تضطر أحياناً لإحضار "معمرجي" ليقوم بمهمة محدودة.. رفع سياج منخفض، عمل "خم" للدجاجات، استحداث حمّام إضافي.. الخ من الأعمال البسيطة .. وما أن تريه الوضع القائم.. وخطة العمل حتى يخرج سيجارة من جيبه.. يشعلها ثم يفتح عين ويغمض أخرى ويسألك: مين اللي عمّرلك الدار.!! فتقول له : بكل صدق..أبو نادر اذا بتعرفه هيك طويل "وأشقر"..فيهز رأسه دون كلام..ثم "يقرمز" فجأة ويقول لك: تع طلّ من هون شوف العمار مسوكج!!..ولأنك لا تملك الخبرة بمعرفة أن كان كلامه سليماً أم لا فأنك ستقتنع حتماً بأن "ألعمار مسوكج".. "ألقصّير" كذلك..أول ما تطلب منه أن يستكمل رقعة صغيرة تم استحداثها من قبل "المعمرجي" السابق .حتى يشعل سيجارته..ويبدأ "بالحسحسة" على قصارة من سبقه..ليسألك :مين قصّيرك؟..فترد عليه بمنتهى الشفافية: أبو زيد..!! ليش مال قصارته!! فيقول لك:لأ..فيها "بزرة".. وعليه قس.. "البليط " يرى بلاط "أبو سليمان" مهبّط" ، والدهّين يرى دهان "أبو علي" "مقبقب"..والكل يتقاضى منك أتعابه ويترك في بيتك أثره "المهبب"..دون ان تعرف طبعاً من فيهم المعلّم ومن فيهم الصبي.. في الوطن العربي..لا يوجد لدينا سياسيين بمعنى الكلمة بقدر ما لدينا "صنايعية".. لا يوجد من يكمل العمل الناقص على الإطلاق، بل يوجد من ينقضه ، تأتي حكومة تستحدث بلديات وتحدد انتخابات، تخلفها حكومة أخرى تلغي الاستحداث وتؤجل الانتخابات. ما يقرره رئيس سابق يجب أن يبطله رئيس جديد، وما يلغيه رئيس سابق ،يجب أن يقرّه رئيس جديد، المشاريع الموقوفة تنفذ، والمشاريع المنفذة توقف، بغض النظر عن الثمن الذي "سيدفعه الوطن" والمواطن عن فرق مزاج "الرُبّانين"..ولأننا لا نملك المعرفة الكافية من على صواب ومن على خطأ "ندفع الثمن" للاثنين معاً.. وطني العربي..لكثرة ما جرب فيه " صنايعية السياسة" :صارت شفافيته فيها "بزرة"..واقتصاده :"مهبّط" والفساد: "مقبقب"..حتى مستقبلك صار "مسوكج" يا وطني!!