24.45°القدس
24.19°رام الله
23.3°الخليل
30°غزة
24.45° القدس
رام الله24.19°
الخليل23.3°
غزة30°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: عاطفيون حتى النخاع

كم نحن عاطفيون نتأثر بآلام غيرنا ونعيش أفراح الآخرين رغم أننا شعب استثنائي، ورغم الوجع والقهر، نجيد لعبة الحياة، ولدينا خبرة في صناعة الأمل من الأنقاض والدمار. وبسبب ارتفاع منسوب التفاعل العاطفي ويقظة المشاعر تظهر ظواهر وسلوكيات غير عادية، على سبيل المثال الإدمان الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، نكتب ونغرد عن أدق تفاصيل مشاعرنا، وبعضهم تحول إلى كتاب مفتوح لم يترك صغيرة أو كبيرة في حياته إلا دونها، من الطعام والحب والكراهية والنجاح والفشل، ولا ينقصه سوى كتابة "بوست": متوجه إلى الحمام" أو أشعر " بالحشرة" أو " مزحوم". في سلوك آخر ومع هواة متابعة الدراما التركية والهندية، خصوصا من كبار السن، تراهم يندمجون شعوريا ووجدانيا، مع أبطال المسلسلات، لدرجة الغياب عن الواقع، وفي أكثر من مرة دخلت على الحاجة وصفية، وقد أصبت بالهلع وانا أرى الدموع تنهمر من عينيها، لاكتشف لاحقا أنها تبكي على موت بطل المسلسل التركي، أو تعاطفا مع السيدة الهندية التي فقدت طفلها. غريبون نحن... لدينا متسع من الأحزان والحسرات، وفائض من الدموع كي نبكي على المشاهد القادمة من سوريا، واليمن ومصر، ونحن الذين جربنا كل المآسي على مدار تاريخنا منذ النكبة مرورا بالنكسات والويلات، والهزائم والانتصارات. وعندما نغضب، نحرق المراكب ونفتح النار على الجميع، ثم نستعين بكل فنون وأساليب الاعتذار، لكي نعيد المياه إلى مجاريها. ربما نهدف من وراء كل ذلك تمرين عاطفتنا بالانفعال ومشاركة الآخرين همومهم وكوارثهم حتى لا تتبلد أحاسيسنا ولكي نحافظ على تميزنا بأننا شعب استثنائي. حتى في أفراحنا نعيش اللحظة وننفجر من "الانبساط" و"ننفش" عندما نتلقف مناسبة سعيدة فنبالغ أحيانا في التعبير عن سعادتنا. ثم إذا تعرضنا إلى موجة من الضحك، نحتاج الى كل فرامل السيارات حتى توقفنا، بل إن أحدهم كتب مقارنة في الضحك على النحو التالي: ضحكة النسوان الأجنبيات: ها ها ها وبعدين خدودهن بتحمر وبيسكتن أما ضحكة نسوانا: تصفيق... خبط... ركوع... قيام... سجود... شهيق... زفير... بكي.... ضرب على الفخاد... آخرتها تصرخ وتقول: شخيت!! دخيلكم شخيت! هكذا نحن عاطفيون حتى النخاع.