم الداخلية، ومعاركهم العربية العربية، ولكنهم ضعفاء ذاتيا أمام دولة الاحتلال ؟! إن ضعفهم البنيوي لا قوة العدو ، هو الذي أنتج قرار التخلص من تبعات القضية الفلسطينية، ومن ثمة فإنه لا فائدة فيما يبدو من هذا التسكع العربي الفلسطيني في أروقة مجلس الأمن ؟! لأن المطلوب أولا معالجة ضعفنا البنيوي في عالم لا يحترم إلا الأقوياء