25.06°القدس
24.03°رام الله
24.42°الخليل
25.25°غزة
25.06° القدس
رام الله24.03°
الخليل24.42°
غزة25.25°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: هل ستشارك غزة في الانتخابات الإسرائيلية؟!

قادة الأحزاب الإسرائيلية يقرعون طبول الحرب ليل نهار, ويهددون بإعادة احتلال قطاع غزة، ليس لضمان الهدوء والأمن كما يدعون، بل لتسجيل نقاط انتخابية، فقد أصبح معيار المصلحة الشخصية لأي إسرائيلي منوطاً بمدى عدائه للشعب الفلسطيني وتمسكه بالاحتلال, وأصبح معيار قدرة وقوة أي قائد إسرائيلي منوطاً بقدرته على سفك دم الشعب الفلسطيني وتطويعه وتدمير مدنه وقراه، فلن نستغرب إذا ما أقدموا على إعادة احتلال غزة قبل الانتخابات, ولن نستغرب إذا ما أقدموا على عمليات قتل وإبادة وتدمير, فقد تعودنا على هذا النهج وقبل كل انتخابات برلمانية. إن تكرار تجربة حكومة إيهود أولمرت مع حرب لبنان الثانية عام 2006م, وتفككها فور انتهاء الحرب على وقع تبادل الاتهامات والمسؤولية عن الفشل، فنتنياهو يحسن فنّ المراوغة, ولكن ائتلافه خانه هذه المرة. فالمتابع لواقع الحكومة اليمينية الإسرائيلية بشكل عام, ومجلسها الوزاري المصغر (الكابينيت) بشكل خاص, يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن الانتخابات كانت على الأبواب منذ أن وضعت حرب غزة الأخيرة أوزارها وبدأ الكل باتهام الكل، وبدا واضحًا أن أيام هذا الزواج الكاثوليكي باتت معدودة، ولم يتبق سوى إخراج مناسب لهذه النهاية التراجيدية. فما حصل بالضبط مع حكومة نتنياهو, هو حمل غير شرعي, الذي حاول إخفاءه في الأشهر الأولى, فقد كان من السهل على نتنياهو الحديث عن عدم الحاجة لإجراء الانتخابات بعد الحرب, وأن (إسرائيل) بحاجة للتكاتف ولملمة الجراح وليس الشرذمة كما ادعى، ولكن سرعان ما برز الحمل للعيان وأصبح من الصعب إخفاؤه أو إجهاضه, لذا كان لزامًا الخوض في غمار الولادة المبكرة، فلم يكن من السهل على حكومة ادعت أنها انتصرت في الحرب على غزة, أن تذهب مباشرة للانتخابات قبل اتهام عناصر داخلية بإفشالها, وبالتالي وضع تأثيرات الحرب جانبًا، إن الادعاء بأن سبب تفكك الحكومة هو الخلاف على مشاريع اجتماعية ترفيهية للمجتمع, وليس عجز الكيان عن حسم معركة مع شريط لا يتعدى طوله الـ50 كم, ويفتقد لكل عوامل الحياة على مدار 51 يومًا, وهو محاصر لأكثر من 8 سنوات متواصلة, ومعزول عن باقي العالم. هؤلاء تجار الانتخابات يخدعون الإسرائيلي ويشحنونه بشحنات العداء للفلسطيني والعربي, ولا يهمهم أمن سكناهم بل ما يهمهم هو استثمار الدم الفلسطيني في بورصتهم الانتخابية، وكل ما يهمهم جذب الناخبين بمغناطيس التحريض بإظهار شدة عدائهم للفلسطيني ويتباهون بقدرتهم وتميّزهم على الآخر بالتصفية والاحتلال والإذلال، الكل يحاول التعويض عن فشله السياسي بالتباهي بأنه الأقدر على تحقيق النصر في أي خيار عسكري مطروح، الكل يعتقد بأن قطرة الدم الفلسطيني تساوي صوتاً في صندوق الاقتراع، الكل يعتقد أن عروش الحكم لا تبنى إلا بجثث الشهداء من أبنائنا، الكل يعتقد أن الصواريخ والمدافع قادرة على ضمان تفوقهم الانتخابي. أعتقد أن أزمة القادة الإسرائيليين تكمن في أنهم مستعدون لإشعال فتيل حرب مجنونة ومدمرة من جديد على قطاع غزة, الذي ما زالت دماء شهدائه لم تجفّ إثر الحرب الأخيرة، والعودة للقصف من جديد قبل يومين، هو عودة إلى مربع التصعيد بالإشارة الواضحة لشنّ حرب جديدة أو على الأقل قصف جوي لأهداف حيوية وتصفية شخصيات قيادية بإحراز انتصار وهمي؛ ليحسب في ميزان صندوق الانتخابات الإسرائيلية، وكل هذا وارد على أجندات نتنياهو، ولكن إذا كانت هذه الحرب تصبّ في مصلحتهم الانتخابية ورفع أسهمهم وتخلصهم من فشلهم السياسي وهزيمتهم العسكرية في الحرب الأخيرة على غزة، وفي الحقيقة ليس هناك رابح وخاسر ولا غالب ومغلوب في الحرب، بل هناك جزار وضحية، هناك قاتل ومقتول، هناك محاصرون جوعى تحت محتل مجرم. في النهاية أقول: إن الأحزاب الإسرائيلية بمجملها تحاول استغلال مساحة الجرح الفلسطيني وتراهن على سفك دمه لكسب تأييد الناخب الإسرائيلي، وتحاول البروز بمظهر المتشدد إزاء التنازل حتى عن فكرة الاحتلال في سبيل كسب الأصوات لصالح كل منها، لكن هذه اللعبة الدنيئة ستكون بمثابة نهاية الأجل لكل من راهن على الدم الفلسطيني البريء، كما هو حال أولمرت وشارون، والحكمة في هذا الزمن أن ينتصر الكفّ على المخرز, وأن ينتصر الجرح على السكين.