20.57°القدس
20.43°رام الله
19.42°الخليل
23.62°غزة
20.57° القدس
رام الله20.43°
الخليل19.42°
غزة23.62°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

خبر: هل تبصر الحواسيب؟

441
441

تتطور تقنيات الذكاء الصناعي يوما بعد يوم، وقد تمكن العلماء من تطوير حواسيب تستطيع تعليم نفسها ذاتيا بما يشبه طريقة الأطفال باقتباس المعلومات واستيعابها، وحاليا تعكف باحثة أميركية على تعليم الرؤية للحواسيب، فهل ستبصر الآلات في يوم ما؟

قضت الباحثة "فاي-فاي لي" 15 عاما من عمرها في تعليم الرؤية للحواسيب، وهي الآن تشغل منصب مدير مختبر الرؤية الحاسوبية في جامعة ستانفورد الأميركية، حيث تعمل بجد لتحقيق هدفها بتطوير عيون إلكترونية للروبوتات وآلات قادرة على الرؤية وفهم ما تراه في محيطها.

وتطمح "لي" إلى تمكين الحواسيب من الإبصار وفهم ما تراه من خلال تعليم نفسها تلقائيا، أي كالأطفال الذين لا يعلمهم أحد كيفية الإبصار ويفهمون العالم من حولهم من خلال التجربة والملاحظة.

ففي حال تم اعتبار عيني الطفل ككاميرتين حيويتين، فإنهما تلتقطان نحو خمس صور في الثانية، وببلوغ الطفل الثالثة من عمره، تكون عيناه قد التقطتا مئات الملايين من الصور، أي إن عينيه قد جلبتا له كما هائلا من الأمثلة التعليمية.

وترى لي أنه بدلا من التركيز على تطوير خوارزميات متنوعة وبذل جهود جبارة على تحسينها، أن الأنسب هو بناء خوارزمية جيدة وتزويدها بالبيانات ذات الجودة العالية بما يسمح للحواسيب بالتعلم وتدريب نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

ولتحقيق ذلك بدأت لي منذ 2007 بالتعاون مع زملائها لجمع ملايين الصور من شبكة الإنترنت بغرض تصنيفها وتعليمها لتراها الحواسيب، وذلك تحقيقا لنظرية تقول إن مشاهدة الآلة لكثير من صور شيء ما تجعلها قادرة على التعرف على ذلك الشيء عند مشاهدته لاحقا.

وقد استعان فريق "لي" بما يعرف بـ"منصات التعهيد الجماعي" (Crowdsourcing)، مما جلب لهم نحو خمسين ألف عامل من 167 دولة حول العالم، بغرض المساعدة على تعليم ملايين الصور العشوائية وبناء قاعدة البيانات الضخمة "إميج نت" التي أتيحت للباحثين والعلماء حول العالم الراغبين بتعليم الحواسيب كيفية الإبصار.

ويعتمد الفريق على الشبكات العصبية الصناعية، وهي برامج حاسوبية تحاكي في طريقة عملها الدماغ البشري، وبمقدورها تفسير الصور بالاستفادة من العصبونات الافتراضية الموزعة في عدد من الطبقات المنفصلة، حيث تقوم كل طبقة على حدة بإدراك أحد عناصر الصورة، ففي حين تتعرف إحدى الطبقات على اختلاف الألوان في الصورة، تتعرف أخرى على الأشكال، وبعد تحليل الصورة عبر مرورها خلال تلك الطبقات -التي قد يصل تعدادها إلى ثلاثين طبقة- يتمكن النظام من تكوين فهم مقبول للصورة.

وفي جامعة ستانفورد يستطيع النظام إدراك الصور بدقة عالية، لكن على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت في تطويره خلال عقد من الزمن، فإن ذكاءه البصري -وفقا للباحثة لي- لا يتجاوز ما يمتلكه طفل في الثالثة من عمره.