هاجم رئيس جهاز الموساد الصهيوني السابق "مئير داغان"، سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه تطورات الأحداث في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بالمفاوضات المتعثرة مع السلطة الفلسطينية، وبخصوص المشروع النووي الإيراني، مؤكّداً على ضرورة التطوير المستمر للقدرات الاستخبارية بسبب التهديدات المتزايدة حول اندلاع حرب محتملة في ضوء سقوط الأنظمة في الشرق الأوسط. ونقلت القناة العاشرة عن "داغان" الذي لم يدخر جهداً في انتقاد المستوى السياسي منذ انتهاء مهام منصبه كرئيس للموساد، -على حد تعبيرها-، قوله: "عندما كنت في مقر هيئة الأركان قبل عدة أعوام وهم يقومون كل عام بمحاكاة سيناريو حدوث حرب، أحاول التذكر متى شاهدت وزير الدفاع أو رئيس الحكومة مشاركاً في هذه التدريب، أنا لم أتذكر أنهم حتى بعثوا وزير واحداً للمشاركة في هذا التدريب، الذي يناقش قضايا والفجوات الأساسية المتعلقة بأمن (إسرائيل)، وعلى الرغم من ذلك لم يشارك أحد". وقال رئيس الموساد السابق خلال خطاب له في مؤتمر عقده المركز المتعدد المجالات في هرتسليا تناول القدرات الاستخباراتية، قال: "أنا أعتقد أن (إسرائيل) بحاجة للتطوير المستمر في المجال الاستخباري لان قدرتها على المجازفة بدونه لن تكون ممكنة"، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإعطاء رداً على اندلاع حرب على ثلاث جبهات. وأضاف رئيس الموساد السابق: "أن الدولة تقف أمام الكثير من التحديات لا تستطيع الوقوف أمامها إلا الدول العظمى، فهناك العديد من الإنذارات التي ترد إلينا عن تهديدات باندلاع حرب، وتهديدات تتحدى استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط، ولدينا أيضاً تهديدات إرهابية ترافقنا منذ قيام الدولة وحتى اليوم، إضافة إلى تطور التهديدات غير التقليدية". وعرج داغان إلى المفاوضات المتعثرة مع الفلسطينيين، قائلاً: "انه لا يمكن الحكم على أفعال السلطة الفلسطينية بمعزل عن تصرفات الإسرائيليين"، مضيفاً "أن جزء من ردود السلطة هي نتيجة لسياسة (إسرائيل)، ولهذا نحن موجودون في حوار دائم معهم جزء منه مرتبط بالنقاش الداخلي عندنا وجزء مع الأجهزة الأمنية على الأرض". ولفت بقوله :"أن القيادة السياسية وحتى اليوم وكما يشاهد لا تعطي تقديرات أهداف واضحة أمام مسئولي الأجهزة الأمنية، وكالعادة لم تكن دائماً هناك توضيحات قاطعة في تقديرات الأهداف، وهم دائماً لم يطرحوا الأسئلة الصحيحة". كما تطرق داغان إلى المشروع النووي الإيراني، قائلاً : "أن موضوع التهديد النووي الإيراني ليس بالجديد كما يُعتقد اليوم، فقد بُدأ العمل به منذ نهاية أعوام التسعين، وتمكّنت (إسرائيل) منذ عام 1997 من رصد هذا التقدم الإيراني في المجال النووي، وحينها بدأنا النقاشات بخصوص هذا الموضوع".