23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مفزعون والشكوى لغير الله مذلة

كثير من الأمهات جلسن مع بناتهن البارحة ليس في سهرة رمضانية يملؤها الود والخير والأنس العائلي بل جلسة يجتاحها الالم والرعب وكثير من الاوامر الصارمة بمنع الخروج وتقنينه في غير نطاق العائلة وصحبتهم ولو كان ذلك الى الدكان آخر الشارع! كثير من الأمهات لم ينمن البارحة ليس احياء للليل ولكن رهبة من مشهد تخيلي وسؤال مرير لا يملكن الا ان يفكرن به وهو ماذا لو كانت المخطوفات بناتي؟ لقد ذقنا المرارة والالم عن بعد فنحن مجتمع ما زال في اغلبه يعرف للاناث حرمتهن وما زال اصحاب النخوة والقلوب اليقظة يشعرون ان بنات حواء حرز وشرف تهون دونه النفوس! كثير من الامهات احتضن بناتهن بشدة اكبر البارحة حضنا ممزوجا بالحب وكثير من الفزع والإشفاق، فزع لن يذهب بمجرد العثور على الفتيات بخير، كما ندعو، فالأمان ان اهتز في النفوس لا يعود كما كان بمجرد انتهاء اسباب الخوف، فالخوف يحفر عميقا في شرخ النفس الانسانية ويحتاج العلاج الى سنوات حتى يُنسى الشعور وتختفي الذكرى بالرغم من انتقاداتنا الواسعة لحالة التردي المجتمعي الذي نعيشه الا أننا ما زلنا نستطيع ان نقول ان بلدنا عموما يعيش في حالة أمن وأمان! هذا الأمن والأمان الذي ضحينا بالحرية والكرامة والحقوق لأجل الحفاظ عليه ولا ان نتحول الى مثل دور الجوار حيث لا ارض تقينا ولا سماء، خوفونا بكل هذا فسكتنا لأجل الامن والامان الذي ما دام بل وضربنا انتهاكه في اعز ما نملك بخطف بناتنا في وضح النهار في منطقة مزدحمة تعج بالحركة والناس!!! كيف حصل هذا والشرطة ينتشرون في الشوارع حتى الفرعية منها؟! الطامة ان لا احد نشكو اليه فأصحاب الولاية لو كانوا يقومون بدورهم لما وصلنا الى هذا الحال!! أصحاب الولاية لو كانوا يقومون بدورهم لما انتشر التعدي على القانون بحيث نسمع كل يوم بالقبض على مطلوب خطير واصحاب سوابق فنفرح بذلك دون ان نتسائل كيف اصبح مجتمعنا مفرخة لمثل هؤلاء وكيف يتكاثرون دون رقيب؟! المسؤولون واصحاب الولاية لن يحسوا في ابراجهم العاجية بمشاعر الاهالي والامهات والاباء، لن يحسوا بنا ونحن نربي اولادنا كل شبر بنذر، ونجتهد لاجلهم ونصلي لاجلهم وندعو لهم ، لن يحسوا بتهجد أم ولسانها مختلط بدموعها يلهج بحفظ اولادها، لن يحسوا بأب يكد ويتعب ليؤمن لاولاده حياة وتعليما كريما، لن يعرفوا دواخل العائلات الاردنية الفاضلة التي لم تستثمر في شيء سوى اولادها وأفنى الام والاب حياتهما من اجل ذريتهم، لن يشعروا فالاسر في الطوابق العليا اغلبها مفككة ولكنها تتماسك في العلن وللصور الرسمية وهي محمية بجندي ينتصب دائما امام البيت!! لا ليس كل المواطنين سواء وليس الانسان اغلى ما نملك فلو كانت الفتاتان المخطوفتان ابنتا مسؤول مهم لوقفت البلد على قدم ووجدناهما ولو كانتا في اعمق بئر ولكن المواطن العادي يجب ان يموت الف مرة في انتظار نتيجة غير معروفة!! مصيبة ان نكتشف ان ظهورنا مكشوفة ولقد ظنناها مسنودة محمية، مصيبة ان نمشي في الشارع واقدامنا تتقدم للامام ووجوهنا تستدير الى الخلف حتى نتبين من خلفنا، مشكلة ان نصبح اسيرين لهواجس الخوف فنعتقل انفسنا في دوائر مكانية ضيقة بدل ان تكون لنا شوارع بلدنا كلها وازقتها ارضا آمنة رحبة طاهرة!! هو الشذوذ عندما نفتح المجال ينتشر بأشكال مختلفة وتتعدد جرائمه ونصبح كلنا اهدافا محتملة!! هو الشذوذ اذا انتشر واستفحل لن يصمد له الدين والاخلاق والحشمة! يروى ان امراة عجوزا دخلت على احد الامراء وشكت له سرقة ماشيتها بينما كانت نائمه فقال لها الامير مؤنبا :كان عليك ان تسهري على مواشيك ولا تنامي فرمقته العجوز بعينها قائلة ظننتك ساهرا علينا يامولاي فنمت مطمئنة البال نحن حتى لا نملك من نرفع اليه مثل هذه الشكوى!! اللهم انا نستودعك شيماء وجمانه يا من لا تضيع عنده الودائع.