11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
14.72°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة14.72°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: جواز السفر.. الحق المسلوب للغزي المظلوم

عجبا لحال حركة فتح ، وعجبا لطريقة تفكيرهم ، وعجبا لأساليب الابتزاز الذي يبتكرونها ، ما بالهم ما عادوا يفكرون ، وبالمصالحة لا يكترثون ، وبمصالحهم حريصون ، ولحقوق شعبهم ظالمون . أزمة جوازات السفر في قطاع غزة أوشكت على الأربعة أعوام ، وسط جهود كبيرة لإنهائها ، لأن جواز السفر حق يكفله القانون لكل مواطن ، ويحرم ويجرم من يمنع أي مواطن من الحصول عليه ، غير أن حكومة رام الله ارتأت لنفسها أن تجعل هذا الحق ورقة ضغطة لتحصل من خلالها على كسب مواقف جديدة . ولعل المتابع جيدا لهذه القضية يدرك وبسرعة أن جواز السفر حلال على البعض وحرام على الآخر، بمعنى أنه إن كان لك ما يعرف بفيتامين " واو " الواسطة فالحصول على الجواز أوهن من بيت العنكبوت، حتى أن بعض منتسبي الأجهزة الأمنية والمستنكفين عن العمل في قطاع غزة امتهنوا من أزمة الجوازات مهنة جديدة، عنوانها الرشوة مقابل الجواز، وذلك بالتنسيق مع موظفين من رام الله . [title]حلول على الورق[/title] وفي هذا السياق، عبر المواطن الغزي عن سعادته بالاتفاق الذي حدث بالقاهرة خلال جولات المصالحة نهاية العام المنصرم، والذي نص على إنهاء أزمة جوازات السفر، والبدء فورا بمنح أي مواطن هذا الحق ابتداءً برام الله، ومن ثم بدء إصدارها في غزة، كما جرت العادة على ذلك . غير أن هذا الاتفاق لم يعد إلا مجرد حبر على ورق، وبعد نحو شهر من الاتفاق على تطبيقه ما زال حتى اليوم الأحد 22-1-2012 رفض منح هذا الحق لبعض المواطنين بحجج أمنيه واهية، حيث أكد بعض المواطنين الذين رفضوا ذكر أسمائهم حتى لا تزيد مدة منعهم لهذا الحق لـ "فلسطين الآن" أنه تم رفض جوازاتهم من قبل جهاز المخابرات والأمن الوقائي في حكومة رام الله، تحت أسباب أمنية ، دون ذكرها أو الإفصاح عنها . [title]الاتفاق معلق[/title] وفي هذا السياق أشار مدير إدارة الجوازات في وزارة الداخلية في قطاع غزة وسام الرملاوي إلى أن حكومة رام الله لم ترد إلى الآن بشأن الاتفاق القاضي بعودة 26 من الموظفين المستنكفين للعمل بدائرة الجوازات في غزة لحل الأزمة وفق ما اتفق عليه ضمن لجنة الحريات . وأشار الرملاوي في تصريح صحفي إلى أنّ الاتفاق بات معلقا برد من حكومة رام الله بعد أن أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة موافقتها على المقترح الذي قدمه ممثلا حماس وفتح إسماعيل الأشقر وهشام عبد الرازق أعضاء لجنة الحريات المنبثقة عن اتفاق المصالحة . وفي حال تمت موافقة حكومة رام الله على المبادرة، أوضح الرملاوي أن الموظفين سيعودون مباشرة للعمل في مبنى مؤهل فنيا، تتوفر فيه الحواسيب والمعدات اللازمة للطباعة وكل المستلزمات الأخرى . ونوه إلى أن الموظفين العائدين سيعملون ضمن فريق العمل الموجود في غزة، وبإجراءات توافقية بين غزة والضفة . [title]تفاؤل مفرط من البرغوثي[/title] أما النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي فأبدى تفاؤلا مفرطا في أزمة جوازات السفر، حيث خرج مطلع هذا الشهر بتصريح صحفي أكد فيه انتهاء أزمة جواز السفر بشكل كامل ، قائلا : " لجنة الحريات العامة أبلغت بأن بإمكان أي مواطن الحصول على جواز سفر عبر التقدم إلى مكاتب الداخلية وانه لم يعد هناك احد ممنوع من هذا الحق الدستوري " . غير أن هذا التصريح بات نقطة سوداء في إنهاء هذه الأزمة ، حيث أنه كلام على ورق، ومجاملات لم تترجم إلى التطبيق على أرض الواقع. وخلال تصريحات سابقة من الشهر الحالي أكدت وزارة الداخلية في غزة على أنه لم يحدث أي تقدم في أزمة الجوازات، مشددة على أن كل التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام عن انتهاء هذه الأزمة غير صحيحة . ورهنت الوزارة إتمام المصالحة بإنهاء هذا الملف، وقالت بأن إنهاء مظاهر الانقسام تتم بإنجاز قضية جوازات السفر بشكل كامل ، مشيرة إلى أن المصالحة تحتاج إلى تطبيق عملي على أرض الواقع . وأمام ما تقدم، وبين الاتفاقات المعلقة، والحلول المرتقبة، والرفض المتواصل، يبقى المواطن الغزي ضحية، ويبقى كذلك محروما من أبسط حقوقه في الحصول على جواز سفر، ويبقى حال المرضى والطلاب معلقا إلى حين الوصول إلى حلول عملية، تعيد الأمور إلى سابق عهدها، وتؤكد على وحدة الوطن الفلسطيني الواحد .