تبث قناة الجزيرة، الخميس المقبل في الساعة العاشرة وخمس دقائق ليلاً فيلماً وثائقياً جديدا يتناول خفايا التخطيط العسكري للعدوان الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي.
ويتطرق الفيلم إلى كيفية تعامل قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية مع عمليات المقاومة النوعية.
ويرصد الفيلم شهادات واعترافات لأول مرة يتناولها الجانب الإسرائيلي على الشاشة من خلال جنرالات حربه وقيادات عليا في جهاز الاستخبارات والمهام الخاصة الإسرائيلية "الموساد" وضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، بالإضافة إلى جنود وضبّاط إسرائيليين شاركوا في العدوان.
ويكشف الفيلم أنه مع مرور اليوم الخامس عشر من العدوان سرعان ما اتضح أن هذه المواجهة العسكرية الأعنف خرجت في قالب المغامرة الإسرائيلية بعيداً عن تحديد أية أهداف إستراتيجية سياسية كانت أو عسكرية من قبل رأس الحكومة الإسرائيلية، إذ أن قيادة الجيش كانت تعتبرها العملية العسكرية الخاطفة، ولم تتوقع أن تستمر لأكثر من خمسين يوماً.
تسجّل قيادات عليا في جهاز الاستخبارات والمهام الخاصة الإسرائيلي "الموساد" ومن أبرزهم "داني ياتوم" رئيس جهاز الموساد الأسبق، بالإضافة إلى ضباط في جهاز الشاباك فشل القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في تقدير قوة المقاومة الفلسطينية في غزة.
وسيتضمن الفيلم الاعتراف الإسرائيلي بصدمة الصف الأول في سُدّة القرار العسكري الإسرائيلي من حجم الأنفاق الهجومية في غزة واتساع امتدادها وصولاً إلى المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وسيوضح الفيلم أنه لم تصل لقيادات الجيش الإسرائيلي ولضباط الألوية الميدانيين أية أهداف محددة للعمل على تحقيقها من العدوان، بل إن الهدف الوحيد تم تحديده أثناء العدوان وهو تدمير أكبر قدر ممكن من الأنفاق كما جاء في شهادات جنود وضباط إسرائيليين من لواء "غولاني" ولواء "جعفاتي" شاركوا في العدوان الأخير.
ووفقاً لروايات جنود وضباط إسرائيليين كانوا في معركتي الشجاعية ورفح فإنّ بروتوكول هانيبال فُعّل في هاتين الحالتين على نطاق واسع، وأن الجيش بقياداته الميدانية لم يتردد في استهداف جنوده بالنيران لمنع أيّة محاولة أسر، وأنّ الجنود كانوا على علم بهذا الإجراء وكانوا على استعداد تامّ لتطبيقه.
تتردد القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية في فيلم "حرب غزة .. رؤية إسرائيلية" بالاعتراف بحقيقة ما أنجزه الكيان الإسرائيلي من عدوانه الأخير على غزة.
ويجد "أفيغدور كهلاني" وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق نفسه مضطراً للاعتراف بشجاعة وتفوّق المقاومة في غزة وتطورها الملحوظ في أعوام قليلة.
وعلى صعيد آخر يؤكد "تسفيكا فوغل" القائد العسكري الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش أن لا أهداف تمّ تحقيقها في العدوان الأخير على غزة وأن حركة "حماس" خرجت من العدوان بشعور الانتصار.
وكانت قناة الجزيرة بثت الخميس الماضي فيلما عن مجزرة رفح في الأول من أغسطس الماضي وتضمن معلومات جديدة بشأن عملية المقاومة التي أدت إلى فقدان الجندي الإسرائيلي "هدار غولدن".