21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: فشلت العمرة.. فماذا عن الحج؟

بين العمرة والحج معتمرون وحجاج ومكاتب حج وعمرة وسفر وأسر وتكاليف شرعية. وهؤلاء جميعهم مغلوب على أمرهم، فهم لا يملكون قرار فتح معبر رفح للسفر. اجتهدت مكاتب الحج والعمرة في مناشدة السلطات المصرية، ومناشدة سلطة رام الله ووزير أوقافها المحترم, من أجل فتح معبر رفح وإنقاذ موسم العمرة السنوي الذي فيه أسر عديدة تأكل من هذا الباب، ولكن لا مجيب!, السلطات المصرية تغلق المعبر إغلاقًا تامًّا ولا تلتفت لمناشدات المكاتب، ولا لمناشدات المعتمرين واحتجاجاتهم، وأوقاف غزة والضفة لا تملك إلا الدعاء. لقد تلقت المكاتب والمعتمرون عشرات الوعود وإبر التخدير بقرب فتح معبر رفح للمعتمرين، ولكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، وانتهت مفاعيل إبر التخدير بعد طول انتظار، وقررت المكاتب إعادة الأموال التي جمعتها من المعتمرين إليهم، ولم يعد أصحاب المكاتب بشيء لأولادهم. انتهى موسم العمرة الخارجية رسميًّا في المملكة العربية السعودية، وبانتهائه يبدأ العدّ التنازلي لموسم الحج. والحج يحتاج إلى إعداد كبير بأشكال متنوعة، حيث تقوم الشركات والمكاتب من الآن باستئجار المساكن، التي تدخل في منافسة شرسة كلما اقتربنا من شهر الحج، وتقوم بالتعاقد مع شركات الطيران بالتعاون مع الوزارة، وهذا عمل كبير يجب إنجازه بعد رمضان مباشرة، وكل هذه الأعمال تقتضي من الحجاج دفع أقساط الحج مقدمًا، لتوظيف هذه الدفعات في أعمال الإعداد المضنية. إننا إذا تحدثنا في الإعداد طال بنا الحديث، لكثرة أعماله، ولكن نكتفي بالمسكن والطائرات، لنعود إلى المشكلة الرئيسة بالنسبة للفلسطيني، وبالذات الغزي، وهي التي تقول: هل سيكون حج في هذا العام, أم أن مصير موسم الحج كمصير موسم العمرة سواء بسواء؟!، لأن معبر رفح مغلق، ووزير الأوقاف نفسه يقول إنه لا يدري, ويقول إنه يتصل ويتلقى تطمينات، وهذه الإجابة وإن كانت صريحة ومسؤولة، إلا أنها تضع المكاتب والحجاج في دائرة القلق والحيرة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، الأمر الذي يعطل عمليات الإعداد، أو يؤجلها لحين صدور القرار السياسي من مصر، مع أن في التأجيل رفعًا للأسعار، وإضرارًا كبيرًا بالحجاج. هذه المعاناة التي نشير فقط إلى بعضها لا تعاني منها بلاد في العالم، غير بلدتنا المجروحة غزة التي يصفها الناس برمز العزة. غزة التي تدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية تعاني إذا أكلت، وتعاني إذا شربت، وتعاني إذا بنت وعمّرت، وتعاني إذا زرعت وحصدت وتاجرت، وتعاني إذا تعلمت، وإذا طلبت الطب والدواء، وتعاني أيضًا إذا طلبت العبادة امتثالًا لأمر الله، وإقامة الركن الخامس في الإسلام, فهل يعقل هذا؟!. هل يعقل هذا مع غزة في ظل جامعة عربية، ومنظمة تعاون إسلامي، وفي ظل تطرف انبثق في العالم من رحم المعاناة، وفساد الحكام؟!. غزة تريد الحج، وتريد القرار السياسي الصريح بفتح معبر رفح من الآن، وإعطاء المكاتب فرصة السفر للإعداد، ولا يجوز ترك غزة في تردد، أو إيقاف حجاجها على حدّ السيف. من يحرم غزة من حرية التنقل للعبادة، لن يكون رحيمًا بها في غير العبادات، وكل كلامه عن الوطنية والعروبة والتحرير والحقوق كلام مزايد ومتاجرة، فهو بلا قيمة أو رصيد.