آلاف المواطنين والطلبة ينتظرون على جانبي الطريق!، عيون تلاحق كل سيارة مارة لعلها تقبل بأن توصلهم للعمل وللجامعة!، أزمة مرورية خانقة شكلها ازدحام المواطنين وتكدسهم، شرطي لا يدري ما يفعل، وسائق يقف متفرجاً فرحاً بنجاح خطوته وتأثيرها على الحكومة؛ هذا هو الحال صباح اليوم في مواقف نقل المواطنين في مدينة رام الله. إضراب شامل لسائقي السيارات العمومية احتجاجاً على التسعيرة الرسمية للمواصلات كادت أن تجعل المدينة مدينة أشباح فالطلبة عالقون لا يستطيعون الوصول لجامعاتهم والموظفون لا يستطيعون الوصول لوظائفهم فالكل لسان حاله " أوصلوني للعمل بأي ثمن". وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] تابعت الأزمة منذ لحظتها الأولى لنهايتها وجمعت كل الأطراف بوزارة المواصلات ونقابة السيارات العمومية والمواطن والطالب وغيرها من الأطراف لتكن أمامكم الصورة بألوان الطيف . [title]السائقين [/title] أوقف السائقون سياراتهم داخل مواقفهم وأعلنوا الإضراب مع التواجد رفضاً للتسعيرة الجديدة التي لا تتوافق مع غلاء المعيشة وأسعار البترول: "مش موفية معنا ، نزلوا السولار اغورات ، يعني باليوم صرنا نوفر 15 شيقل وهلا مع التسعيرة الجديدة صرنا نخسر من 50-60 شيقل يومياً " هذا ما قاله السائق على خط بيرزيت محمد البداد". ويضيف البداد: "تم رفع التسعيرة لآخر مرة عام 2010 عندما كان سعر السولار 5 شيقل للتر الواحد أما الآن فسعر اللتر 5.32 شيقل وبالتالي لا يحق للوزارة اعادة التسعيرة كما كانت " ، " نعلم الغلاء المعيشي الذي يعاني منه المواطن ولكن نحن مواطنون أيضاً ومن حقنا أن نعيش وأطفالنا حياة كريمة " . أما السائق سالم العابودي فقال: "الاضراب جاء كحق ورد فعل طبيعي للسائقين ليعبروا عن رفضهم لهذا القرار الجائر بحقهم ونرفض السياسات القمعية التي تمارس بحقنا من خلال سحب الرخص والمخالفات لأننا ملتزمون بالإضراب". [title]المواطنين والطلاب [/title] المئات من المواطنون تكدسوا بحثاً عن سيارة أجرة تقلهم إلى أماكن عملهم في مدينة رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية ولكن دون فائدة ، فالكل مضرب عن العمل باستثناء بعض الخطوط التي لم تتغير تسعيرة المواصلات بحقها . الطالب في جامعة بيرزيت أسامة مفارجة يقول: "أنا أقف هنا منذ ساعتين ، وبالتالي تأخرت على محاضرة الساعة الثامنة صباحاً وفقدتها وها أنا أتأخر عن المحاضرة التي تليها "، متسائلاً "ما ذنب الطالب الجامعي عندما تضيع عليه محاضراته ؟ ، وما موقف وزارة النقل والمواصلات ؟ ، وما موقف ادارة الجامعة ومجلس اتحاد الطلبة والاطر الطلابية ؟ .. الكل يقف موقف المتفرج ونحن نقف في الشارع الرئيسي لا مجيب لنا ولا منقذ " . أما المهندس اياد ابو عرقوب فقال : " تأخرت على عملي ولم استطع الوصول الى مدينة رام الله اليوم نتيجة اضراب السائقين ، فالمواصلات العامة شيء ضروري جداً ومن ركيزيات الحياة في المجتمع الفلسطيني ولا يمكن الاستغناء عنه وأتمنى ان لا تتطول الاشكالية وأن يتم حلها بأسرع وقت ، منوهاً أنه وكغيره من المواطنين على استعداد تام بدفع التسعيرة القديمة للوصول للعمل بشكل يومي " . [title]وزارة المواصلات والنقابات [/title] وزارة المواصلات صدمت من قوة ردة الفعل على قرار تخفيض أسعار المواصلات من قبل السائقين على كافة الخطوط وبشكل مفاجئ مما دفع الشرطة الفلسطينية للتخبط من خلال شروعها بسحب العديد من الرخص للسائقين ومركباتهم والقيام بالعديد من المخالفات الغير مبررة . ايمن شقير المتحدث باسم وزارة المواصلات أكد لـ [color=red]"فلسطين الآن "[/color] رفض الوزارة لهذا الإضراب خاصة وأنه تم الإتفاق مع نقابات النقل العام على نسبة تخفيض اسعار المواصلات وتحديدها بـ 10% . وأوضح شقير: "الوزارة ستبقي على التسعيرة الرسمية المقرة مؤخراً وأي مجرى خط يرى أنه مظلوم بإمكانه التقدم بكتاب ( تظلم ) للوزارة وسيتم النظر بالكتاب ودراسة الحالة مباشرة". بدوره أكد أبو قيس عضو نقابة النقل العام قبول النقابة المسبق تخفيض تسعيرة المواصلات وأنها الآن تسعى لإحتواء الأزمة التي كانت مفاجئة من خلال تعديل الأخطاء التي حصلت وسنعمل مع مراقب المرور لتعديل تسعيرة المواصلات من جديد . ونوه ابو قيس أن الاضراب جاء كرد فعل على تضرر السائقين من تخفيض التسعيرة حيث كان مفاجئاً وغير معلن سابقاً ، مؤكداً أن ما حدث اليوم لن يتكرر ونحن في حالة اجتماع دائم مع الوزارة والمحافظة للخروج بأفضل الحلول . وختم ابو قيس بأن السائق الفلسطيني سيبقى في حرصه على الوطن كجندي من جنوده ولن يقبل باستغلال شعبه ولو كان ذلك على حسابه . وشمل الإضراب خطوط بيرزيت وابو ديس والقدس وطولكرم ونابلس وجنين والخليل وقلقيلية والعديد من قرى مدينة رام الله .