في وقت أصبح فيه للإعلام كلمته، ولم يعد مصطلح " السلطة الرابعة " أجوفاً، تسابق الكثيرون لامتهان الصحافة، فبعضهم وجد في الإعلام مهنة العمر وضمان المستقبل ومصدر دخل جيد. فيما وجد آخرون أن العمل الصحفي هو الطريق الأقصر لإيصال الطروحات وتمكين الانتماء لفكرة معينة، وبين هذا وذاك بات السؤال الأقوى " الإعلام الناجح .. مهنة أم رسالة؟!. الصحفي أكرم النتشة يرى بأن هناك مشكلة بافتراض أن الانتماء للمؤسسة يتعارض مع المهنية وهذا الأمر لا يبدو دقيقا، ففي بعض الأحيان تطلب بعض المؤسسات من الصحفيين أداء مهمات غير مهنية، خصوصا في الوضع الفلسطيني. ويبين النتشة أن ذلك حصل مراراً خاصة في المؤسسات الحزبية التي أنتجت أعمالا غير مهنية عند ارتفاع مستوى التراشق الإعلامي، مضيفاً :"إن بعض الصحفيين رفضوا ذلك، وبعضهم سار في ركب المؤسسة ولكن بالمجمل هذه تحصل في أحيان خاصة". [title]الإعلام مهنة ورسالة في آن [/title] الصحفية أحلام التميمي اعتبرت أن الإعلام ليس وظيفة كسائر الوظائف، إنما هو رسالة ومهنة في آن واحد، والسبب لأنها أم الوسائل الإعلامية وأقدمها وأكثرها تأثيراً، وأن الكلمة المكتوبة كثيراً ما أثرت على تغيير السياسات والأنظمة والشعوب. وتؤكد التميمي أن الإعلام إن لم ينجح بإيصال رسالة سامية مع الالتزام بأخلاقيات المهنة، فإنه لا يعتبر إعلاماً نزيهاً، لذلك النزاهة تلعب دوراً مهماً بطبيعة الرسالة المقدمة للفئة المستهدفة. وتكمل: "وهنا يكمن الخطر، فالمرسل إن كان ماديا حّول وسيلته الإعلامية إلى مجرد تجارة، لأنه فقد عنصر النزاهة ولكن المرسل الذي يحترم مهنته الإعلامية يؤمن تمام الإيمان بأن قوة الرسالة سرها نزاهة العمل". أما الصحفي صهيب العصا نشر على صفحته الشخصية على الفيس بوك :" الإعلاميون نوعان: نوع يعمل مع مؤسسته وهو مقتنع بسياستها التحريرية، ويدافع عن أفكارها ومواقفها، ونوع مغلوب على أمره يعمل طول الشهر ليذهب آخره نحو الصراف الآلي بغض النظر عن الكلمات التي يقرأها على شاشة "الأوتوكيو". ويشير إلى أنه غير المستغرب خروج أي إعلامي من أي مؤسسة بشكل مفاجئ. [title]خصوصية صحفيي القدس [/title] الناشط المقدسي أمجد أبو عصب وكونه كثير الاحتكاك بالصحفيين ومتابع جيد لأدائهم، يرى أنهم أنواع، فهناك من يعمل من أجل كسب المال، وهناك من يعمل من أجل تقديم رسالة، لكن الصحفي الملتزم وصاحب التوجه، لا يوجد له مساحة كافية كي يتحرك بها، لأنه سوف يكون مستهدفاً من قبل الاحتلال بشكل كبير. ويؤكد أن المؤسسات الصحفية في مدينة القدس، والتي تحمل هوية واضحة، يتم التعامل معها بشكل حازم، ويتم إغلاقها بشكل فوري. [title]الصحافة دراسة أم مهارة؟ [/title] وهناك أشخاصا درسوا تخصصات مختلفة، لكنهم يمارسون مهنة الصحافة ويبرعون في عملهم أكثر من الذين يحملون شهادة في الإعلام، منهم المهندس محمد الشريف والذي ترك الهندسة والتحق بركب العمل في المجال الإعلامي. يقول الشريف: "لو كنت ابحث عن المال لسعيت له عبر الهندسة، لكن صاحب الرسالة يتميز بحبه للمهنة قبل كل شيء، وبالتالي فهو قادر على إيصال رسالته وسيجني المال أيضاً". ويعتبر أن صاحب الرسالة عليه أن يسعى ويجتهد ليتخطى كل عقبة، فالمهنية والموضوعية عناصر مهمة في نجاح أي إعلام، ولو اجتمعتا معا فبالتأكيد ستكون النتائج مميزة. وتظل الصحافة مهنة تستأثر بخصوصية عالية، تجمع ما بين مهنة تدر دخلاً، ورسالة تنشر فكراً، تسبق إحداهما أو تتأخر عن الأخرى ، أو ربما تسيران في خطين متوازيين ، لكنها في كل الأحول لا تفقد تأثيرها الجارف في أذهان من يتابعها بشغف، بالسلب أو حتى الإيجاب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.