22.46°القدس
22.11°رام الله
21.08°الخليل
25.34°غزة
22.46° القدس
رام الله22.11°
الخليل21.08°
غزة25.34°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: بالفيديو: الذكرى الـ19 لأولى عمليات "الثأر المقدس"

كان مساء الجمعة 6/1/1996 يوماً مختلفاً في رزنامة أيام التاريخ الفلسطيني، كيف لا وقد شهد هذا اليوم غياب أحد أهم أسود المقاومة الفلسطينية ، وطي صفحة من انصع صفحات العمل المسلح بياضا، لكنه لم يكن يوم النهاية ، بل شكل بداية لمرحلة جديدة من مراحل المقاومة المسلحة. لم يكن الرد على اغتيال الاحتلال للقائد القسامي والمهندس الأول "يحيى عياش" متأخراً، فلقد جاء الرد بعد أقل من شهرين مزلزلا، في القدس وعسقلان وبدماء زكية انطلقت من خليل الرحمن كان الرد بعملية استشهادية مزدوجة. وظن الاحتلال حين اغتال عياش أنه فرد بموته تنتهي الحكاية، ولم يدرك هذا المحتل أن "عياش" فكرة ممتدة، وكان لا بد من عملية ثأر تليق بالمهندس الأول، لكن من سيرسم خطوات هذا الرد؟؟ وهل من مهندسين آخرين سيمشون على ذات الدرب؟؟. وجّه محمد أبو وردة - تحت قيادة الأسير حسن سلامة - رده بطريقته الخاصة بتاريخ 25/2/1996 فعلا وليس حروفا تنطق، و تطيرها الرياح العابرة، كان رده مجلجلا ليسمع القاصي والداني بأن المقاومة الفلسطينية ليست شخص تموت بموته، لكنها فكرة تنتقل شعلتها من يد مباركة ليد أخرى تنقلها وتزيد عليها وتطورها. كان يدرك محمد أبو وردة ابن مخيم الفوار جنوب الخليل، ابن العشرين عاما وقتها، والذي تخرج حديثنا من دار المعلمين برام الله، أن انتقاء الأسود التي ستنفذ عمليات الثأر يجب أن يتم بعناية فائقة. بدأ البحث من النقطة الأقرب له فوقع الاختيار سريعا على ابن عمه "مجدي أبو وردة " ذو الـ18 عاما، والذي عرف عنه ما عرف من رغبته في الجهاد حيث كانت أمنيته أن يلتقي أحد المجاهدين ليضمه إلى صفوف كتائب القسّام ، ثم اختار أبو وردة ابن مخيمه " إبراهيم السراحنة " ذو الـ 20 عاماً، ونفذا الرد الأول وأوقعا ما لا يقل عن 30 قتيلاً في صفوف العدو وعشرات الإصابات بل وربما المئات منها. لم تكن أجهزة السلطة بغائبة عن المشهد، فقد اعتقل محمد أبو وردة بعد هاتين العمليتين بفترة قصيرة، وتحديداً في شهر آذار من العام 1996، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وأمضى 6 سنوات قبل أن يفرج عنه بعفو من الرئيس الفلسطيني وقتها ياسر عرفات. خرج من أقبية سجون السلطة في العام 2001، لكنه بقي مطاردا حتى نهاية العام ذاته حيث أعادت السلطة اعتقاله لثلاثة شهور إضافية. خرج في نهاية الربع الأول من العام 2002 بعد مداولات مع السلطة لمدة أسبوع واحد لإتمام مراسيم زفافه، إلا أن خروجه المؤقت هذا تزامن مع اجتياحات الاحتلال لمدن الضفة، وبالتالي صدر قرار تلقائي بالإفراج الدائم عنه كحال باقي المعتقلين السياسيين وقتها. أمضى مع عروسه شهرين فقط قبل أن يبدأ مشوار مطاردته من جديد، وينتهي هذا المشوار باعتقاله في شهر تشرين الثاني من العام 2002، وبعد شهر من التحقيق في أقبية عسقلان، وسلسلة من جلسات المحاكمات صدر على أبو وردة حكما بالسجن لمدة 48 مؤبدا ليسجل بذلك ثالث أعلى حكم بالسجن في التاريخ .بعد أن رزق بابنه الوحيد " حمزة " بعد خمسة أشهر على اعتقاله. لم يكن أبو حمزة مهندساً للعمليات الاستشهادية فقط، بل كان أيضا مهندسا لحياة السجن الكئيبة والتي صنع منها حياة مفعمة بالعمل ، حيث يقضي وقته بين القيام ليلا وتلاوة القران.ثم لعب الرياضة.يعمل على خدمة اخوانه فيحضر لهم الطعام يومياً، ويحرص على المطالعة، وعلى التدريس فيدرس بعض المساقات الجامعية، يصلي ركعتين قبل النوم ثم يدعو فيهما ما يشاء ويوتر ثم يعيد الاستيقاظ الساعة 3 ليلا للتهجد. يعتبر أبو حمزة من أكثر عناصر التجميع للشباب داخل السجون، حيث عمل أميرا للأقسام أكثر من مرة، ويذكر أحد الأسرى المحررين مؤخرا من عنده على سبيل المزاح: "لا أعلم عن أبي حمزة أنه ارتكب معصية لدرجة أني أقول له يا رجل إن الملك الموكل بتسجيل السيئات على كتفك يعاني البطالة، دعه يعمل ويكتب شيئا ولو لمرة". وكان محمد يصف الدنيا لزوجته قائلاً "بأن الدنيا عنده ليس أكثر من حقيبة يحملها على ظهره يضع فيها ما يحتاجه وهذا يكفيه". استشهد مجدي أبو وردة وإبراهيم السراحنة، ومن بعدهما رائد الشرنوبي، وبقي مهندس العمليات والمخطط لها أسيراً في يد العدو، ولم تفلح كل أساليب الضغط للإفراج عنه وقت مفاوضات صفقة وفاء الأحرار. [title]تشييع جثماني الاستشهاديان مجدي أبو وردة وإبراهيم السراحنة [/title]