ضرب الاتحاد الدولي لكرة القدم موعدا جديدا لمباراة فلسطين مع السعودية في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، ولا يزال الفلسطينيون يصرون على خوضها على ملعب فيصل الحسيني وترفض السعودية اللعب هناك، وربما تستبعد من البطولتين.
حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موعدا جديدا للمباراة المؤجلة بين منتخب فلسطين ومنتخب السعودية ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2018 بروسيا وكأس أسيا 2019 بالإمارات.
ووفقا للموعد الجديد فإن المباراة، التي كان من المقرر إقامتها في 13 تشرين أول/ أكتوبر الحالي وأجلت بسبب رفض السعودية خوض المباراة في الأراضي الفلسطينية، ستقام على أرض منتخب فلسطين يوم الخميس (الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر).
وكانت السعودية قد قدمت التماسا بإقامة المباراة بملعب محايد وتم قبوله من قبل الفيفا. وبعد احتجاج الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بقيادة جبريل الرجوب عاد الفيفا اليوم الأربعاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول) ليعلن بعد اجتماع اللجنة المختصة بتصفيات كأس العالم أنه سمح للمنتخب الفلسطيني باستضافة المباراة المقبلة بملعبه.
هناك ثلاثة أسباب رئيسية لتمسك الفلسطينيين بإقامة المباراة في ملعب رام الله حسب ما قال لـDW عربية أحمد العلي، الصحفي بجريدة الأيام الفلسطينية، السبب الأول هو من الناحية الفنية، حيث أن الجميع يعلم مدى أهمية أن يؤدي أي فريق مباراة على أرضه وأمام جمهوره ليستفيد من تشجيع الجماهير.
وهو ما حدث عندما حل المنتخب الإماراتي ضيفا على منتخب فلسطين في ملعب رام الله، وتمكن المنتخب الفلسطيني من التعادل مع المنتخب الإماراتي القوي، حسب رأي أحمد العلي.
ولسنوات طويلة يتابع عشاق منتخب فلسطين لكرة القدم فريقهم عبر شاشات التلفاز والآن أصبح من حق الفلسطينيين أن يلعب منتخبهم على ملعبه لذلك فإن السبب الثاني للتمسك باللعب في رام الله، حسب ما يرى أحمد العلي، هو إسعاد الجماهير الفلسطينية، التي من حقها أن ترى نجوم فريقها على الطبيعة فوق البساط الأخضر لذلك "فلا يحق لأي جهة أن تحرم منتخب فلسطين من الحق في اللعب على أرضه أو حرمان جماهيره من متعة مشاهدة لاعبيها".
كما أن الجماهير الفلسطينية تريد أيضا مشاهدة المنتخب السعودي ونجومه الكبار المعروفين على مستوى قارة أسيا، حسب أحمد العلي: "منتخب كبير بحجم السعودية نحن كشعب فلسطيني كنا نشجعه دائما عندما يشارك في كأس العالم ونتمنى له التوفيق في مبارياته".
وما زال الاتحاد السعودي لكرة القدم يرفض السفر إلى الأراضي الفلسطينية ولم يوضح أسباب طلبه نقل المباراة لأرض محايدة، سوى القول بأنها "ظروف استثنائية"، ومعروف أن منتخب السعودية في طريقه إلى خوض المباراة سيكون بحاجة إلى عبور نقاط تفتيش يديرها الكيان الصهيوني، التي لا ترتبط مع السعودية بعلاقات دبلوماسية.
ويقول الصحفي الفلسطيني أحمد العلي إنه كان هناك اجتماع بين الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، وأحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي ومعهما جبريل الرجوب وبحثوا الخيارات الممكنة لنقل اللاعبين والبعثة السعودية بأكملها بطائرات خاصة تهبط مباشرة في مدينة رام الله دون اللجوء إلى المرور بحواجز صهيونية "وكان هذا حلا بكفالة الأمير علي، حلا منطقيا ويمكن السعوديين من الوصول إلى ملعب فيصل الحسيني مباشرة دون المرور بحواجز صهيونية".
وهناك موضوع آخر يتحدث عنه إعلاميون سعوديون هو ختم الجوازات، "وحقيقة لا صحة لهذه المعلومة. فالجانب الصهيوني لا يختم على أي جواز سفر لأي شخص يزور الأراضي الفلسطينية، وبالتالي أعتقد أن كلا الحجتين للأشقاء السعوديين ليس لهما ما يبررهما"، حسب قول أحمد العلي.
ماذا لو لم تلعب السعودية في رام الله
تتصدر السعودية المجموعة الأولى برصيد 12 نقطة من أربع مباريات وتليها الإمارات في المركز الثاني بسبع نقاط ثم المنتخب الفلسطيني بخمس نقاط، وتضم المجموعة أيضا ماليزيا وتيمور الشرقية، ويتمنى أحمد العلي أن "يقنع الأشقاء العرب أو الأصدقاء في أوروبا المنتخب السعودي بالقدوم إلى رام الله".
ويضيف الصحفي الفلسطيني أن منتخب بلاده سيستفيد طبعا من النقاط الثلاثة التي ستحسب له في حالة عدم قدوم السعودية إلى رام الله: "لكن حقيقة سنكون جدا حزينين إذا لم يأت المنتخب السعودي إلى فلسطين وتلتقط معه الجماهير الصور أسوة بما فعلت مع نجوم ولاعبي المنتخب الإماراتي".