16.3°القدس
20.06°رام الله
21.08°الخليل
23.32°غزة
16.3° القدس
رام الله20.06°
الخليل21.08°
غزة23.32°
الإثنين 28 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.34دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.34
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

بأفكار إبداعية

بالصور: أبو العيش" فنانة تبدع الرسم ب"الرمّان" و"البهارات"

1
1
رفح - محمد كمال

تفوح رائحة البهارات في المكان، فلم تكن هذه المرة دليلًا على إعداد طعامٍ من الأطعمة أو أكلة من المأكولات كما هو معروف عنه، ولكنها كانت جزءًا من مكونات إعداد لوحة فنية جميلة لقبة الصخرة المشرفة أو رسمة بديعة رائعة لقائدٍ ورمز ترك بصمة في حياة الناس، هكذا بدا "الكمّون" و"العُصْفر" وغيرها من البهارات في قصتنا.

تتنقل ريشة الفنانة على لوحتها الفنية، تارة تبدع على اللوحة وتارة أخرى تداعب ريشتها أنواع البهارات لتصنع منها لونًا جميلًا زاهيًا وهي تلوّن صورة فنية لمسجد قبة الصخرة المشرفة زيّنت قبتها الذهبية بلون بهار "العُصفر"، ضمن لوحات تناثرت على جدران الغرفة أبرزها تزيّن بلون فاكهة "الرمّان".

تقرير أعده مراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على إبداع الفنانة التشكيلية ولاء أبو العيش في رسمها لوحات فنية بأدوات وألوان جديدة تعتمد على الألوان في طبيعتها الموجودة في فاكهة الرمّان والبهارات.

بداية الإبداع

أحبت الفنانة التشكيلية ولاء أحمد أبو العيش 21 عامًا الرسم بشكل عام منذ صغرها يدعمها والداها في تطوير موهبتها ويوفران لها كل ما تحتاجه ، وقالت خلال حديثها لـ"فلسطين الآن" :"أحب الرسم بشكل عام ومنذ الصغر أرسم وأبحث عن أفكار وأرسمها وألونها، وأهلي كانوا أكثر الداعمين لي خصوصًا أبي وأمي".

تخصصت أبو العيش من سكان حي التنور شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة في قسم التربية الفنية بجامعة الأقصى استكمالًا لمشوار موهبتها التي أحبتها وعاشتها منذ صغرها، مشيرةً أنها اهتمت بموهبتها بالتعلم والمشاركة في كل ما يتاح لها من معارض ومسابقات كانت سببًا في تنمية قدراتها.

والد الفنانة أبو العيش الأستاذ أحمد أبو العيش يروي لـ"فلسطين الآن": "ابنتي ولاء وهي صغيرة كأي طفل صغير كانت تحب تخربش على الورق وكنا نوفر لها الورق والألوان ، وأثناء الدراسة والمدرسة اكتشفنا إبداعاتها الصغيرة على كراسات الرسم".

 رسمٌ ب"البهار" و"الرمّان"

بعد فترة من الرسم شعرت الفنانة أبو العيش برتابة التقليد في الفن والرسم، ومع خروج أفكار لفنانين رسموا بالقهوة والمكياج قررت أن ترسم بمادة جديدة غير المادة التي ترسم بها، وقالت:" كل واحد عنده أفكار جديدة وإبداعية ولكن الاختلاف في طريقة الرسم وأدواته".

وأضافت: "جاءت لي فكرة الرسم بالألوان الطبيعية كان في بدايتها الرسم بفاكهة الرمان لحبي الشديد لفاكهة الرمان ولونها جميل جدًا وشعرت أنه سيعطي شيء جمالي، وأول رسمة رسمتها بالرمّان وجدت أن الرسمة نالها إعجاب كبير وتعليقات تشجيعية من الناس" ، وكانت رسمة الرمّان في بداية شهر سبتمبر الماضي.

وتابعت: "بعد هذا الإعجاب قلت لنفسي لن أقف عند هنا وقلت لنفسي لماذا لا أرسم بالبهارات؟ لأنّ ألوانها طبيعية ومتعددة وفيها ملامس وهي فكرة جديدة على الفن، وبدأت أرسم بالعُصفر".

رسمت أبو العيش عدة شخصيات أبرزها الشيخ أحمد ياسين والرئيس ياسر عرفات والشاعر محمود درويش، وقالت:"رسمت أكثر من شخصية بالبهار ووجدت أنها لا تتأثر للعوامل الخارجية وتبقى ثابتة وأنا بذلك أخلد ذكرى القادة والرموز".

شاركت أبو العيش في كثير من المعارض عن المرأة وحقوق المرأة وحصلت على المركز الأول على مستوى القطاع في معرض يوم الأرض على أرض السرايا، وشاركت كذلك في جداريات عن النكبة وغيرها، أفادت أن "مشاركاتها ظهر فيها فني ونميت موهبتي عن طريقها".

وقالت: "نحن عندنا قضية وفكر غير الناس وعندنا رسالة لازم نوصلها للعالم كل واحد بطريقته، وموضوعي ورسالتي ومعاناة شعبي بدي أوصلها لكل العالم بالبهار وبأسلوبي الخاص"، وتمنت أن يكلل هذا الجهد بمعرض يظهر أسلوبها وطريقتها في الرسم ، وأضافت:" أحب توصيل قضيتنا للعالم كله بأمور بسيطة ممكن تعطي معنى كبير".

وختمت حديثها بقولها:"نرجو الاهتمام في الفن خصوصًا الفن الغريب، عندنا قضية وحصار ونحن نبدع رغم كل المشاكل التي نمر فيها، وعندنا فكر شبابي يجب أن نعطيه الكثير من الاهتمام".

تعزيز الأهل

وبدوره أبدى والد الفنانة التشكيلية أبو العيش إعجابه بتميز ابنته وتشجيعه الكامل لها منذ بداية طريقها، وقال:" نحن ساعدناها وأتحنا لها المجال أن تنمي هذه الموهبة من خلال دراستها في الجامعة، ووفرنا لها كل ما يلزم وما تحتاجه، ومن المعروف أن التربية الفنية مكلفة من أدوات وألوان وخامات ووفرنا لها كل ذلك باستمرار".

وأشار إلى وقوف الأهل بجانبها في جميع المسابقات والمعرض الخارجية التي شاركت بها وفازت في عدة جوائز من خلالها، وقال:"كانت متميزة جدًا خلال مسيرة حياتها الفنية" ، متمنيًا لها المزيد من التقدم والمزيد من نشر هذا الفن.

وختم كلامه بقوله:"نحن كفلسطينيين أصحاب قضية وأصحاب حق ويجب حمل قضيتنا من خلال رسالة فنية ثقافية لكل العالم من خلال الجيل المبدع الذي نتمنى أن يكون هو المنارة الذي يرسل هذه القضية لكل العالم ، والفن والثقافة هو القوة الناعمة لكل مجتمع".