23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: أردوغان وردح العربان

أسفرت الانتخابات التركية عن تراجع في شعبية حزب العدالة والتنمية، ووجدها بعض العربان فرصة للهجوم والتَشَفّي وأسفرت وجوههم الكالحة عمّا يعتمل في صدورهم لأي بادرة خير يمكن أن تشع أنوارها في هذه الأمة، والحقيقة أن هذا التراجع مزعج لمن يتعاملون مع الأمور بمداها القصير، ولكن انعكاساته الإيجابية ستظهر للعيان في مداه الطويل وبلا شك. فمنذ انقلاب العسكر على أربكان في ثمانينيات القرن الماضي والصراع بين الدولة الأتاتوركية العميقة وحركة الإصلاح التي يقودها أردوغان وحزبه لم تنته، ولن تنته، وما ساعد الكثير من الشعب التركي على تَقَبُّل وجه تركيا الجديد والواعد ما تحقق على المستوى الاقتصادي من تقدم ورُقِيّ، فقد ارتفع متوسط دخل الفرد السنوي من (4002) دولار عام 1990 إلى (18391) دولارا عام 2013 حسب تقريري التنمية البشرية (1992، 2014)، فضلاً عن إنهاء المديونية التي وصلت إلى ما يزيد عن 42 مليارا عام 1990، وهذا ما كَبَّل أيدي المعارضين وعسكرِهم وجعل قدرتهم على الوقوف في وجه الإصلاح ضعيفة، فضلاً عن نزاهة ونظافة يد هؤلاء الإصلاحيين، وربطهم لشعبهم بماضيهم العريق من خلال إعادة رموزه التاريخية، هذا الدور الذي كان المُخَلِّص لأوروبا من عصور الظلام والفتن والتخلف الذي كانت تعيشه سابقاً. ومما يُحْسَب لهذا الحزب عودته لطبيعة المجتمع وأطيافه، ومحاولته إعطاء الحقوق لمكونات مجتعه عن التهميش والإلغاء والنكران، فهل يعقل أن يبقى مُكَوِّن من مكونات المجتمع مهمشاً بلا حقوق كـ(الأكراد) مثلاً!، هذه الأقلية التي يكفيها فخراً أنها أنجبت صلاح الدين رحمه الله مُحَرر الأمة والأقصى من أيدي الصليبيين، ولا أعتقد أن الخير معدوم لديهم حتى نعاملهم وكأنهم من مِلَّة أخرى لا يجوز أن يكون لهم رأي أو تمثيل، وقطعاً طبيعة الأمور والمصلحة تقول إنهم لن يقابلوا هذا الرجل وحزبه الذين أعادوا لهم بعضاً من حقوقهم بالعقوق ونكران الجميل أبداً، وهذا هو عهدنا بهذه القومية التي كان لها دور بارز في قرون الأمة الماضية، وستثبت قابلات الأيام ذلك إن شاء الله. والسؤال إلى متى ستبقى خصوماتنا تهدف إلى إلغاء الآخر ووأده وتدميره؟!، ومن الذي سيجني ثمار هذه السياسات والسلوكيات، ألا يمكننا تعظيم الإيجابيات، والتنبيه على الخلل لإصلاحه والترميم بدل التهديم، والنُصح بدل الردح! ولماذا لا يكون التقويم والتقييم على الإنجاز دون الانحياز، وهل يُعْدَم الخير فيمن يخالفك الرأي، ولماذا لا نحتكم إلى تاريخنا وعقيدتنا ومصالحنا، نجمع ولا نطرح، نُعَظم ولا نُقَسِّم، لماذا لا نحتكم إلى الأغلبية ونتنازل عن رأينا لنكون مع أمتنا ومجتمعاتنا يداً بيد، وهل المعركة معركة نكون أو لا نكون حتى يكون عنوانها (معي أو ضدي) كما قالها الهالك بوش، وهو لا يعني الشعب الأميركي قطعاً، حيث تنازل لخصمه عن الرئاسة بفارق ضئيل. أعتقد أن تركيا كدولة هي الرابح، وما أنجزه أردوغان وحزبه على كافة المستويات مفخرة لتركيا وللأمة الإسلامية، وحتى لو كبا الحصان كبوة فستكون أوبته لما فيه مصلحة شعبه وأمته، ونطمح أن نستمر بالنظر إلى هذه التجربة الواعدة بعين الأمل، وكلنا يقين بأن مستقبل الأمة المُشْرق آت لا محاله، وإن غداً لناظره قريب بإذن الله.