كتب د. إبراهيم أبراش مقالًا جاء فيه: "كان وما زال بإمكان مصر التصرف بطريقة مغايرة, بحيث تعاقب حماس وفي نفس الوقت تكسب الشعب الفلسطيني.. تستطيع مصر فتح المعبر مع منع عناصر حركة حماس وكل من تعتقد أنه يهدد أمنها.. ما الذي يمنع مصر من السماح بدخول الفلسطينيين فقط لمن تزيد أعمارهم عن سنّ محددة؟.. مصر دائمًا أكبر من كل الأحزاب والدول التي تحاول التطاول عليها وعلى مكانتها". في البداية لا بد من التنبيه إلى أن مقال إبراهيم أبراش ليس دعوة إلى رفع الحصار المصري عن قطاع غزة, طالما طالب الجانب المصري بتحديد أعمار العابرين من خلال معبر رفح، والتمييز بينهم على أساس الانتماء الفصائلي. كلام أبراش موجه إلى الجهات الأمنية المصرية المسؤولة عن إدارة معبر رفح، وهذا في العرف المصري الذي يعتز به هو تخابر مع جهات خارجية, وفي مفهومنا أيضًا هو تحريض على معاقبة المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية حماس وفي ذلك خدمة مباشرة للمحتل الإسرائيلي، حيث لو أفلح الناصح والمنصوح في تنفيذ تلك الهرطقات, فإن ذلك سيؤدي إلى إخضاع حماس والمقاومة الفلسطينية حسب الاعتقاد الساذج للكاتب أبراش، ومع ذلك نقول له: من سيحمي غزة؟!, هل أنت قادر على حماية غزة يا أبراش؟!, هل ستصد الدبابات الإسرائيلية بقلمك الحاقد على المقاومة, والمنافق لمن يحكم مصر, والممهد لإعادة احتلال غزة؟. المقاومة خط أحمر, وهذا ما يجب أن يفهمه كل متطرف سواء ادعى انتماءه إلى الإسلام أو العروبة أو إلى أي جهة أخرى، وكل من يطعن المقاومة الفلسطينية هو خادم للمحتل الإسرائيلي سواء قصد ذلك أم لم يقصد، وقد أعذر شابًا مضللًا باسم التطرف الديني, ولكنني لا أعذر أكاديميًّا يعي ما يقول ويمكن أن يؤخذ كلامه حجة على أهل بلده من قبل أطراف تحاصر غزة وتريد بها الشر، ويجب الحذر وتقديم النصح والإرشاد لكل من يسيء إلى المقاومة الفلسطينية بعذر أو بدون عذر. القضية الفلسطينية تمر بظروف شديدة الحساسية, وغزة تمر بظروف بالغة الصعوبة، وعلى كل فلسطيني بغض النظر عن انتمائه ألا ينسى للحظة وجود عدو إسرائيلي ينتظر ضعف المقاومة الفلسطينية من أجل إنهاء القضية والإجهاز على الشعب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.