خبر: إسرائيل تفاوض حماس عندما ..
23 يناير 2012 . الساعة 04:04 م بتوقيت القدس
تدور الصراعات في عالمنا في فلك ثلاثي يتمثل في نزاع ومواجهة ثم تفاوض أو محادثات ثم اتفاق ومعاهدة. ما نراه بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني , يُظهر سعيا حثيثا تبذله إسرائيل مؤخرا لجلب ممثلي السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات , هذا لأنها خلقت واقعا عند العالم أن مرحلة المواجهة في هذا الصراع قد انتهت , وهو الآن في المرحلة الثانية , مرحلة التفاوض من أجل إنهائه . إن عدم وجود المفاوضات يُرجع العالم إلى التساؤل: هل مرحلة المواجهة والتصادم في هذا الصراع انتهت أم لا تزال قائمة على أرض الواقع ؟, وهذا ما لا تريده إسرائيل . هذه هي أجندة إسرائيل للمحادثات مع السلطة التي تمثلها فتح . لكن لماذا لا تطبق إسرائيل هذا الواقع مع حركة حماس؟ . إن إستراتيجية التفاوض القائمة الآن مبنية على أن تكون إسرائيل هي ذات اليد العليا في تلك المحادثات . السلطة الفلسطينية ليس لديها أي أوراق ضغط لتطرحها على الطاولة في حال لقاء الجانبين. في المقابل , إسرائيل لديها كثيرا من تلك الأوراق , فهي تتحكم في كل شيء , حتى في أبسط تحركات السلطة ومسئوليها , وإصدار تصريح أمني لمدة شهرين فقط لرئيس السلطة خير دليل على ذلك . هذا فضلاً عن أموال الضرائب والمساعدات الأمريكية المرهونة بإشارة من إسرائيل. لقد أشارت بريطانيا على إسرائيل التفاوض مع حماس أكثر من مرة, ناصحةً بتطبيق تجربتها مع الجبهة السرية الإيرلندية , طبعاً على قواعد التفاوض الصحيحة من وجهة نظرهم , والتي تقوم على أن تكون إسرائيل هي الطرف الأقوى. مثل هذه الظروف لم تتوفر لإسرائيل حتى تقوم بتطبيق تجربة التفاوض البريطانية على حماس. خصوصاً بعد تجربة التفاوض معها في صفقة شاليط , فالحركة تؤمن أنها منتصرة وليست مكسورة الجناح . إسرائيل فشلت في حربها الأخيرة على قطاع غزة, ولم تحقق أياً من الأهداف التي أعلنتها بداية الحرب . بل على العكس أضرت إسرائيل بصورتها في كل العالم بقتل الأطفال والمدنيين , وخلقت تضامناً شعبياً وعالمياً مع القضية الفلسطينية . هذا الواقع تم تعزيزه ليكون في صالح حركة حماس من خلال ثورات الربيع العربي التي نددت بإسرائيل وهتفت لنصرة الشعب الفلسطيني . حماس استغلت هذا الواقع وأبدت نوعاً من البراغماتية والانفتاح بعد الثورات . بل وأصبح قادتها يتجولون في العالم ويجدون أصواتاً تناصرهم . حتى في قضية الوحدة مع فتح , وجدت حماس دعماً من أطراف دولية وأوروبية عديدة . هذا ليس لسواد عيونها, ولكن سعيا من تلك الأطراف لجر الحركة إلى مسار التحول الذي سلكته فتح , أو على الأقل أن تتأثر حماس بمواقف الأخيرة , فتصبح حركة سياسية بحتة . ولذلك تقوم الأطراف ذاتها بدعم فتح ومواقفها , وفي المقابل , تواصل حصار غزة وحماس . لذلك هم يطالبون إسرائيل بالتفاوض مع حماس . خلاصة القول , إن إسرائيل تتخذ مصلحتها كدستور أعلى . ففي حال توفرت شروط التفاوض المناسبة لها , و التي ذكرها بيردو في كتابه "مفاوضة الارهابيين" , فلن تتردد في دعوة حماس إلى طاولة اللانهاية " طاولة المفاوضات".