كصباح كل يوم استيقظ أبو عبدالله مع صلاة الفجر، أمس الخميس، ليبدأ يوماً جديداً من التدريب والإعداد للمواجهة القادمة، وما أن انتهى هو واخوانه من التدريبات الصباحية حتى جاء الأمر من قائد الدورة بشد الأحزمة والاستعداد للانطلاق بمسير عسكري طويل وشاق. يقول أبو عبدالله لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" تلقينا أوامر صارمة للمسيرة بالانضباط والالتزام بأوامر القائد. انطلق أبو عبدالله واخوانه متسلحين بكامل عتادهم العسكري والإيماني محتسبين كل خطوة في سبيل الله، وتمر الساعة تلو الساعة ودقات قلوبهم تزداد خفقاناً من الجهد والضغط وثقل العتاد، ولكن كل ما سبق.. تبدد بلحظة أمام طفل عظيم. ومع انتصاف النهار كان المجاهدون قد وصلوا إلى أحد الطرق المؤدية إلى أحد المدارس وهو وقت انتهاء الدوام المدرسي لتستقبلهم براءة الأطفال بالتكبير والتحميد تارة وبالنظرات المملوءة بلفيف من المشاعر والآمال تارة. ولكن بيت القصيد في طفلٍ ليس كأقرانه؟؟! فقد بقي الطفل يسابق خطى المجاهدين لعل أحدهم يتوقف ليحدثه بما يجول في صدره، ولكن الأوامر كان صارمة بالإنضباط داخل المسير، و من أكثر طرق الباب أوشك أن يفتح له، فقد أمر قائد الدورة أبو عبدالله بمصافحة الطفل والعودة للمسير بسرعة. سلم أبو عبد الله على الطفل وإذ بالسعادة تغمر الطفل وكأن الدنيا حيزت له، مُهدياً أبو عبدالله "حبة حلو"، ليرد عليه المجاهد بل كلها أنت يا حبيبي. فرد عليه الطفل قائلاً بلسان طفولته وبراءته " خلص خود هديتي وادعوا الله لي أن أكبر بسرعة عشان أصير مجاهد؟؟!". يقول أبو عبدالله أما والله قد اقشعر شعر جسدي بأكمله من كلمات الطفل حتى شَعرتُ وكأن أحداً انتزع الشعر انتزاعاً من جسدي فقد اطمأننت أن جيلناً سيخلفه جيلاً خيراً منه وأكثر عزماً على تحرير أرضه ومقدساته. حال ذاك الطفل الذي تربى على حب الجهاد والمجاهدين، كحال آلاف الأطفال الأبطال، في قطاع غزة والذين رضعوا لبن العز كابراً عن كابر، أسمى مناهم أن يلتحقوا بركب المجاهدين لتحرير أرضهم ومقدساتهم من دنس الاحتلال الإسرائيلي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.