24.98°القدس
24.58°رام الله
23.86°الخليل
25.39°غزة
24.98° القدس
رام الله24.58°
الخليل23.86°
غزة25.39°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: حديث عادي جدًّا (2)

في زيارة صديق إلى صديقه في غزة، وبعد ديباجة التهليل والترحيب يدور حديث عادي جدًّا: المضيف: أعاننا الله في رمضاننا القادم؛ فالحصار جعل الأسعار تستعر، تفضل العصير. الضيف: عصير من صناعة الاحتلال!، يا أخي متى سنقلع عن شراء منتجات العدو؟!، كأننا نكافئ حصارهم بشراء بضائعهم ودعم اقتصادهم. المضيف: المشكلة تكمن في عدم وجود بديل محلي أو سوء جودته، إن وجد، ثم ما الفرق الذي يمكن أن تحدثه مقاطعة فرد أو مجموعة صغيرة؟!؛ فالقطاع مليء بالمنتجات التي لا يكمن استبدالها، والحصيلة هي مقاطعة عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع إلا بمنتج محلي رديء الجودة. الضيف: إذا فكر كلّ منا بهذه السلبية فلن تتغير أوضاعنا أبدًا، يجب على المرء أن يبدأ بنفسه وعائلته أولًا بما هو مستطاع؛ فالمقاطعة سلاح ناجع، ولو على المدى البعيد. المضيف: وما هو دليل نجاعته بالله عليك؟ الضيف: ألم تسمع تصريح المدير التنفيذي لشركة المحمول الفرنسية (أورانج) عن نية شركته مقاطعة الكيان العبري، مثل تلك الخطوات التي تروّج لها حركة مقاطعة الكيان العبري العالمية (BDS)، التي توجع الاحتلال، وقد تصيبه في مقتل، إن كتب لها النجاح، خصوصًا بعيد النار التي لمّا تهدأ إثر التهديد بتعليق عضوية الاتحاد الصهيوني لكرة القدم. المضيف: وربما سيكون مصير تصريح شركة (أورانج) مثل مصير التهديد الفلسطيني في (فيفا) بسحب العضوية: التراجع والانسحاب والخذلان التي ألفها الشعب الفلسطيني؛ فقد سمعت أن الاحتلال يمارس ضغوطات على الشركة الفرنسية التي تمتلك الحكومة الفرنسية ربع حصتها لتسحب تهديداتها. الضيف: ربما كان الأمر كذلك، ولكن التصريح وحده يضع الكيان العبري تحت ضغط زخم المقاطعة المتزايد، ويحاصره من كل جانب، لاسيما مع استمرار سياسته اليمنيّة المتطرفة التي ما زالت تكشف عنصريته واستخفافه بالعالم أجمع. المضيف: لعلك على حق، مع أني مازلت أشكّ في جدوى المقاطعة الفردية؛ فالناس تحتاج إلى تثقيف وتوعية وتحمل للمسؤولية. الضيف: نعم، يجب على الجميع أن يعي أن المقاطعة واجب ديني ووطني وأخلاقي، ولا حلول وسطية في هذا الأمر، هل لديك المزيد من هذا العصير اللذيذ؟ المضيف: عصير الاحتلال؟!، وماذا عن المقاطعة؟! الضيف: هذه اشتريتها (سامحك الله)، وسيكون من الإسراف مقاطعتها الآن.