9.99°القدس
10.04°رام الله
8.3°الخليل
17.42°غزة
9.99° القدس
رام الله10.04°
الخليل8.3°
غزة17.42°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

خبر: ثامنة الثانوية العامة بمصر: أحلم بتحرير فلسطين

دقت الساعة الحادية عشرة صباحًا ورضوى تنتظر كبقية طلاب الثانوية العامة؛ لتعرف في المساء نتيجة التعب والمذاكرة التي قضتها على مدار عامين خلال مرحلتي الثانوية العامة، وفجأةً إذا بهاتف رضوى يرنّ "المتحدث: معك مكتب وزير التعليم، وهو يريد أن يحدثك ، الوزير: رضوى.. ألف ألف مبروك أنتِ الثامنة على الجمهورية في الثانوية العامة بمجموع 404 درجات"، وانتهت المكالمة. (إخوان أون لاين) زار منزل رضوى محمد فاروق، الحاصلة على المركز الثامن "مكرر" في الثانوية العامة على مستوى الجمهورية بالقسم الأدبي؛ ليعيش معها أجواء الفرحة بالتفوق وأحلامها في المستقبل. ووسط زحام شديد من المهنِّئين من الأقارب والأصدقاء الذين ارتسمت ابتساماتهم وملأت فرحتهم المكان وصلنا إلى رضوى، وسألناها في البداية عن وقْع مكالمة وزير التربية والتعليم عليها، فقالت: لم أصدق أن هذه المكالمة حقيقية من وزير التربية والتعليم، وما فكرت فيه أنها "مقلب" أو "دعابة" من أحد الأصدقاء، فأنا كنت أنتظر ظهور النتيجة من خلال الإنترنت في المساء". وتابعت :" وما أن انتهت المكالمة حتى اتصلت بوالدتي، وهي أيضًا لم تظنها حقيقة واعتبرتها دعابة؛ ولكن بعد عدد من اتصالات الصحفيين في مختلف الصحف وطلب أحد قنوات التليفزيون أن أظهر في برنامج، تأكدت أنها أخبار حقيقية، فلم أتوقع أن أكون ضمن قائمة الأوائل مطلقًا، وعندما أنظر إليهم كل سنة لم أتخيل نفسي معهم بالمرة". وتقول: اخترت أن أدخل القسم الأدبي؛ لأني أفكر في الالتحاق بكلية أدبية، فلم يكن هنا داعٍ من دراسة مواد علمية لن أستفيد منها، والكثيرون كانوا يعجبون لتفضيلي القسم الأدبي، خاصةً أن البعض لديه وجهة نظر بأن العلمي أفضل بكثير، والصعوبات التي واجهتها هي الكم الهائل المطلوب من الحفظ في كل مواد الصف الثالث الثانوي، وكنت أتغلب على هذا الأمر بالاستيقاظ مبكرًا جدًّا والتركيز على الحفظ في الساعات الأولى من اليوم. [title] أولاً بأول[/title] وعن أسلوب المذاكرة الذي كانت تتبعه رضوى خلال مرحلتَيْ الثانوية العامة توضح أنها لم تغيِّر كثيرًا من الأسلوب الذي اعتادت اتباعه في المذاكرة طول مراحل الدراسة المختلفة، فكانت تأخذ دروسًا خصوصيةً في كل المواد لأول مرة في الثانوية العامة؛ لأن الذهاب إلى المدرسة لم يكن منتظمًا، وكانت تحرص على مراجعة ما تلقته خلال الدرس أولاً بأول. وتضيف: كنت أحدِّد دروسًا بعينها لإنهائها في كل يوم، دون اختيار ساعات لمذاكرتها، بل أحاول ألا يمر اليوم وقد فات مني هذا الدرس، مع تنظيم وقتي باستمرار في النوم والاستيقاظ مبكرًا. وقبل الامتحان كنت أراجع المادة كلها حتى أتذكر كل ما درسته طول السنة في الأيام الفاصلة بين الامتحان والآخر. [title] الميدان وفلسطين[/title] وحول ثورة 25 يناير وتأثيرها فيها تقول: لم أذاكر مطلقًا طوال فترة الاعتصام في ميدان التحرير حتى خلع الرئيس السابق؛ لأن ما تمر به البلد من أحداث لم يكن من الممكن تجاهله أو نسيانه