20.01°القدس
19.77°رام الله
18.86°الخليل
24.81°غزة
20.01° القدس
رام الله19.77°
الخليل18.86°
غزة24.81°
الأحد 20 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.36

خبر: عام على حكومة التوافق.. والنتيجة "مكانك سر"

عام كامل مر على تشكيل حكومة التوافق الوطني، ولا تزال أزمات غزة التي حلم الشعب الفلسطيني أن تحل مع تشكيل الحكومة تراوح مكانها، في ظل سياسة التمييز والتهميش المتعمدة بين غزة والضفة والتنكر لمعاناة آلاف الغزيين. وأعلن رئيس السلطة محمود عباس في 2 يونيو الماضي تشكيل حكومة التوافق الوطني من شخصيات مستقلة لا تتبع لأي من الفصائل الفلسطينية بعد مشاورات مكثفة أجريت في غزة بين وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس. [title]الأزمات.. مكانك سر[/title] وفي سياق الأزمات، لا يشعر المواطنون في قطاع غزة بتحسن يذكر على أزماتهم المعقدة، فأزمة الكهرباء ما تزال تراوح مكانها، بل لا تزال مهددة بالتفاقم والتي كان آخر فصولها تقليص كمية الوقود اللازمة لتشغيل المحطة من هيئة البترول برام الله الأسبوع الماضي. وتفاقمت أزمة الكهرباء في قطاع غزة بشكل كبير عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة التوليد الوحيدة بعد أسر المقاومة الجندي "جلعاد شاليط" في صيف 2007، ومنذ ذلك الحين يعاني القطاع من أزمة حادة في نقص التيار. [title]رواتب الموظفين[/title] وبعد أسبوع واحدٍ فقط على تشكيل الحكومة، سارعت بصرف رواتب موظفي السلطة الذين لازالوا مستنكفين عن عملهم في قطاع غزة منذ سبعة أعوام، في حين أنها لم تعترف بموظفي حكومة غزة السابقة ورفضت أن تصرف لهم رواتبهم كنظرائهم -موظفي السلطة المتغيبين عن مكان عملهم منذ سبع سنوات-، الأمر الذي خلق أزمة جديدة لازالت تشتد يوماً بعد يوم في ظل تعنت الحكومة بدفع رواتب الموظفين وتجاهل معاناتهم. وتزداد معاناة نحو 50 ألف موظف من الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من عام، خاصة مع اقتراب دخول شهر رمضان وعيد الفطر وازدياد الاحتياجات الأسرية فيه. [title]الانتخابات[/title] عام كامل، مر دون أن تنجز الحكومة أهم ملفاتها وهو ملف التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية وفق ما تم الاتفاق عليه بين حركتي "فتح" و"حماس". وكان اتفاق الشاطئ نص على أن يتم إجراء الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة على الأقل، وتتم مناقشة ذلك في لجنة تفعيل منظمة التحرير في اجتماعها القادم، وإنجاز مقتضيات إجراء الانتخابات المذكورة. [title]إعمار غزة[/title] وبعد مرور ما يقارب العام على توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، لا تزال قضية إعادة الإعمار محل تشكيك وتخبط وعدم وضوح للشارع الفلسطيني. وتتجاهل الحكومة معاناة نحو 100 ألف أسرة لا زلت بلا مأوى وتعيش في: الكرفانات والخيام وبقايا المنازل ومراكز الإيواء والبيوت المستأجرة وحياتهم مهددة في ظل انعدام الدعم اللازم لهم، وتزداد هذه المعاناة بشكل خاص على سكان الكرفانات مع دخول فصل الصيف الحارق. وتسبب الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة على غزة في تدمير أكثر من 20 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و40 ألف بشكل جزئي بحيث لم تعد تصلح للسكن. [title]إغلاق المعابر[/title] ومنذ تشكيل حكومة التوافق وحتى اللحظة لم تحل مشكلة معبر رفح البري، رغم الوعودات والتصريحات من قيادات في السلطة الفلسطينية وحركة فتح على فتحه بعد تشكيل الحكومة مباشرة. وتسبب إغلاقه فقد كثير من الطلاب فرصهم في إتمام تعليمهم في الخارج، وازداد معاناة كثير من المرضى مما أدى لوفاة بعضهم وكان آخرهم المرأة التي ماتت على بوابة المعبر قبل أسبوع لعدم التمكن من السفر للعلاج في الخارج، وخسر الكثير فرص عملهم في الخارج. