تضمن التقرير السنوي للأمم المتحدة ثلاث نقاط رئيسة: الأولى/ حصار غزة (عقاب جماعي) للسكان، ويؤثر على كافة جوانب الحياة، والوسائل المعيشية لا تزال محدودة. الثانية/ سكان مدينة القدس باتوا منعزلين عن الضفة أكثر في عام 2011م مع ارتفاع عمليات الهدم والطرد وعنف المستوطنين وقيود مشددة على الحركة. الثالثة/ مطالبة (إسرائيل) باحترام حقوق الإنسان الأساسية بموجب القانون الدولي، وثمة حاجة للتقدم في عملية السلام. هذه نقاط ثلاث مهمة توصّف واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال في عام 2011م، وتتضمن إدانة (أممية) لا لبس فيها للاحتلال الإسرائيلي في غزة والقدس والضفة. غزة تقاسي عقوبات جماعية مجرّمة في القانون الدولي، والقدس معزولة عن محيطها الفلسطيني العربي، وعمليات التهويد مستمرة، وحالة حقوق الإنسان الفلسطيني منتهكة ويعتدى عليها يوميًا. كلام الأمم المتحدة جيد، وواقعي، وقانوني، ولكن السؤال الحائر دومًا في الفعل الفلسطيني: وماذا بعد؟! أي ما هي الخطوة العملية الميدانية التالية؟! لا أحد يملك الإجابة، لأن التقرير يتعلق (بإسرائيل)، وهي دولة فوق القانون الدولي؟! في خطوة فلسطينية ( نظرية – كلامية) أيضًا طلب مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة بعقد جلسة علنية لمجلس الأمن الأربعاء المقبل لبحث تصاعد الاستيطان، وتقرير الأمم المتحدة حول الحقوق الإنسانية للفلسطينيين بحسب التقرير المذكور: دعوة المندوب الفلسطيني تحظى بدعم (120 دولة) من عدم الانحياز، وهذا أمر جيد، ولكن ما هو بائس وغير جيد أن نبقى – نحن الفلسطينيين – نطحن الكلام، دون دقيق أو عمل. لا نطلب من مندوب فلسطين التوقف عن الإفادة من سلاح الكلمة، ومن منبر الأمم المتحدة، ولكن مطلوب منه، ومن سيده في السلطة خطوة عملية واحدة في ميدان رام الله، والقدس، والضفة. ما هية هذه الخطوة لا تخفى على كل من يتخوف الاستيطان والتهويد. هي تخفى على من آمن بالتنسيق الأمني، ورأى أن الحياة مفاوضات، وأن للمقاومة فقط الزنازين الانفرادية، أو الاغتيال بالتعاون مع (الزنانات)؟! أحمد قريع قائد كبير في فتح وفي م ت ف، وهو رئيس دائرة شئون القدس في م ت ف، وهو يتحدث في ندوة مؤخرًا: "إن الاستيطان يفتك بفلسطين وسط تسامح دولي معيب"، وقال: "لا يوجد كلمة في القاموس السياسي المعاصر أشد وحشية من مفردة الاستيطان". وقال: "الاستيطان العنصري سرطان مدمر". ما قاله (قريع) جيد، وأكثر من جيد في عملية الوصف والمعركة الكلامية، ولكن ما هو ناقص وليس جيدًا أن تنتهي القيادات الفلسطينية عند ما انتهى إليه مراقب الأمم المتحدة في تقريره الدولي. نصف قرن نخوض معارك كلامية بلغة وصفية بليغة، وعشرين عامًا من المفاوضات كلها معارك كلامية، وبلاغة وصفية، وقد آن الأوان أن تقرر القيادات الفلسطينية (خطوة عملية)، (إسرائيل) قالت: (تقرير الأمم المتحدة لا قيمة له، وهو تقرير رفّ، والمأساة اللا إنسانية موجودة في الصومال وليس في غزة)؟! كل هذا يدعو إلى خطوة (عملية). لا يوجد فلسطيني حرّ يقبل بالكلام دون العمل؟! المطلوب خطوة صغيرة عملية؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.