19.99°القدس
19.73°رام الله
18.86°الخليل
24.62°غزة
19.99° القدس
رام الله19.73°
الخليل18.86°
غزة24.62°
الإثنين 01 يوليو 2024
4.77جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.77

خبر: "تولين" تعيدُ حكايةُ الفراقِ والحنين

نظَرت إليهَا بُكلِّ شغفٍ وحُب وحنانٍ، فقدْ كانتْ قبلَ ثوانٍ في ظُلماتِ الرّحم، لتعانقَ ظُلماتِ اليُتم والفراقِ، احْتضنتْها، ضمّتها إليها وقبلتْهَا، فقد أعادت إليهَا أجمل ذكرياتٍ في زهرةِ عُمرها، وفي الوقتِ ذاتِه أقسى جراحاتٍ شربت منْ كأسِها. [title]ذكرياتٌ !! [/title] "لمْ أصدَق يا هالة، سأعيدُ الفحص لك مرة ومرتين وثلاثة"، " سأداعبُه ألاعبه أحضنه أقبله، لن أدعك تلمسيه، سأجمعُ له الألعاب، سأعض قدميه الصغيرتين، هل سيشبهني؟ بل هل سيكون مثلك؟ " " اجلسي يا حبيبتي، لن أدعك تحملين شيئاً ثقيلاً" كطائرٍ منتعشٍ محلقٍ على حوافِ نبعِ ماءٍ فراتٍ، كانت هذه باكورة كلماتِ الشهيد الصحفي خالد حمدْ عندما علم بخبرِ حمل زوجته. ابتسمت زوجته وقالت له: "سأنتقي له أجمل الملابسِ والأثاث، فهو فرحتنا الأولى في هذه الحياة، وسيجعل العلاقة بيني وبينك أقوى، وسأكون سعيدة لأنك ستكون جانبي في حملي وولادتي وتربيتي لأبنائك، فالحياة معك أجمل يا خالد!. ذكرياتٌ جالت وصالتْ في فكرِ "هالة – 22 عاما" والطالبة في كلية الصحافة والإعلام بجامعة الأقصى بغزة، ومتبقٍ على تخرجها فصلٌ واحد، عندما طالعتها ابنتها "تولين" بصرخةِ المهد بمستشفى الولادة. [title]وغابت شمسُ خالد [/title] كانت "هالة" في الشهرِ الثالثِ من حملها، عندما اشتعلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في يوليو الماضي من العام المنصرم، وكان "خالد حمد" مصورٌ صحفي, وفي العشرين من يوليو /2014م، خرجَ خالد حاملاً كاميرته متوجهاً نحو حي الشجاعية لتصوير جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المكلوم. "خالد عُد إليّ بسرعة، وحافظ على نفسِك، أريدُك أن تكون معي في فرحتي وحزني وألمي" بهذه الكلمات ودّعت هالة زوجها الذي خرج في مهمةٍ صحفية. خرجَ أحد المراسلين على شاشة التلفاز وأذاع خبر ارتقاء أحد الزملاء الصحفيين في مجزرة الشجاعية، لينقبض قلبُ هالة، لتتقلب مشاهد التلفاز لترى كاميرا خالد وجثمانه، لتبدأ رحلة ً من العذابِ! [title]صبرٌ أسطوريّ [/title] وما كل ما يتمنى المرءُ يدركُه، حقيقة لابد منها في دُنيا العناء والفراق والأحزان، وخاصة أهل غزة الذين رافقتهم الحروب المتتالية، والجراحاتِ المتوالية. بدأ بطنُها يكبر يوماً بعد يومٍ، وعذاب الفراقِ يكبر معه، وهي تتساءل هل بمقدورِها أن تكون على قدرِ المسئولية في تربية الجنين الذي سيبصر الدنيا بعد ستة أشهر. بدت صابرة محتسبة، كالجبلِ الأشم الشامخِ لا تهزه العواصف ولا يحرك ساكنا إزاء الرياح الهوجاء، تقول: لقد قضيتُ فترة الحمل بدون خالد، ووضعت طفلةً يتيمة فقدت أباها في الحرب، لقد كانت أياماً صعبة للغاية. [title]طفلة تحمل ملامح أبيها [/title] واتفق خالد برفقة زوجته هالة على اختيار اسم "وليد" في حال كان المولود ذكراً، "وتولين" في حال كان المولود أنثى. وتبيُن "أم تولين" أن الله قد اختار الأفضل لها، وأنها متيقنة أن لو بقي خالد حيا، لعاشت أياماً أكثر سوءاً ولكن الله قد اختار لها الأفضل. وختمت هالة شحادة حديثها بـ " الحمدُ لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله فقد رزقت بطفلةٍ تحمل ملامحَ أبيها" .