في جريمة جديدة يقدم عليها غلاة المستوطنين المتطرفين، استشهد رضيع طفل فلسطيني يبلغ من العمر عام ونصف فقط، بعد إصابته بحروق شديدة، بعد أن تعمد مستوطنون من جماعات ما يعرف بـ"تدفيع الثمن" حرق منزل عائلته، فجر اليوم الجمعة، في قرية دوما جنوبي نابلس.
وأكدت مصادر طبية لمراسل "فلسطين الآن" النبأ، مشيرة إلى وصول الطفل علي سعد دوابشة -18 شهرا- إلى المستشفى وقد فارق الحياة جراء إصابته بحروق من الدرجة الأولى، في حين أن شقيقه أحمد -عامين ونصف- ووالده ووالدته مصابون بحروق ما بين متوسطة وخطيرة.
وقال صحفيون متواجدون في المكان إن الحريق أتى على غرفتين بالكامل، ما أدى لإصابة جميع أفراد الأسرة وعددهم 4، حيث تعرض المنزل للرشق بزجاجات حارقة من مستوطنين جاءوا من المستوطنات المجاورة.
ويأتي الحادث بعد يومين فقط على هدم الاحتلال لمنزلين أقيما في مستوطنة "بيت ايل" برام لله، بمقابل وعود من حكومة الاحتلال ببناء 800 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة والقدس المحتلة.
منزلان احترقا
ونُقل عن مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية قوله إن عددا من المستوطنين من عدة مستوطنات مجاورة للبلدة وتحديدا مستوطنتي "يحي، و"يش كودش" هاجموا منزلين يقعان على بعد عشرات الأمتار من مدخل القرية بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية مثل "الانتقام " و"انتقام المسيح"، ما أدى لوقوع كارثة تمثلت باستشهاد طفل وإصابة أفراد عائلته.
ولفت دغلس إلى أن المنزل الثاني يعود للمواطن مأمون رشيد دوابشة، إذ أتت النيران على جزء منه.
الناشط في مقاومة الاستيطان عمر حمزة قال إن "القرية استيقظت قبيل الفجر على أصوات صياح تكبير، وعلى الفور سارع العشرات لمعرفة مصدر الصوت، وإذا بالنيران تلتهم منزلين متجاورين، مؤكدا أن مواطنين شاهدوا عددا من المستوطنين يفرون تجاه مستوطنة "معالي افرايم" المقاومة في جزء منها على أراضينا".
معاينة المكان
وحضر ضباط من الارتباط العسكري الإسرائيلي ومن شرطة الاحتلال، الذين عاينوا المكان وأخذوا شهادات من بعض المواطنين.
وليست هذه الحادثة الأولى في قرى جنوب نابلس، المعروفة بتواجد مكثف للمستوطنين من جماعات "تدفيع الثمن"، في المستوطنات المقاومة على أراضي المواطنين هناك.