11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
14.72°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة14.72°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

ألّف أغنية «يا حيف» ودموعه لا تتوقف عن الهطول

خبر: فيديو..سميح شقير يطلق أغنيته الجديدة "قربنا"

يسجّل للمغني السوري سميح شقير أغنيته «يا حيف» كأول عمل فني واكب الثورة السورية وهي بعد في أيامها الأولى، لكن ليس هذا فقط إنجاز الأغنية، فقد انتشرت الأغنية، كما الثورة ذاتها، وتحول عنوانها إلى لافتات أو أحرف ضخمة مرسومة على حيطان التظاهرات. إلى حدّ باتت الكلمة نفسها «يا حيف» كما لو أنها ابتكاره الخاص. وبالقدر الذي أعطى سميح للشارع مع تلك الأغنية، عاد في أغنيته، التي أطلقها منذ أيام، والتي حملت عنوان «قرّبنا» ليأخذ من الشارع أجمل هتافاته لتصبح جزءاً من الأغنية. كان سميح شقير على وشك أن يغادر عالم الأغنية السياسية الملتزمة، التي طبعته على مدى عقود، لكن يبدو أن قدر شقير هو أن يعود مرة أخرى. فقد جاءت الثورة، وعصفت بما يسميه «إحساس الجاز» الذي بدأ يلون موسيقاه. لكنه هذه المرة لن يطيل المكوث. وقال شقير في حديث له ان لغة الأهداف والوسائل لغة سياسية؛ بينما لغتي أبسط من ذلك، قد تكون أعمق لكنها أبسط أيضاً، فأنا لا أفكر بأهداف على الأغنية أن تبلغها، ونادراً ما يأتي في بالي الآخر، المتلقي لأني أكتب وألحن وأنا تحت تأثير مشاعري التي أحاول تحريرها وإطلاقها على شكل عمل فني، وما يهمني هو الوصول إلى خلق فني يعبر عن ما يشغل روحي، لذا عليّ أن أكون أول الواقعين في غرام هذا الكائن، فإن لم يحدث ذلك فإني أمزق ما كتبت. واعتبر أن الأغنية تحتمل أن تكون فعل موسيقيّ و تعبويّ ، بل الأجمل الآن أن لا يفترقا كي لا يفترق الفن عن مبرر وجوده، وهو الدفاع عن الجمال في أي ركن يتعرض لما هو أكثر من مجزرة. ورداً على سؤال حول أغنية يا حيف وتبني الشارع السوري لها ، قال " ما فاجأني هو المدى الذي قطعته هذه الأغنية بعلاقتها مع الشارع، وعلوّ المكانة التي أفردها لها، إلا أنني كنت توقعت أن يكون تأثيرها شديداً لأن دموعي لم تتوقف عن الهطول طوال وقت تأليفها، والذي لم يكن وقتاً طويلاً، لأن موضوعها، على واقعيته، يحمل تراجيديا حارقة لمصائر بشر يعنون لنا الكثير. فهم أهلنا وإخوتنا ومستقبل وطن لا نملك سواه. ولكن عملاً فنياً يأخذ كل هذا الاهتمام لا بدّ أن يعرّضك لضغط غير مسبوق؛ فماذا يمكن أن تفعل بعده؟ لأن أي مقارنة سيكون وقعها قاسياً، لأنها كانت استثنائية بسبب ظروف ولادتها التي لا تتكرر. وحول شعوره حين كنت يرى كلمة يا حيف على لافتات أو حيطان التظاهرات، أضاف " كنت أشعر بأني أزلت الغبار عن مفردة متوهجة بالمعنى، مفردة تختزنها الذاكرة الجمعية، ولا تمرّ من دون أن تترك أثراً، مفردة حميمة، قديمة، كل ما في الأمر أنني أعدت توظيفها جمالياً كصرخة في وجه القساة والمتوحشين، لا شك أني أعتز بإعادتها للتداول. قربنا وفيما يتعلق بأغنية قربنا الجديدة قال " أحس أنني استطعت أن أجدد بأسلوبي من خلال أغنيتي الجديدة «قرّبنا»، رغم بساطة الآلات المستعملة. الجملة الموسيقية في البداية هي بصوت الفلوت، ولقد أحسست أن هذا اللحن، بهذا الصوت، يشبه الحرية حقاً. وتتداخل أصوات الجموع مع النداء المنفرد ليشكلا «تظاهرة موسيقية» تحمل نداء الجموع وتأخذنا إلى حلم جميل نوشك نصنعه. ويضيف " أنا أرى أن لها علاقة ما بالتراث، ولكنها تحلّق في فضاء خاص بها، وترسم علاقة ما مع ما هو كونيّ. سماء مفتوحة نحو ألم لأناس تألموا مثلنا. شيء ما يوحي بوحدة الألم الإنساني، وبإيحاءات الحرية، كأنما فيها مشاركة ما لآخرين يشبهوننا في الحلم ". وعند سؤاله عن أهل السويداء وهل يفكر بالغناء لهم، قال " لا تنقصهم أغاني الثورة، فالطفل منهم يفطم على الجوفيات والأهازيج التي تلهب الحجر. أغنيات الثوار الذين أنجبوا مع رفاقهم في أنحاء سوريا مجد الاستقلال. وهم لا تنقصهم النخوة فهم أهلها، ولا تنقصهم الشجاعة فهم من أساطيرها. سأقول لك شيئاً.. أنا أظنهم تأخروا فقط .. لكنهم قادمون. وقال إن هناك خطر أوحد ووحيد هو أن لا يبلغ الشعب غايته، وكل ما من شأنه أن يشدّ من عزيمة الناس هو رائع بالضرورة. قد تقول لي بأن أغنية كهذه لن تعيش طويلاً، وسأقول لك فليكن، لست مهتماً بخلود الأغاني، بل بخلود المعاني. فلتأتِ الحرية، وعندها ستكون كشجرة لن تكف عن إطلاق عصافير الأغاني التي ولدت لتطير وتبقى. أما أغاني اليوم فقد ولدت لتشقى. ويختم حديثه قائلاً " أنا منذ أتيت إلى هنا، منذ سنة ونصف شكّلت فرقة مصغرة، وأعدت التوزيع الموسيقيّ بما يتناسب مع تشكيلة هذه الفرقة، وكتبت مجموعة من الأعمال الجديدة، وأدخلت فيها إحساس الجاز، وقدمت عدداً من العروض في فرنسا وألمانيا والنمسا وفنلندا والسويد وغيرها. بالطبع ثمة مرحلة جديدة موسيقياً، ولكن على وقع الثورات العربية سارعت إلى الالتحام بأجواء هذه الثورات وغنيت لها ضمن ظروف فقيرة إنتاجياً، ولكنها حارة ومواكبة. وما زلت أقدم بهذا الأسلوب وأرفع أغنياتي الجديدة على اليوتيوب. إذاً هناك ما هو مختلف في هذه الفترة بالتأكيد، فالجماهير التي اعتدت أن أغني لها ليست هنا، لذا أبعث لهم بأغنياتي كطائرات ورقية عليها إمضاء محبتي لهم. [title]أغنية سميح شقير "يا حيف"[/title] [title]أغنية سميح شقير "قربنا"[/title]