23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: أسوأ مما نتوقع؟!

ماذا لو انفجرت سيارة الشجاعية المفخخة؟! السيارة المفخخة لم تنفجر لخلل فني في التجهيز٠الرجل المغامر الذي يقف خلف إعداد المفخخة بتعليمات من مخابرات السلطة في رام الله حاول أن يتدارك الخطأ الفني بسكب البنزين على السيارة ومحاولة إشعالها للتتم عملية الانفجار. المحاولة تمت منها الخطوة الأولى، ولكن يقظة رجل الشرطة في المكان أبطلت الخطوة التالية، لأنه منع الرجل من إشعال النار في سيارته. يبدو أن الشرطي أدرك أن ثمة أمر ما يقف خلف تصرف الرجل الذي زعم أنه حرّ في إحراق سيارته، وحين شدد عليه الشرطي في المنع هرب الرجل عدوا من المكان فلحق به، وقبض عليه، وهو لا يتوقع أن السيارة ملغمة، وبعد التحفظ عرف الشرطي وعرفنا أن السيارة مفخخة، واعترف المتهم على نفسه، وعلى رجل المخابرات في رام الله حسب ما ورد في المؤتمرالصحفي لوزارة الداخلية. هذه المفخخة، أو الملغمة، هي ما تفرض علينا سؤال: ماذا لو انفجرت لا سمح الله؟! وماذا ستقول الجهة التي تقف خلف السيارة؟! وهل تستحق الخصومة السياسية بين جهاز المخابرات في رام الله وحركة حماس في غزة إهراق دما المدنيين الأبرياء ، وإغراق غزة في الفلتان الأمني، لكي يحقق جهاز المخابرات نصرا مزيفا بطعم الدم على حماس وعلى غزة؟! لو انفجرت السيارة المفخخة لقتلت العشرات، وأصابت آخرين، ولخرجت رام الله بتصريحات حادة تحمل فيها حماس المسئولية، لأنها أفسحت الطريق أمام داعش، وأمام التطرف؟!. التهديد بداعش والتطرف هو لعبة الأنظمة العربية الآن للقمع وتكريس الاستبداد وشرعنته، على الأقل في الدول التي تعاني من الصراعات الداخلية ( كسوريا، والعراق، وليبيا، واليمن)، ومن مركز الاستبداد هذا جاءت محاولة مخابرات السلطة للدخول في مركز اللعبة العربية. السلطة تريد رقبة حماس والمقاومة من بعدها، ومدخلها الوحيد في تفكير رجل المخابرات الفاشل هو إدخال داعش والتطرف إلي الميدان في غزة ، من خلال تفجيرات بين المدنيين في أماكن مزدحمة، لكي تحصل السلطة على تأييد عربي ودولي يدعم استبداد رئيسها من ناحية، وتجريم حماس والمقاومة بالتبعية من ناحية ثانية، وغرت رجل المخابرات الساذج البيئة العامة العربية المشحونة بتفجيرات داعش. قديما قال ميكافيلي(الغاية تبرر الوسيلة)، وهي مقولة خاطئة، ولكن ميكافيلي لم يخطر بباله أن تفجير الأبرياء والمدنيين يمكن أن يكونوا وسيلة للسلطة؟! لذا يمكن القول بأن سلطة عباس وأجهزته الأمنية تفوقت على ميكافيلي نفسه، وطورت مقولته تطويرا دمويا؟! ورجل المخابرات أسوأ من ميكافيلي ، وهو لا يحسن فهم ميكافيلي؟! فالسيارة المفخخة وسيلة نجسة، لغاية أنجس، ولكن ما يواسينا ويخفف ألمنا قوله قديما: أنه ليس للاستبداد دين، أو شرف. والمستبد يقتل شعبه، وإذا اضطر يقتل أهله وأعوانه. يمكن لجهاز المخابرات في رام الله أن يتنصل من الاتهامات، وأن يدعي أن الاعترافات ملفقة، ولكنه لا يستطيع إقناعنا بنظافة يده وعمله، كما لا يستطيع إلصاق التهمة بداعش لغياب الشواهد، ومع ذلك يمكن للجنة وطنية محايدة أن تتحقق من الموضوع ،ومن التحقيقات، والاعترافات ، لأن أركان الجريمة: ( السيارة، والفاعل، والمحرض) موجودون في قبضة العدالة. الحمد لله أولا وأخيراً أنه لطف بعباده في الشجاعية، وفي غزة، وأفشل مخططا شريرا يكيد للمواطنين، لتحقيق أهداف خسيسة حقيرة، ولكن الله الذي نجانا بلطفه طلب منا قمع المفسدين والمستبدين، وفضحهم والتحذير من شرهم إن لم نملك جلبهم للعدالة والقضاء.