22.78°القدس
22.48°رام الله
21.64°الخليل
25.94°غزة
22.78° القدس
رام الله22.48°
الخليل21.64°
غزة25.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: أسطول الحرية إذ يؤسس علمًا جديدًا: إدارة نفايات الضمائر البشرية

تسع سنوات تمر اليوم كأعتى كوابيس الحياة على أطفال ونساء وشيوخ وحوامل ومرضى وطلاب علم وأناسي كثيرة؛ فلم يسلم من بطشهم البشر ولا الشجر ولا الحجر؛ حتى تغلغلت جراثيم حصارهم في كل مسامات الحياة وكل تفاصيلها من دقيقها إلى عظيمها، ومازالت غزة تخضع لحصار ظالم جائر مجرم قاتل للمستضعفين من الولدان والنساء، ومن لف لفيفهم، يشارك فيه كثيرون من العجزة يتسلون بممارسة القتل البطيء، ممن دفنوا ضمائرهم في مكبات نفايات مخصصة للضمائر البشرية، حتى إن ذلك قد يحرض اليوم أو غدًا علماء السياسة والاجتماع على التحرك معًا لتأسيس علم جديد "علم إدارة نفايات الضمائر البشرية". تأتي هذه المقدمة القصيرة المملوءة غضبًا لهذا المقال ليس استهتارًا أو استهزاء بما تعانيه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين من أمراض صناعية مخطط لها لتكون أداة قتل وسيطرة على شعوب العالم، بل إنها نوع جديد من التفكير السياسي أو الاجتماعي أو كليهما بشأن "النفايات السياسية" و"نفايات الضمائر البشرية"؛ لكي يبدع علماء السياسة والاجتماع وعلوم أخرى في تشخيص الحالة كأنواع النفايات وجمعها ونقلها وتصنيفها وأهميتها وإدارتها وتدويرها ولعنها وقهرها إلخ. كل ذلك وأسطول الحرية الثالث يمخر طريقه في عباب البحر المتوسط، ووسط الأمواج العاتيات العاليات، وعلى متنه أبطال من مختلف دول العالم من سياسيين وبرلمانيين وأكاديميين وشخصيات اعتبارية أخرى، يوجهون رسالة إلى هذا العالم الظالم الذي يحاصر بكل همجية دون أدنى قدر من الإنسانية وبكل عنصرية ما سبقها مثيل على مدار حياة البشر، دون أن يتحرك أحد سوى نفر قليل يشعرون بحاستهم الإنسانية كم هو كبير حجم هذا الظلم الذي يمارسه النظام العالمي الجديد، نظام العولمة، نظام التآمر على الضعفاء، نظام الوقوف مع القوي وقهر الضعيف، النظام الذي يحرم ما يقارب مليون وثمانمائة ألف فلسطيني في غزة أدنى حقوقهم الإنسانية؛ بتآمر الأعداء والإخوة والخصوم والأصدقاء، وكل من دب على الثرى إلا من رحم الله، وقليل ما هم. غزة تدرك إدراكًا يقينيًّا أنها منتصرة في نهاية المطاف؛ لأنها لا تطلب سوى حريتها ولا تطلب من عالم يحاصرها سوى أن تعيش بكرامتها، لك الله _يا غزة_ وأنت تعاندين الجلادين بكل أنواعهم وأخلاقهم الفاسدة زمانًا ومكانًا، ولا تتراجعين عن ثوابتك قيد أنملة، غزة تدرك وهي تغوص في أعماق التاريخ أنها بثقافتها وفكرها وإرادتها وتحديها أنها قد صمدت شوكة في حلق كل من غزاها حتى تركها يائسًا بائسًا مذمومًا مدحورًا، غزة لها من اسمها كل النصيب إذ غزت وتغز كل الغزاة عبر الأجيال المتلاحقة في مسار التاريخ؛ فلا تلين لها قناة ولا تستكين لها روح. غزة تصعد دائمًا نحو العلا في عنان السماء بما تملك من إرادة الحق والإيمان غير هيابة للصغار والصعاليك والمهلكين الذين يحاولون المس بإرادة الحياة لديها، غزة تمنح الحياة بصناعة إكسير الحياة دمًا فواحًا ومسكًا وطيبًا يتناثر أريجه في كل بقاع الجغرافيا نورًا وشهدًا وشهداء، شهداء قضوا ظلمًا لأنهم لا يجدون علاجًا أو دواء تحت سكاكين وجدران الحصار، وأخاديد ودهاليز الأرض والسياسة والاقتصاد والمال والتآمر معًا. كل التحية للأبطال الذين يركبون البحر، ويتجشمون المعاناة ويعانون التعب والإرهاق؛ إرضاء لضمائرهم الطاهرة وأرواحهم النقية وقلوبهم الرحيمة ونفوسهم الراقية، الذين تركوا أسرهم وبيوتهم وبلادهم وأرضهم كي يوقظوا ضمائر أبت إلا أن تموت وتدفن في أسوأ وحل وأرجس مستنقع عرفته البشرية، ذاك مستنقع الضمائر الميتة. لك الله يا غزة، لك الله يا فلسطين؛ فلا تجزعي لأن النصر حليف من قاتل وعاند وصمد وصابر وصبر.