لا تتوقف عجلة التطوير في موقع فيسبوك تلبية لرغبات السوق واحتياجاته، فالموقع لا تمر عليه أيام دون طرح خدمة جديدة يحاول من خلالها استيعاب احتياجات أخرى تزيد من حصته السوقية، مع سعيه للتحول تدريجيا إلى بديل شامل لخدمات أخرى موجودة في سوق الإنترنت العالمية.
وبعد تحول فيسبوك من منصة اجتماعية فقط إلى منصة كبرى للشركات والمعلنين، وسوق رائجة للدعاية للمنتجات والشركات بعد إتاحته خدمة الإعلانات المدفوعة الأجر، يسعى فيسبوك الآن لتمكين الشركات من بيع منتجاتها مباشرة على صفحاتها التجارية دون الحاجة للإحالة إلى مواقع البيع الخاصة بالشركات، أو مواقع البيع الشهيرة كأمازون وغيره.
هذه الخدمة التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي في كاليفورنيا على لسان رئيس العمليات في فيسبوك، شيريل ساندبرغ، ستشكل خطرا كبيرا على مواقع التسوق الافتراضي الشهيرة التي جاءت قبل نشأة فيسبوك بسنوات، حيث كانت تمثل مستقبل التطور التجاري في العالم وقتها، وبهذا سيضع فيسبوك نفسه وسط العملية التجارية، لامتلاكه وسيلة الترويج والجمهور أيضا.
وهذه تعد الميزة الكبرى لفيسبوك، فقد استغرقت المواقع التجارية الكبرى سنوات عديدة لخلق جمهورها المفضل وجذب الشركات الكبرى وصغار المنتجين، إلا أن فيسبوك ببساطة يمتلك هذا الجمهور مسبقا بمئات الملايين حول العالم، مما يضمن نجاح أي عملية تجارية داخل هذه البيئة.
ولم يقتصر الأمر على قطاع بيع المنتجات الذي أتاحه فيسبوك تجريبيا لبعض المنصات قبل إطلاقه المرتقب رسميا، بل سيتاح أيضا للشركات والأفراد الذين يبيعون "خدمات" أيا كانت هذه الخدمات صغيرة أو كبيرة، بدءا من السباكين وأصحاب الحرف ومرورا بشركات مكافحة الحشرات والقوارض، وخدمات التنظيف، وأي خدمة يمكن إضافتها للقائمة.
وبهذا فنحن أمام توسع حقيقي لاستخدام فيسبوك، فالموقع يوسع تدريجا مساحة وجوده في حياتنا اليومية بدءا من بناء العلاقات والصداقات ومرورا بتشكيل الأحداث والمواقف السياسية وانتهاء بالإعلان والعمليات التجارية وقطاع الخدمات، مما يعكس المدى الذي سيظل فيه فيسبوك على قائمة مواقع التواصل الأكثر استخداما في العالم.
يذكر أيضا أن فيسبوك أعلن على لسان مدير العمليات عن إطلاق خدمة "التبرع" للمنصات التابعة للمنظمات غير الحكومية وجهات العمل الخيري وحملات التبرع، حيث قد لا تخدم خدمات العمل التجاري السالفة الذكر مثل هذه الجهات.
ويرى خبراء أن فيسبوك قد ينجح في تحويل حملات التعاطف عليه في القضايا ذات الشهرة العالمية إلى حملات ذات أثر مباشر، حيث سيتمكن المتعرض لحملات التعاطف من تحقيق استجابة مباشرة عبر التبرع، وبالتالي تحقيق انتعاش لصالح المنظمات الخيرية التي تعاني من صعوبة تحويل حملات التعاطف المجرد إلى حملات دعم فعالة.