قرأت اليوم الجمعة مقالة لنبيل عمرو بعنوان "من ينتبه لغزة "حملت الكثير من السم في القليل من العسل باعتبار غزة منطقة جغرافية حبيسة الصراعات الفصائلية والسياسية وأن الحياة فيها لا تطاق بفعل الحصار المطبق عليها. وأشار نبيل عمرو بقوله: "ذات يوم قيل للغزيين لقد ذهب الانقسام إلى غير رجعة وسيذهب معه الحصار الفتاك" وفي ذلك لمز لما قاله السيد اسماعيل هنية من أن حقبة الحصار قد انتهت إلى غير رجعة بعد اتمام المصالحة وتشكيل الحكومة، وهنا الرجل كان صادقا ويدلل على حسن نواياه من اتمام المصالحة ولكنه لم يكن يعلم بأن قيادة حركة فتح ستتلاعب بما تم الاتفاق عليه وتتهرب من التزاماتها، فكان حري بنبيل عمرو أن يقول صراحة من يتحمل مسئولية انهيار اتفاق الشاطئ وافشال الحكومة خصوصا أنه شرب من ذات الكاس عندما غدر به عباس وازاحه من قيادة حركة فتح في مؤتمر فتح السادس رغم أنه كان ناطقا باسم المؤتمر. وتطرق نبيل عمرو في مقالته إلى قضية الرواتب وعبر عن خشيته من أن يتغول الناس على بعضهم البعض لأن الحكومة أحدثت بينهم انقساما جديدا فأصبح لدينا موظف لايعمل وله كامل الحقوق وموظف يعمل وليس له أي حقوق ومنزوع الشرعية، وكان لزاما على نبيل عمرو ان ينطقها بكل جرأة بأن محمود عباس هو من يتحمل مسئولية ذلك ويطالبه بأن يتعامل مع كل الموظفين وحدة واحدة دون تصنيفات من هنا وهناك، ولكنه لا يستطيع ويخشى على راتبه و امتيازاته من الضياع لغضب السيد الرئيس. وأتى نبيل عمرو على ذكر التفجيرات التي حدثت في غزة وكأنها شبيهة بالتفجيرات التي تكتوي بها العراق وسوريا ، غزة يا هذا آمنة مطمئنة بمقاومتها ورجالها وهذا ما يغيظكم، وأنت الشخصية الأكثر دراية بمن يقف خلف تلك التفجيرات وتعلم بأنهم هم أنفسهم الذين اطلقوا النار عليك في رام الله ما أدى إلى بتر ساقك في حينه ، فلا تصور غزة وكأنها غابة معدومة الأمن والأمان ، وجيد أنك اعترفت في سياق سطورك بأن غزة رمز للمقاومة الفلسطينية ونزيد بأنها باتت رمز للحرية والمقاومة في العالم . يا نبيل عمرو غزة محاصرة نعم ولكنها أيضا تحاصر من يحاصرها وبإمكانك أن تبحث كيف يعيش الآن المستوطنين في ما يسمى بغلاف غزة فإنك لن تجدهم لأنهم هربوا إلى أماكن أخرى وإن وجدت بعضا منهم فلن ترى إلا الخوف والبؤس وهذا بإعتراف إعلامهم . ذكرت أكثر من مرة مصطلح" سلطة البؤس " وهذا اعتراف جيد بأن السلطة التي أوجدتموها جلبت لشعبنا البؤس والخزي والعار وأن وعودكم بحياة أفضل كانت كذب وما تحياه الضفة في ظل سلطتكم خير شاهد فأهلنا هناك لا حرية لهم والجدار والاستيطان غير معالم الجغرافيا والحواجز فرضت الحصار على مدن وقرى الضفة . فيا نبيل عمرو لا تجعل قلمك يرتعش و دعه يكتب حقيقة أن محمود عباس بسياساته جلب لنا الويلات والدمار وليس البندقية النظيفة المجاهدة في غزة التي رفعت اسم فلسطين ، وعليك أن تنتصر لغزة بدل من أن تندب حظها ..
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.