22.78°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
25.18°غزة
22.78° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة25.18°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: ليبيا حرسها الله

جرح ليبيا جرح عميق. ليبيا تتمزق من الداخل بفعل بقايا الدولة العميقة. وتتمزق من الخارج بقوة التدخل العربي التآمري. ثورة فبراير تحاول الصمود أما بقايا الدولة العميقة، وكلما نجحت في الصمود والتصدي كلما زاد التدخل العربي السياسي والعسكري لإسناد بقايا الدولة العميقة، والمناهضين لثورة فبراير. في المجتمع الغربي والأجنبي عديد من الدول تدعو إلى حلول سياسية، ويدعمون جهود مبعوث الأمم المتحدة هناك، ويرفضون في الوقت نفسه الحلول العسكرية، ويرفضون التدخل المصري العسكري في ليبيا، ويرونه تمزيقا إضافيا للبلاد، وانحيازا لفئة ليبية على أخرى، الأمر الذي يهدد جهود المبعوث الدولي بالفشل. لقد تراجعت الجامعة العربية إلى أدنى المستويات، وباتت مؤسسة خاصة لا مؤسسة جامعة، وغادرت العروبة ومقتضياتها، حين أيدت بعض دولها استخدام مصر للقوة العسكرية في ليبيا، دون النظر في مآلات هذا التأييد في نسف الحلول السياسية في بلد مهدد بمزيد من التمزقات المناطقية، والقبلية، والأيديولوجية. إن مقتل بعض المصريين في ليبيا إن صح الشريط المنشور، لا يبرر استخدام القوة العسكرية في المعالجة، لسببين على الأقل،: الأول أن المعالجة العسكرية ليست آلية مناسبة للعلاج، بل هي تزيد الأمر تعقيدا واحتقانا. والثاني أن إسرائيل قتلت من المصريين، ومن الفلسطينيين مؤخراً أضعاف هذه الأعداد، وما خرج الطيران العربي لقتالها، ووقف هجماتها، بل اتجهت الأنظمة والجامعة بالشكاية السياسية للأمم المتحدة. هذه المفارقة تجرح قلوب الليبيين، وقلوب الفلسطينيين، بل وقلوب الأحرار في الأمة العربية. إن هذه المفارقة من ناحية أخرى واحدة من المفارقات التي تشجع التطرف في العالم، وتجعل الشباب أكثر إيمانا بالحلول العسكرية للوصول إلى حقوقهم التي فقدوها تحت وطأة استبداد قادة الأنظمة. الاستبداد هو أهم عوامل إنتاج التطرف في العالم، وإن إسناد أميركا ودول الغرب لأنظمة الاستبداد عامل أخر في إنتاج التطرف، ومن ثمة فمسئولية أميركا والغرب تنافس مسئولية الأنظمة المستبدة نفسها، ومن ثمة لا يصح أن يقف أوباما واعظا في موتمر معالجة التطرف، ملقيا المسئولية على الاستبداد متناسيا، أو متغافلا عن مسئولية إدارته التي تدعم الدول المستبدة ضد رغبات الشعوب في التغيير والإصلاح. ليبيا حرسها الله، وحرس ثورتها، في حاجة إلى حلول سياسية، لأنه لا حل مع القوات العسكرية، حيث باتت مهدده بالحروب الداخلية بالوكالة عن الأنظمة العربية المستبدة أولا، وعن بعض الدول الأجنبية ثانيا. ليبيا محط أطماع عربية، وأطماع غربية، بحكم جغرافيتها الواسعة، وبحكم ثرواتها النفطية، وبحكم قلة عدد سكانها. ولا حل لمشاكلها إلا بالتوافقات السياسية