في السادسة صباحا من كل يوم يفيق المسن الثمانيني أبو العبد، الذي يقطن مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، ليبدأ مشوار اعتاد عليه منذ أن كان طفلا صغيراً. امتهن (حسن الحواجري) الزراعة وقت كان عمره ثلاثة عشر عاما، وتشرب عشق الأرض عبر هذه السنوات الطويلة. يطرق المزارع (حسن) باب الواحد والثمانين، وقد انحنى ظهره وأوهنه الضعف والخور ولكنه لا يزال صديقا حميما للمنكوش. يقول (أبو العبد) "تختلج في داخلي عدة نداءات فالجسد المنهك يطالبني بالتوقف عن العمل لتقدمي في السن، ولكنني استمعت لنداء روحي بالاستمرار". ويضيف " أعمل مرابعا في أراض شرق المخيم لست ساعات يوميا، أحرث الأرض وأزرعها بأصناف الخضراوت والحبوب المختلفة". ويشير (أبو العبد) إلى أنه يشتغل هذه الأيام في الزراعة لوحده يفلح 10 دونمات ويحصدها وحيداً بلا سند أو معين بعدما تركه نجله الأصغر، الذي أجهد ميزانية والده الخاوية بـ"12" ألف دينار ليتم مراسم زواجه من صاحب الصون والعفاف. سقطت من عينيه دموعاً ساخنة، وبعد تنهيدة عميقة تخفي خلفها معاناة السنين يصرخ "نعلف أبناءنا حتى إذا كبروا يتنكروا لآبائهم، تعب الليالي ذهب في خرقة ممزقة، لي من الأولاد والأحفاد ثلاثين ولداً". وينهي المزارع العجوز حديثه "أنا أجلس الآن في منزلي المكونة من غرفتين مع زوجتي المريضة وابنتي لا أحد يستطلع حالنا، فحياتي طغى عليها البؤس والشقاء". [img=032015/view_1426510416.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=032015/view_1426510424.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.