مسرعاً دون الالتفات إلى ما ألبسه وهل تتطابق الألوان مع بعضها البعض أم لا؟ حذاءٌ بني على جَرابِينٍ رمادية, على بنطلونٍ أسود على بْلُوزَةٍ بُنِّيَّة , تَوَجَّهْتُ بسرعة البرق إلى الصيدلية " دخيلك يا صيدلي..... ظهري يؤلمني بما فيه الكفاية لكي أقعد طريح الفراش حتى انتهاء أزمة اليونان" نظر إلي الصيدلي وقال" وأنت الصادق أزمة فلسطين " قلت له: فلسطين فلسطين المهم أريد علاجاً فورياً؟ أعطاني مضاد حيوي و"لزقة ظهر" وقال لي: ضع اللزقة على مكان الألم. عدت للبيت أخذت الدواء وهممت بفتح اللزقة حين لفت انتباهي ما كتب عليها من كلام, فقد كتب عليها "لمعالجة آلام البرد والصدر والبطن والأعصاب والعمود الفقري واللمباجو والروماتيزم وعرق النسا وجميع الآلام " سخرت مما كتب, وقلت كل هذا تعالجه هذه اللزقة السحرية؟!!!!, مع أن الأمر لا يتعدى بعض الزيوت والحرارة التي تمنحها هذه اللزقة لمكان الألم مما يحرك الدم وينشط الخلايا المحيطة بالمكان نتيجة الحرارة قليلاً ليحفف الألم لمدة قصيرة. جلست متكئاً على الفرشة و"الريموت كنترول" بشمالي أُقَلِّبُ القنوات, وكوب من عصير "الجرفوت" بيميني أشربه بهدوء, والمدفئة مشتعلة في الغرفة وسط برد مصحوبِ بجمودِ في عملية الزيارات والطَّشَّات والطَّلْعات... مذيع النشرة يقول: أن "فيكتوريا نولاند" المتحدة باسم الخارجية الأمريكية قالت "بأن تفاؤلاً كبيراً بجلوس مفاوضي السلام الفلسطينيين والاسرائيليين إلى المائدة, وأن الحديث بصورة مباشرة" وأن الجولة القادمة برعاية أمريكا هي الأكثر فعالية. ما إن سمعت "الأكثر فعالية" حتى "فززت" من مكاني نحو سلة القمامة, أمسكت "اللزقة" ونظرت إليها فإذا مكتوب عليها أنها "اللصقة الأمريكية الأكثر فعالية" قلت في نفسي "لعلها تلك المستخدمة في علاج عملية التسوية والسلام بين إسرائيل والمفاوضين" . قلت يا حبيبي ... لزقة جديدة على ظهر المفاوضين, ولكن لم يبق موضعٌ في جسد المفاوض إلا ووضع عليه "لزقة ظهر" ؟ فيا ترى أين ستضع أمريكا اللصقة هذه المرة؟