25.52°القدس
24.93°رام الله
25.53°الخليل
26.15°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل25.53°
غزة26.15°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: التصعيد المفتعل

سارع الاحتلال إلى إغلاق المعابر مع قطاع غزة، وقصف بعض المواقع التي تتبع للمقاومة، في سياق الادعاء بأنه رد على إطلاق الصواريخ من غزة تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وهي سياسة الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، والمنهجية التي يتبعها في تسخين الميدان، والمساهمة في تآكل التهدئة التي استمرت منذ انتهاء الحرب على غزة. المعادلة التي يتم الحديث عنها وتعمل على إظهار الاحتلال في موضع رد الفعل هي معادلة منقوصة، وهي فرصة لفتح ملفات مسكوت عنها خلال الفترة الماضية وهي العدوان الذي لم يتوقف فعلاً وأخذ أوجها مختلفة، بينها الاعتداء على المزارعين في المناطق الحدودية وارتقاء شهيدين، وإصابة العشرات في فترات متفاوتة. كذلك الاعتداء على الصيادين في البحر من خلال استهدافهم واستشهاد أحدهم وإصابة العشرات واعتقال غيرهم، على مدار الفترة الماضية، إلى جانب استمرار منع إدخال مواد البناء والمستلزمات التي تتعلق بإعادة الإعمار، ومنع السفر للمواطنين واعتقال بعضهم خلال تنقلهم عبر معبر بيت حانون. القائمة تطول حول اعتداءات الاحتلال، وتراقبها المقاومة وتتابعها بكل لحظة، ولديها حسابات خاصة في التعامل مع المعادلة التي يرغب الاحتلال بفرضها على حدود غزة، وترد على ذلك بمعادلة أخرى، تقوم على مواجهة الاحتلال وفرض وقائع على الأرض، والقتال بصمت من خلال الاستعداد للمواجهة القادمة، ويتم ذلك من خلال الاستمرار في سياسة حفر الأنفاق، والتسلح لصد الاحتلال عن عدوانه، والأكثر علناً إنشاء مواقع تدريب وشق طرق قبالة مواقع الاحتلال. على الرغم من أن الطرفين لا يرغبان بمواجهة حالية، ويسعيان لتأجيلها، لاعتبارات تخص كل طرف، إلا أن الاحتلال يخرق هذه المعادلة من خلال تآكل التهدئة، وفقدان الاتزان وسوء التقدير بردود أفعال المقاومة في حال استمرار العدوان، وخاصة أن كل من يزور غزة، من وزراء الخارجية والمسؤولين الأمميين يقرون أن غزة تعيش على صفيح ساخن، وأن برميل البارود قد ينفجر في أي لحظة. هذه التقديرات صحيحة إذا ما تقاطعت مع استمرار العدوان ويقلب المعادلة بين الطرفين، ويعجل في مواجهة ليس وقتها، وتعيد المنطقة لدائرة اللهب مجددا، وخاصة أن الاحتلال يمس ما تبقى من منافذ حرية الحركة، والقليل من البضائع ومواد البناء التي تدخل قطاع غزة، وحينها تصبح القضية أن خيارات المقاومة محدودة في مواجهة التصعيد المفتعل الذي يقوم به، وأن انسياق حكومة الاحتلال خلف التقديرات الخاطئة للساحة الميدانية يمكن أن يقود لمواجهة لا يرغب بها الطرفان وهذا يخالف التقديرات القائمة لدى كافة الأطراف والمتابعين.