“الكرامة الفرنسية” في قبضة القرصنة "الإسرائيلية" . والمقصود ب”الكرامة الفرنسية” اسم السفينة التي أفلتت من حصارات الموانئ التي رضخ أصحابها للضغوط الصهيونية وتمكنت من الإبحار في اتجاه قطاع غزة لكسر الحصار، في إطار “أسطول الحرية 2”، لكن الاحتلال الصهيوني الذي يحتل الأرض والجو والمياه، كان لها بالمرصاد كالعادة وأسرها . من يأسر وطناً ويأسر شعباً لأكثر من ستين عاماً، ليس منتظراً منه إلا أن يأسر سفينة تبحر لكسر حصار عنصري نازي دام سنوات، على مرأى من العالم كله، وهو كسر معنوي ليس أكثر، هدفه إظهار التضامن مع شعب مظلوم مشكلته أنه يريد استعادة وطنه السليب وممارسة حياته الكريمة الحرة كما كل شعوب الأرض. حرية؟ نعم . الحرية هنا ممنوعة من الصرف ومن التداول ومن الاستخدام، فعندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني واحتلاله وإرهابه، تخرس الألسن وتصمّ الأذان، وتسمل الأعين، فليس هناك من يرى أو يسمع أو يتكلم، بل يتشدّق، فيما يهدر حقّ أساسي من حقوق الإنسان، فقط لأن المرتكب على رأسه ريشة، وممنوعة عنه المساءلة والمحاسبة . لماذا؟ لأنه محميّ من أعتى أعتياء العالم، هم أنفسهم الذين يريدون أن تصدقهم الشعوب أنهم صادقون في ما يبثون ويلوكون من شعارات فارغة عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية . هم أنفسهم الذين يقدّسون مجرم الحرب وفي الوقت نفسه يرجمون الضحية . مجرمو الحرب هؤلاء خارج كل قانون، وفوق كل قانون . الشرعية الدولية تتوقف عندهم، والمحكمة الجنائية الدولية تتوقف عندهم، وأوصاف الإرهاب والعقوبات تتوقف عندهم . وفي موازاة ذلك كله، مازال هناك، من أسف، من يراهن على "تغيير" ومفاوضات وتسوية، مع أن المراهِن نفسَه لدغ من الجحر مئات بل آلاف المرات، على مدى عقود وعقود . الكرامة تحتاج إلى إعادة اعتبار، وكذلك الحرية وحقوق الإنسان . فهل يستيقظ المراهنون، والعرب، في زمن “الربيع العربي” هذا؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.