والانشغال عنه بالمذاكرة، وعوَّض ذلك التوقف عن المذاكرة الحذف من المناهج بعد عودة الدراسة مرةً أخرى. "نزلت الميدان لمرة واحدة فقط يوم 9 فبراير مع والدي؛ لنتعرف على ما يجري هناك، ونكتشف الفارق بين ما ينقله التليفزيون المصري من صور وتشويه للثوار بالميدان وما تنقله الفضائيات كقناة (الجزيرة)، وأخذني إحساس بالعزة والكرامة عندما شعرت فعلاً أن المصريين كلهم اجتمعوا على مطلب واحد ولم يلتهِ كل منهم بمطلبه الشخصي". وتتابع: بعد الثورة تغيَّر حلمي في الكلية التي أريد دخولها، والمستقبل الذي ينتظرني، فقبلها كنت أضع أمام عيني إما كلية الألسن أو الاقتصاد والعلوم السياسية، والآن كل تفكيري موجَّه إلى الاختيار الثاني، ونحَّيت الأول جانبًا، فأنا أحلم أن أصير مفوضةً دبلوماسيةً لحل القضية الفلسطينية، وهو ما أراه اقترب مع الصحوة والتغيير الذي ملأ أركان الوطن العربي والقيادات الجديدة التي لا بد أن تتناسب مع رغبات الشعوب الثائرة على الظلم، فمشكلة الفلسطينيين تتحملها الدول العربية كافة، وإهمالها أحد أهم أسباب تدهورها، وحان الأوان ليرد لنا حقنا الذي معنا، فالحق في جانبنا. وتكمل: أستمتع جدًّا بقراءة الأحداث السياسية داخليًّا وخارجيًّا، وأفضِّلها عن بقية الصفحات في الصحف المصرية، فقبل الثورة تعوَّدت على الاطلاع على جريدة قومية وجريدة خاصة بشكل يومي، وأجد فارقًا كبيرًا في تناول الأخبار، تصل إلى التضاد تمامًا بينهما، وإلى جانب قراءة الجرائد أحب قراءة الروايات والقصص الإنجليزية. وتؤكد: "دعاء أمي ورغباتها في أن تراني في منزلة متميزة كانت أهم دوافعي للنجاح؛ حيث أشعر بحمل ومسئولية في أن أحقق لها ما تتمنى أن تراني عليه". [title] تفوق رغم الظروف[/title] وتعبر والدتها عن فرحتها قائلة: تفوق رضوى فضل من الله، لم يكن متوقعًا، إنما كان مجرد أمنية، خاصة أني أعمل كمدرسة وأعلم أن نتيجة الثانوية العامة ليست مقياسًا للتفوق؛ بسبب التصحيح وما يتم فيه من ظلم لكثيرين. وتضيف: الحمد لله رضوى باستمرار كانت مجتهدةً ومن الأوائل في كل سنوات دراستها، ولم أتدخل في اختياراتها، فعلى الرغم من أنها درست في القسم العملي العام الماضي، لكنها فضلت التحويل إلى مواد أدبية؛ بسبب الكلية التي اختارتها، وكل ما يهمني في الكلية التي ستختارها مهما كانت كما يطلق عليها من كليات القمة أو غيرها أن تبدع في المجال الذي ستختاره. وتستطرد: أثناء الامتحانات كانت الظروف في البيت غير هادئة بسبب مرضي والعديد من المشكلات التي مررنا بها خلال تلك الفترة، لكنها تحملت الكثير واجتهدت وكافأها (الله) على صبرها. وعن اتجاه رضوى وحبها للقراءة والسياسة تقول: منذ صغرها وبشكل غير مباشر كنت أشجعها "هي وأخوها" على القراءة بغزارة، حتى قبل تعلمهما القراءة، كنا نحضر لهما الكتب الصغيرة للتلوين، أحلم بها شخصية غير عادية في المكان الذي ستوجد فيه، وأتمنى رؤيتها أستاذة في الجامعة. وتختتم قائلةً: أتمنى أن تتغيَّر نظرة المجتمع للقسم الأدبي، وكذلك يتغير الرعب والكمّ الكبير من المواد التي لا يستفيد منها الطلاب بشكل مباشر، وأن تتضمن المناهج التعليمية مواد دراسية ذات استفادة مباشرة وموجهة لإبداع كل طالب في المجال الذي يتميز فيه.