18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: المصالحة والوفاق سراب ونفاق

يتحدث الكل الفلسطيني عن المصالحة والذي باتت هي الاهم في حياته، وذلك لان حياته اصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتلك المصطلح التي لا يغيب عن لسانه ولو للحظة واحدة، فمنذ بداية الانقسام بدأ يظهر لنا تلك المصطلح الذي لم يوجد الا في بلاد العرب، وبدأت الوساطات الدولية والاقليمية لمحاولة نسفه عن الوجود الفلسطيني لينهوا تلك الملف العالق كما يدعون، فبدأوا باتفاق مكة المكرمة، ثم القاهرة، ثم الدوحة، ثم الشاطئ، ثم الورقة السويسرية، فالألمانية، فمكة 2، فنبيه بري، الخ من الوساطات والمبادرات والاوراق التي شغلت اقلام وافكار المفكرين والمحللين والكتاب، وايضا شغلت حياة الفلسطينيين وابقتهم متعلقين بالأمل التي تعودوا عليه منذ عشرات السنين، فبدأت المشاورات والابتزازات لمحاولة جسر الهوة ورأب تلك الصدع الذي زاد حجمه مع طول الايام والليالي الى ان بدأت حماس تتنازل شيئا فشيئا واسترسلت بتنازلاتها فتنازلت عن حقها الشرعي الا وهو الحكومة التي قادتها باختيار الشعب، و ذلك التنازل ما كان الا من اجل مصلحة الشعب المكلوم المظلوم الذي باعه القريب قبل البعيد، ورغم كل ذلك اصبح عباس وزمرته يماطلون ويتمادوا في مماطلتهم لكي يجبروا حماس للتنازل اكثر فأكثر كي يصلوا للهدف المنشود، هدف العالم الظالم المتآمر المخطط له منذ زمن بعيد الا وهو سلاح المقاومة سلاح الشعب الفلسطيني الذي لم يتبقى له سواه كي يحاول استرجاع حقه الشرعي الذي سلبه اليهود بالشراكة مع العالم الظالم، ولكن بعد تيقن عباس وزمرته وأولياء نعمته ان هذا السلاح هو ليس ملكا لحماس فحسب، بل هو ملك الشعب الفلسطيني اجمع، بدأ يلعب على وتر جديد وليس بجديد ولكنه ضمن المخطط الا وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادته هو، ذلك الحكومة الضعيفة الذي لا تملك من الصلاحيات او القرارات الا ما يملي عليها عباس بأمر من ولي النعمة، تلك الحكومة التي لم تستطيع ايقاف حرب على غزة او حتى اتفاق على هدنة ولا اعمار ما دمرته تلك الحرب، وايضا لم تستطيع انهاء ملف الموظفين الشرعيين الذي شكلت على اساس انهائه. حكومة الوفاق شكلت لتنفيذ اجندات ومخططات ومصالح لأناس معينين، فأولى تلك المصالح الحفاظ على سلامة المفاوضات التي باتت هشة ومهددة بالانقراض، فكلما رفض اليهود التفاوض مع عباس وطردوه لجأ لاستئناف فتح ملف المصالحة وارسل صبيانه الى غزة لابتزاز اليهود للرجوع لطاولة المفاوضات، فان رجعوا ترك ملف المصالحة واغلقه وعاد ليمارس مهنته الحقيقية. وثاني مصالحه من الحكومة تعيين من يريد وطرد من يريد وسن القوانين التي يشاء والغاء التي يشاء، ففي المرة الاخيرة لاستئناف فتح ملف المصالحة بقيادة نبيه بري اراد عباس ان يمرر التعديل الوزاري الباطل الذي قام به سواءً باستبدال وزراء او توسيع قاعدة الحكومة لتعيين وزراء جدد. اذاً عباس يريد اصابة عصفورين بحجر واحد من استئناف فتح ملف المصالحة: الحجر الاول تمرير موضوع التعديل الوزاري والحجر الثاني ابتزاز اليهود والحكومة اليمينية المتطرفة للعودة لطاولة المفاوضات. لكنه من المحتمل ان يمرر موضوع التعديل الوزاري على حماس، اما ان يفتح ملف المفاوضات مرة اخرى مع تلك الحكومة اليمينية المتطرفة التي لا تؤمن الا بالحروب والتقتيل والتنكيل فأنى له هذا الا بالمزيد من التنازلات والتنازلات.