رأت دراسة إسرائيلية، أن حماس تناور على جميع الصعد السياسية والاقتصادية، وأنها تواجه أخطاراً من كافة الأطراف المحيطة بها، ساعية لتجاوزها ومناورتها. وقال مركز إسرائيلي للدراسات: "إن تنظيم "حماس" يواجه اليوم تحديات معقدة من الداخل والخارج، ويحاول أن يدفع عملية الإعمار المتعثرة البطيئة في غزة، ورفع مستوى الحياة". ولفتت الدراسة أن حماس تسعى للمحافظة على منشآتها العسكرية، تحسباً لجولاتٍ قادمة مع "إسرائيل". وزعمت الدراسة أن حماس تواجه خطر مجموعات الجهاد السلفي، كما أنها تحاول تحسين العلاقة بينها وبين السلطة الفلسطينية التي تقودها "فتح" [title]مفاوضات غير مباشرة وتهدئة [/title] وبيّنت الدراسة أن أخبارَ حول مفاوضات غير رسمية بين ممثلين إسرائيليين وأشخاص من حماس، وعلى ما يبدو في أعقاب مقترح قدمته كل من تركيا وقطر يقضي بإقامة ميناء ومطار في قطاع غزة في مقابل هدنة تستمر لخمسة أو عشر سنوات. وقالت الدراسة إن هذه الأخبار أثارت حفيظة فتح، فموضوع الميناء يظهر في الصياغة المصرية التي أسست اتفاقية وقف إطلاق النار مع انتهاء عملية "الجرف الصامد" على أنها قضية للنقاش المستقبلي. ووفق المقترح المتحدث عنه يُنشأ في فترة التهدئة ميناء عائم قبالة شواطئ غزة ويكون تشغيله تحت إشراف ومراقبة الناتو. ويؤكد المقترح على أن البضائع التي ستدخل الميناء ستسهم في إعمار القطاع، بل ويمكن نقلها الى الضفة الغربية. وأشارت الدراسة إلى أن محاولة حماس فعليًا إقامة ميناء في غزة ، يمكن ان يدعم نسبة تأييدها الجماهيري في القطاع على حساب القيادة الفلسطينية، وخصوصًا على خلفية الخصومة والاتهامات المتبادلة بين التنظيم وقيادة السلطة الفلسطينية التي تعيق تحويل الأموال التي تم التعهد بها من أجل إعمار القطاع ودفع الرواتب. [title]إيران والمواجهة المستقبلية [/title] وقالت الدراسة الإسرائيلية أن حماس تحتفظ بقناة ارتباط مع إيران، وأن التحركات في هذه القناة يقودها أعضاء المكتب السياسي للتنظيم موسى أبو مرزوق وعماد العلمي. وادعت الدراسة أن التعاون بين الطرفين قد تم تجميده فعلًا لفترة في السنوات الأخيرة لأسباب عدة من بينها الموقف الذي اتخذته حماس بشأن الحرب الأهلية السورية ومعارضتها لنظام الأسد. وأضافت الدراسة الإسرائيلية: أن العلاقة بين إيران وحماس قد ترتقي درجة في حال نجحت جهود محمد الضيف، في التوصل الى وثيقة موقعة مع إيران. ووفق هذا الاتفاق فستوفر إيران الارشاد والتدريب لوحدة الكومندو التابعة لحماس وكيفية تحريك الطائرات غير المأهولة. [title]الانعكاسات المترتبة على "إسرائيل" [/title] وتوقع قائد مقر الجنوب أشار في عرضه الأخير في "نحال عوز" إلى أنه يتوقع مواجهات أخرى بين "إسرائيل" وحماس. وبيّن القائد الإسرائيلية أن الهدف المعلن لحماس كان وسيبقى رفع الحصار عن غزة وإعمارها، "ويبدو أن التنظيم يميل الى التقدم نحو أي قناة فاعلة تقوده الى تحقيق هذا الهدف" وصرح أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي بغزة في مايو 2015، بأن "حماس لديها 100000 رجل مستعدون للقتال في سبيل تحرير فلسطين وطرد الجنود الصهاينة حتى آخرهم عن أرضنا". وقالت الدراسة إن تهدئة طويلة الأمد وإعمار القطاع، هدفاً ليس لحماس وحدها، بل لــ "إسرائيل" التي لا تريد مواجهة مع حماس. واعتبرت الدراسة أن الإعمار سيقلص إلى حد كبير دوافع حماس في بدء جولة أخرى، "ولكن على إسرائيل "أن تدرس جيدًا حجم تأييد عملية التوجه لإنجاز تفاهمات بشأن التهدئة مع حماس، والذي قد يضعف موقف السلطة الفلسطينية، وذلك بالإضافة الى المنفعة النسبية الكامنة في تحقيق التهدئة المؤقتة على الساحة الغزية. وخلصت الدراسة الإسرائيلية أن حماس في هذه الأيام المناورة بين الأقطاب التي لا تبدو آثارها متكافئة على المسار المستقبلي" موضحة أن هذه الظروف تستطيع "إسرائيل" محاولة القيام بمبادرة حذرة لإعمار القطاع من خلال التحدث إلى القيادة الرسمية للسلطة الفلسطينية ومصر. ونصحت الدراسة "إسرائيل" بمراقبة التطورات على الجبهات ذات الصلة بسياسة حماس وتقويض خطواتها ودراستها ودراسة تأثيرها العملي المحتمل بشأن الطريقة الذي ستختار حماس سلوكه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.