17.79°القدس
17.55°رام الله
16.64°الخليل
20.95°غزة
17.79° القدس
رام الله17.55°
الخليل16.64°
غزة20.95°
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
4.55جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.56

خبر: حوَّاء "الأنيقة".. هل الزَّواجُ يُغيِّرها ؟

كثيرٌ من الصبايا من تتصف بأناقة هندامِها وترتيب حجابها ولمعان حذائها وطِيبِ رائحتها ونقاء بشرتِها، وما إلى ذلك من أمور تخص أناقتها بحيث لا تمرّ على أحد إلا ويقول:"ما شاء الله"!.. ثم ما أن تتزوَّج يجزمُ الجميعُ أنها ستزدادُ أناقةً ودلالاً.. بالمقابل، تتغيَّر بعض النساءِ في كثيرٍ من الأحيان فتختفي معالم الأناقة التي لطالما لفتت انتباه الجميع وتُطمَسُ معالمُ الاهتمام البارز بالمظهر الخارجي.. سؤالٌ راودَ "فلسطين": ما السبب في هذا الاختلاف؟ دعنا عزيزي القارئ نُعرِّفك إياه في تقريرنا التالي: المُهندِسة أم مجد ياغي -37 عاماً- أم لأربعة أطفال.. سيدةٌ لم أرَها يوماً إلا بكامل أناقتِها، سألتْها "فلسطين": "هل الزواج يغير في أناقة المرأة؟" تبتسم وتردّ:"ليس الزواج الذي يغيِّر فيها إنما تبِعات الزواج من مسئولية وواجبات هي التي تغير فيها، إذ تصبح اهتمامات المرأة أكبر من مجرَّد اهتمامٍ بأناقة مظهرِها، فيتوزع اهتمامها ووقتُها على الزوج والبيت والأولاد وأحياناً العائلة وربما العمل أيضاً إن كانت موظَّفة"، وتضيف:"كما أن السنّ له دور في هذا التغيير إذ في سن المراهقة تركز الفتاة على مظهرها الخارجي، وقد يختلف الأمر في مرحلة الجامعة فيتوازن اهتمامها الشكلي مع اهتمامها بدراستها ولا يطغى أحدهما على الآخر، وهذا ينطبق على ما بعد الزواج وقبله". [title]طمأنينة[/title] بينما ترى مُعلمة التربية الدينية رجاء النجار أن الزواج يمثل للمرأة هدفاً أسمى من أي شيء، فتقول:"قدرٌ كبيرٌ من الاستقرار سيشمل حياة المرأة لمجرد أنها أصبحت زوجة، فيحقق لها الزواجُ إرضاءً نفسياً وسعادةً حقيقية، ولهذا فإنها قد تسترخي لحدٍّ قد يجهل معه من حولَها ومنعها ويظنّ أنه إهمالِ لنفسِها، لكنه بالحقيقة ليس إهمالاً عن عمد، بقدر ما هو قدرٌ عالٍ من الطمأنينة وضمان ثبات العلاقة واستقرارها، حيث لا ضرورة للمظاهر الشكلية ولا حاجة أيضاً لإبهارِ من حولِها بمظهرِها وشدة أناقتِها". وتتذكَّر السيدة حنان حماد -34 عاماً- كيف كان الوقتُ يضيع منها طويلاً وهي تقف أمام المرآة وكلها حرصٌ على أن تخرج لجامعتها بكامل أناقتِها.. حجاب مُرتَّب وجلباب مكوٍ وحذاء مُلمَّع وحقيبة متناسقة .. إلخ؛ لم تكن تهتمّ إن ضاعت المحاضرةُ كاملةً من أجل أن تخرج لا ينقص من أناقتها شيء، بينما اليوم فحسب قولها: "بعد أن تزوَّجتُ واستلمتُ عملاً أيضاً فإني إن تأخرتُ عن عملي نصف ساعةٍ مثلاً خُصِم من راتبي ما يساويها، فأضطر أن أخرج حتى إن لم أكن بذات الأناقةِ القديمة.. المهم أن ألحق بركب الموظَّفين". أم رهف -24عاماً- لم تكن تتخيَّل أن تتعرَّض لنفس الموقف الذي لطالما اعترضت عليه قبل زواجها بفترةٍ قصيرة، فلترَ عزيزي القارئ تلك المواقف.. [title]عباءة مغبرة![/title] وعن اعتراض أم رهف؛ فقد تمثَّل في السؤال التالي: "كيف تحتمل المرأةُ أن تخرج من بيتِها وغبارٌ وعلاماتٌ بيضاءَ تغطِّي أجزاءً كثيرةً من عباءتها؟!" أما عن الموقف الذي تعرَّضت له، فقد منَّ الله عليها بطفلٍ جميلٍ ملأ حياتَها حباً وأمومة، ويوماً بعد يومٍ كبُر الطفلُ وصار يمشي خطواتٍ قليلة، وحين خرجت ذات يومٍ من بيتِها تحملُه؛راح يبكي ويسحب نفسه من حضنِها فأُجبِرت أن تنزله ليمشي على الأرض بضع خطواتٍ، تقول:"تركته يمشي تلك الخطوات ثم حملتُه ثانيةً، وعينك ما تشوف إلا النور.."