29.97°القدس
29.74°رام الله
26.87°الخليل
31.07°غزة
29.97° القدس
رام الله29.74°
الخليل26.87°
غزة31.07°
الإثنين 21 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

خبر: بالصور: شهداء لا زالوا حاضرين على موائد الإفطار

يحاول ذوو الشهداء الفلسطينيين، وخاصة ذوو شهداء معركة "العصف المأكول" الذين ارتقوا في شهر رمضان من العام الماضي، ممارسة طقوس يومية تعودوا مشاركة شهدائهم إياهم على موائد الإفطار.


فعلى موائد إفطار الصائمين لا تزال الدموع والدعوات تسبق التمور وشربة الماء، على فقدان الأحبة، ودعوات بأن يكرمهم الله بعظيم فضله وفردوسه الكريم.

موائد الدموع لا الإفطار


(هذا المكان لبابا فريد لما يرجع) بهذه الكلمات بدأت الطفلة سراء "7سنوات" ابنة الشهيد فريد أحمد من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عندما همّت بتناول طعام الإفطار في اليوم الأول من شهر رمضان الكريم.

الشهيد فريد أحمد في رمضان المنصرم



وعادت الطفلة سراء في ذاكرتها إلى رمضان الماضي، حيث اختصها والدها الشهيد بالجلوس في حضنه، قائلة :(كنا معتادين على الإفطار في رمضان بوجود أبي، لكن الصاروخ الإسرائيلي قضى على هذا الشيء الجميل إلى الأبد).

ولأن الحرب الأخيرة وسابقاتها زرعت الألم في كل بيت فلسطيني، لا تزال عائلة الشهيد نضال بدران تعيش آلام زادت في قسوتها عن باقي الأسر، فعلى الرغم من مرارة فقدان الأب، إلا أن آلام الإصابات لا تزال تلازمهم، حيث تعرض منزلهم لقصف مدفعي إسرائيلي خلّف فيهم إصابات بالغة وتشوهات كبيرة لا يزال الطب عاجزا عن علاجها.

الثلاثون من شهر يوليو الماضي سيظل محفورا في تاريخ عائلة بدران المكونة من تسعة أفراد، حيث باغتهم صاروخ إسرائيلي وهم نيام جميعا، ليستقر في غرفة نوم أطفالهم ويصيب سبعة منهم بجراح مختلفة، أقساها كان الطفل محمد، الذي فقد بصره ونطقه وشوهت معالم وجهه البريئة.

وعلى مائدة الإفطار لا تزال عائلة بدران تعاني من لوعة فراق الوالد على، إضافة إلى استمرار معاناة العائلة مع الإصابات التي لا تزال تعيق ممارستهم حياتهم بشكل طبيعي خلال رمضان وباقي شهور العام.

أطفال ينتظرون الشهداء


لا تزال دينا (3 أعوام) ترقب عودة والدها الشهيد محمد جمال هارون الذي استشهد في اليوم الأخير من شهر رمضان الماضي، حيث توعدت دينا والدها بالضرب لتأخره بالعودة إليهم، وغيابه عنهم لمدة اقتربت من العام.

الشهيد محمد هارون



تحتضن دينا صورة والدها بشكل شبه اليومي، وتأمل أن يجالسها موائدهم وحياتهم، لكنها ما علمت أن الغائب استقر عند ربه، لتعيش حياتها يتيمة لم تشهد من والدها إلا عامين سيظلا محفورين في ذاكرتها البريئة.

وفي ذات السياق تنادي الطفلة هيا "عامين" ابنة الشهيد زهدي أبو الروس عمها محمد بـ"بابا" فهي لم تعِ والدها الشهيد كونها كانت أقل من عام لحظة استشهاده.

وتحاول عائلتها تعويضها بغياب والدها بمزيد من الاهتمام والرعاية اللازمة كي لا تشعر بأي نقص أو تقصير، حيث لا يزال مكان الشهيد زهدي فارغا على موائد الإفطار كونه شهد مع عائلته جميع أيام شهر رمضان الماضي، وارتقى شهيدا بعد أيام معدودة من الشهر الكريم.

عائلة الشهيد زهدي أبو الروس



ويشير شقيقه محمد إلى أن مكان الشهيد زهدي لا يزال محفوظة على مائدة الإفطار، سعيا منهم للبقاء على ذكراه، ولصعوبة مرور رمضان الأول بغيابه الدائم عنهم.

وتمنى محمد أن يلهم الله ذوي الشهداء الصبر على غياب شهدائهم عن موائد الإفطار، مؤكدا على أنها لحظات صعبة يتعرض لها ذوي الشهداء بشكل شبه اليومي، ومطالبا الجميع بالوقوف إلى جانب ذوي الشهداء معنويا، ومواستهم بالطريقة التي تشعرهم بعظيم التضحيات التي رحل من أجلها شهداؤهم.