15.06°القدس
14.93°رام الله
14.42°الخليل
20.48°غزة
15.06° القدس
رام الله14.93°
الخليل14.42°
غزة20.48°
السبت 09 نوفمبر 2024
4.83جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

السلطة تتحمل المسؤولية الكبرى..

خبر: رزمة من الأزمات تثقل كاهل الغزييّن

مع اشتداد حلقات الحصار وازدياد لياليه حلكة، يتساءل الغزيون من أين يأتي الفرج؟ وكيف للأوضاع الحالية أن تتحسن؟ في ظل رزمة من الأزمات التي أنهكت كاهلهم، من منازل مدمرة وإعاقة الإعمار، وأزمات الكهرباء والغاز، وكذلك معبر رفح. والناظر إلى صبرهم كأنه باقة ورد جميلة تفوح منها عبق نصرهم وثباتهم، فباتوا راضيين بالواقع المرير ولم يجزعوا، محتسبين عند الله تكالب الصديق قبل العدو الذين سرقوا منهم طعم الراحة وحتى البسمة على شفاههم. وتأتي أزمات القطاع دفعة واحدة فلم تعرف مجالاً للتقسيط، وما إن يحس المواطن بتحسن ويسر في الحال، حتى تتوالى أزمة جديدة، تزيد أيامه مراراً وضنكا. كبير هذه الأزمات هو الحصار المطبق الذي بات كالشجرة الأم التي تتفرع منها أغصان تجلد ظهور الغزيين بمعاناة جديدة، المطبق على القطاع من قرابة 8 أعوام. ولا زالت فصوله تشتد بعد تغيرات شهدها واقع الحرب والسياسة حيث 3 حروب مضت (معركة الفرقان، حجارة السجيل، العصف المأكول) لم تفت في عضد الغزيين بل زادتهم صلابة وقوة، رغم مسلسل العقاب واللقمة المغموسة بالدم. [title]مشكلة إعادة الإعمار[/title] أول تلك الفروع، هو ملف إعادة إعمار غزة الذي لقى استجابة إقليمية ودولية تعهدت بتوفير مبلغ قدره 5 مليارات و200 مليون دولار، في مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في القاهرة، والتي لم يصل منها سوى 5% وفق برنامج الأمم المتحدة UNDP. ولم تفي الدول المانحة بعد بكافة تعهداتها، وما سيمنح لغزة سيمر عبر خزينة السلطة التي تشارك في معاناته، حيث تجاهل واضح للحكومة للأمور في غزة ولم تتسلم مقاليد الوضع، وباتت جزءاً كبيراً من المشكلة. من جهتها قالت وكالة الغوث الدولية الأونروا إنها بحاجة إلى توفير 100 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري بشكل عاجل من أجل السماح للعائلات التي تعاني من أضرار طفيفة بإصلاح منازلها التي قاربت الـ 100 ألف منزل. كما أعلنت في وقت سابق عن توقف مساعداتها المالية للأسر المتضررة وصرف بدل الإيجار، نظراً لنفاد التمويل، مما زاد الأمور تفاقماً، فلا زالت آلاف العائلات تتجرع ويلات العدوان الإسرائيلي دون مأوي وعيش آمن. وأشارت إلى أنها تلقت تعهدات بقيمة 135 مليون دولار فقط، مما يعني وجود فجوة تمويلية تصل إلى 585 مليون دولار، رغم الخطة التي أعدتها الحكومة مع ممثل الأمم المتحدة جيمس راولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية عبر تأمين 705 مليون دولار. [title]خطوة الجامعة العربية[/title] أما جامعة الدول العربية، فأوضحت أن الدول المانحة ترفض أن تسلم الأموال لحركة حماس، في ظل الخلاف الداخلي وعدم التعاون بين السلطة وحماس ما نجم عنه تعطل عملية إعادة الإعمار. وكشفت عن اتصالات تجريها كي يتم دفع الأموال من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، متوقعةً أن تنجز هذه الآلية قريباً، وفق أمينها العام نبيل العربي. وفي ثاني الفروع تتجلي أزمتا الكهرباء والغاز في الأفق، فبات المواطنون يتهددهم شبح عودة نظام وصل الكهرباء إلى 6 ساعات فقط، في ظل عمل مولدين من أصل 4 مولدات بقدرة المحطة الحالية إن توفر الوقود الكافي. [title]أزمة الكهرباء[/title] وأعلنت سلطة الطاقة عن إطفاء مولد من أصل اثنين كانا يعملان، بسبب تقليص الهيئة العامة للبترول في رام الله لكميات الوقود المرسلة، رغم تحويل الأموال اللازمة لها. ويكمن أساس المشكلة في فرض السلطة الفلسطينية ضريبة "البلو" على الوقود المورد إلى محطة الكهرباء، فيما تعجز الشركة عن شراءه بمبلغ مرتفع. وكان مجلس الوزراء قرر الأسبوع الماضي تجديد إعفاء الوقود المزود لمحطة غزة لتوليد الكهرباء (التشغيل الجزئي) من الضرائب (Blue) بنسبة 50% لمدة شهر. ولفتت سلطة الطاقة إلى وجود منحة قطرية لتزويد المحطة بالوقود، وأصبحت بين يدي وزير المالية، لكن هناك تلكؤ في توريد الكميات الكافية لضمان استقرار برنامج 8 وصل/ 8 قطع على الأقل. [title]مرحلة صعبة[/title] المحلل السياسي مصطف الصواف يرى بأن التوقعات تشير إلى أن الفترة القادمة صعبة، وهذه الظروف لن تكون الأولى، تختلط فيها الأوراق الإقليمية المحيطة في قطاع غزة، لكنها ستحمل بشريات وانفراج في الواقع الحالي. وأشار الصواف في حديثه لـ "[color=red]فلسطين الآن[/color]" إلى أن التغيرات تكمن في تغيير المملكة العربية السعودية مواقفها خاصة فيا يتعلق بالسياسة مع الواقع الفلسطيني وقطاع غزة على وجه الخصوص، خاصة بعد وفاة الملك عبد الله. وأوضح أنه إن كُتِب لذلك النجاح "سيخلق عمود فقري جديد لصالح فلسطين بعد تخلي مصر عن رعايتها للشأن الفلسطيني"، متوقعاً أن تكون هناك دعوات لمصر للعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة والتعامل بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب. ويؤكد أن محمود عباس يلعب دوراً كبير في تعطيل عملية الإعمار، وخلق عقبات أمام المصالحة وتمكين الحكومة للقيام بمهامها، وهو يعطل عمل المعابر، ولا يريد لأحد أن يكون له شريك في إدارة المصلحة الوطنية الفلسطينية. [title]عباس يريد تركيع غزة[/title] ويضيف "لدي عباس وفتح إصرار في إذلال غزة وتركيعها والقبول بما يفرضه الاحتلال من حلول تصفوية، وهو ليس أميناً على أموال الإعمار ويستغلها للمصلحة الخاصة". وفيما يتعلق بأقوال نبيل العربي السابقة، اعتبر أنه من المهم تحويل الأمم المتحدة أموال الإعمار مباشرة عبر وكالة الغوث الدولية "الأونروا" في ظل جهات رقابة تضعها وفق خطة واضحة المعالم. وشدد الصواف على ضرورة الحراك الشعبي والجماهيري الفاعل الرافض لإعاقة الإعمار، وأن تكون خطة سريعة للإعمار بعيداً عن خطة سيري المميتة. [title]نقص غاز الطهي[/title] أما أزمة الغاز فقد بانت فصولها بعد تقليص الكميات المدخلة، وتفاقمت بشكل كبير خلال الفترة بسبب دخول شرائح جديدة تستهلك الغاز على حساب المواطن، ورغم شحه إلا أن السائقين استخدموه للسيارات وكذلك أصحاب مزارع الدواجن استهلكوا كميات كبيرة منه بالتدفئة. ويدخل القطاع يوميًا 240-250 طن من الغاز، بينما يحتاج قرابة 500 طن، لكن الاحتلال يقلص الكميات لأقل من 200 طن لأسباب مجهولة. [title]شلل حركة المسافرين[/title] وفي فرع آخر، تصطدم معاناة آلاف المسافرين والعالقين في بوابة معبر رفح المغلق منذ أكثر من شهر في 19 يناير الماضي، رغم فتحه جزئياً بشكل جزئي ولأيام معدودة. وفقد مئات الطلبة مستقبلهم التعليمي في الخارج وممن انتهت اقاماتهم، عدا عن إعاقة لم الشمل بين مئات العائلات وأيضاً العالقين لدي الجانب المصري. كما وتعاني وزارة الصحة من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، ومشاكل الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم من قرابة 9 شهور. [title]مصاعب أخرى[/title] وفي ظل تلك الأزمات، فإن القطاع المحاصر يأوي قرابة مليون وربع إنسان (فقراء) يعيش مليون منهم على المساعدات الإنسانية، و 60% منهم يفتقرون للأمن الغذائي، و90% أطفال بحاجة إلى تأهيل نفسي، و10 ألاف جريح يحتاجون إلي إعادة تأهيل جسدي. وفي غزة أكثر نحو 20 ألف عائلة بلا مأوى بعد الحرب تعيش في البيوت المستأجرة نصفها لم يحصل حتى اللحظة على بدلات للإيجار. كما يوجد عشرات آلاف الخريجين بلا عمل، ونحو 50% من طلبة الجامعات الآن غير قادرين على التسجيل للدراسة، بالإضافة إلى أن المياه الجوفية في غزة لا تصلح للاستخدام الأدمي، وفق دراسات دولية محلية. وتبقي غزة كشجرة الظل فلا يحلو لأحد إلا أن يقضي معظم أوقات راحته يستظل بفيئها، ولا معنى للصبر والثبات دون الاستناد على جذعها، ولا زالت شاهدة على المأساة، وصرخات المعذبين الذي لم يلقوا مجيب، لكن متي تنتهي الفاجعة؟!.