، "ماذا حدث؟" ترد:"علامات حذائه البيضاء المُغبّرة ملأت عباءتي تماماً، والمشكلة أني لم أنتبِه لتلك العلامات إلا بعد وصولي للمكان الذي قصدتُه، وقتها تذكرتُ كيف كنتُ أعترض على النساء، وكيف أني اليوم لا أختلف عنهنّ". [title]ورطة![/title] بينما ريم -27 عاماً- تقول:"كنت في زيارةٍ لأهلي، وبعد مغادرتي وسيري بضع خطواتٍ أحمل طفلتي أُصيبَتْ الصغيرةُ بغثيانٍ على ما يبدو بعد أن شربت زجاجة الحليب! وفجأة كان كل ما شربته مُرجَعاً على جلبابي، وأين أذهبُ وقتَها؟!"، تضيف:"حمدتُ الله كثيراً أني لم أبعد كثيراً عن بيت أهلي وإلا لاشمأزَّ الكثيرون من وضعي". تقول ريم:"قبل أن أتزوَّج لم أخرج يوماً إلا بكامل نظافتي وأناقتي، لكن الإنسان قد يتعرض لمواقف فيظهر بموضع غير إيجابي رغماً عنه، وهذا ما حدث معي". [title]أطفالي"لخموني"..[/title] موقفٌ آخر مع المُعلِّمة زينب أبو راس -32عاماً-.. "السيارةُ أعلنت "زامور" التأخير أسفل البيتِ تنتظر نزولي، وأنا لم أنتهِ بعد من تحضير "الساندويش" لابني الذي لم يعجبه الخيارات المتعدِّدة التي عرضتها عليه، ووسط "لخمة" التأخير وضع صغيري الرضيع يده في صحنِ طحين مغموسٍ بالماءٍ كان بجانبه، ثم احتضنني دون أنتبه ليديه، وهرولتُ مسرعةً إلى السيارة" أحمل الرضيع والآخر أمسك بيدِه وتنفست الصعداء بوصولي إلى السيارة". تواصل:"في المدرسة راحت المعلِّمات يضحكنَ لحالي البائس وظهري الذي تملؤه أصابع الطحين بالماء، فهل يا تُرى أني أهملت نفسي بزواجي؟" ثم تجيب نفسَها": على العكس ولكن الظروف التي نمر بها تؤدي لإهمال النفس أحياناً، ومسئولية الأولاد لها دورٌ كبير في هذا الأمر". [title]ضرورة تفهُّم الزوج[/title] وحين سألنا السيدة المتقاعدة أم وائل بركات التي قاربت في عمرها الستين، تقول:"أفنيتُ عمري من أجل تربية أولادي أفضل تربية ولأجلهم، ولا أنكِر إن قلتُ أني فعلاً أهملتُ نفسي، فآثرتُ ألا ينقص عليهم شيءٌ حتى إن نقص عليّ"، وتضيف:"على أيامنا كنا نتوظف في سن -18- أو -20- تقريباً، وكنت أصرف كل راتبي على نفسي وأناقتي وأغراضي، ولكن حين تزوَّجت أصبح كل مالي لأولادي وبيتي، بالتالي كنت أشعر ببعض الإهمال تجاه نفسي". وتتبع: "الجميل في الأمر أن زوجي لم يكن يُعقِّد الأمور حين يشعر ببعض الإهمال بل كان يسعى لمساعدتي دوماً سواء في تربية الأولاد أو تدريسهم أو حتى أمور البيت، وهذا ما سهَّل الأمر لي فلم يكن كثير الشكوى كبعض الرجال الذين لم يفهموا بعد معنى الأم المضحية، لكن حين كبر أولادي وسلمت الأمانة لأزواجهم، وعندما أرى ثمرة اهتمامي بهم ومدى حبهم لي أشعر برضا كبير عن نفسي وعُدتُ لأناقتي من جديد وإن أصبحتُ حاجةً كبيرة في السن، فهذا لا يمنع أن أكون أنيقة مرتبة، فالشخص لابد أن يعود لأصله وحقيقته حين تُهيَّأ له الظروف".