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد في كلمة له أمام صحفيين عقّب انتهاء مشاورات تشكيل الحكومة بشكل شبه النهائي على أن السلطات المصرية ستفتح معبر رفح فور إعلان الحكومة. [title]الأوضاع بالضفة[/title] وكان من المتوقع أن تضع حكومة التوافق الوطني حدًا للاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة، وإطلاق ملف الحريات وفتح المؤسسات المغلقة بفعل الانقسام الداخلي منذ العام 2007، لكن ذلك لم يحصل بعد شهر من تشكيلها. [title]أسباب الفشل[/title] ويرى الكاتب والمحلل السياسي "مصطفى الصواف" أن من أهم أسباب فشل الحكومة هو عدم وجود قرار سياسي لدى رئيس السلطة "محمود عباس" بحل أزمات غزة، "وأن تقوم الحكومة بدروها وهو ما يجعلها أسيرة وغير قادرة على التحرك ويجعلها عاجزة حتى اللحظة". ويضيف الصواف في حديث لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن أزمات الشعب الفلسطيني لا تحلها حكومة توافق، مشيراً إلى أن الحل في إعطاء هذه الحكومة مهلة زمنية محددة وإن لم تلتزم بواجباتها مطلوب من الفصائل الفلسطينية أن تتحرك لإنقاذ هذا الشعب وعلى حركة حماس ألا ترجع مرة أخرى لهذه الحكومة. في حين يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية "وليد المدلل" في حديث لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن من أهم الحلول للخروج من أزمات الشعب الفلسطيني في ظل فشل حكومة الوفاق هو الدعوة إلى حوار وطني حقيقي، سواء كان من القوى الوطنية أو الجماهيرية يعاد من خلاله تقويم المرحلة السابقة، وبناء إستراتيجية على قاعدة الوحدة وتطبيق المصالحة، وعدم ترك الأمر للقوى السياسية والتراشق الإعلامي وتجاهل أزمات الشعب. واعتبر أن من أسباب فشل الحكومة هو أن الاحتلال لا يريد تحقيق المصالحة، ويسعى جاهدًا لإفشال الوحدة الوطنية، ناهيك عن أي السلطة لم تقدم أي مبادرة حقيقية لحل أزمات غزة. [title]فرصة للسلطة[/title] في حين يرى الكاتب "فهمي شراب" أن الفرصة لا تزال في مرمى السلطة لكي تنجح على الصعيد الداخلي في ضوء فشل المفاوضات وتراجع الحالة الفلسطينية. وتعجب شراب من استمرار طلب حكومة التوافق من ممارسة صلاحياتها في غزة وقال : "إذا كانت حكومة الوفاق ممنوعة من ممارسة صلاحياتها في غزة؛ فلماذا تستمر في عملها؟!، ولماذا تطلب التمديد؟!، ولماذا تعقد جلساتها الأسبوعية وتحضر المؤتمرات الدولية الخاصة بمساعدة غزة ماليًّا؟!، ولماذا تطالب الدول المانحة بالإيفاء؟!". واعتبر أن استمرار أزمات غزة لا يشكل تهديداً على حركة حماس مدللاً على ذلك ما جاء في اعترافات وتصريحات كبار القادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين، مضيفاً "السلطة بعيدة جغرافيًا عن غزة ومنفتحة على العالم ولا يهمها أمر غزة، والخاسر الأكبر هو المواطن والقضية الفلسطينية نفسها التي تراجعت كثيرًا بسبب هذا الانقسام". ورأى شراب أن عملية إتمام المصالحة لا تحتاج إلى اتفاق جديد أو رعاية أجنبية، بل إرادة حقيقية من ثلة محصورة من الشخصيات الفلسطينية التي هي نفسها من يعطل إتمام المصالحة لتعارضها ومصالحها الشخصية.